"البارد": دعوات إلى الهجرة

Tuesday, 25 February 2014 - 12:00am
تفاعلت قضية الدعوة إلى الهجرة في مخيم نهر البارد التي كانت أطلقت قبل فترة من قبل بعض الناشطين الاجتماعيين احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية، وترجمت أمس بخطوات ميدانية تمثلت بالتوقيع على عريضة وسط الشارع العام في المخيم، في مشهد رفع من حدة السجال الدائر بين المؤيدين والمعارضين لهذه الدعوة.
وبدا تحرك امس في الشكل ترجمة عملية لسلسلة بيانات تدعو أبناء المخيم إلى حسم خيارهم للهجرة خارج لبنان، من أجل تأمين حياة أفضل لهم ولعائلاتهم بعد تفشي البطالة وانعدام فرص العمل داخل المخيم، اللذين يعتبران انعكاسا طبيعيا للمواجهات المدمرة التي شهدها المخيم في العام 2007 بين تنظيم فتح الإسلام والجيش اللبناني، وأدت إلى دماره عمرانياً واقتصادياً وإلى حرمان آلاف الشباب من فرص العمل.
لكن وجهة النظر الأخرى تعتبر في هذه الدعوات إلى الهجرة وما استتبعها من تحركات ميدانية، شكلا من أشكال التآمر على حق العودة من خلال اللعب على وتر الوضع المعيشي، لتحريض الشباب على الهجرة، مستندة في ذلك إلى معطيات لديها تفيد بأن هناك بعض السفارات الغربية منخرطة في المشروع، من خلال استغلال أوضاع اللاجئين، في محاولة كانت سبقتها محاولات أخرى قبل سنوات.
وكان السجال احتدم قبل شهر داخل مخيم البارد الذي يشهد عملية إعادة إعمار منذ نحو خمس سنوات، بعد صدور بيانات تدعو أبناء المخيم الى الهجرة وتحمل الفصائل الفلسطينية المسؤولية المعنوية عما آلت إليه أوضاع اللاجئين، خصوصا بعد تدفق آلاف النازحين الفلسطينيين من مخيمات سوريا الأمر الذي شكل عبئا إضافيا على السكان، الذين يواجهون بمعظمهم صعوبة في تأمين قوة يومهم، قبل أن يجدوا أنفسهم في منافسة مع العمال الآتين من مخيمات سوريا أو السوريين، وهو ما كان دفع قبل اسبوعين بعض الشباب الفلسطيني في المخيم الى القيام بطرد عمال سوريين يعملون في مشروع إعادة إعمار المخيم القديم.
وأمس تجمع عشرات الشبان وسط الشارع العام في المخيم، ووضعوا لافتة كبيرة على الارض كتب عليها نعم للهجرة، حيث تقاطر بعض المؤيدين للفكرة ووقعوا عليها.
وأشارت المعلومات إلى أن ذلك "يدفع المعنيين إلى اتخاذ خطوات مضادة لمواجهة الظاهرة، من خلال إجراء نقاشات مع الشباب في المخيم، ومحاولة الوقوف عند هواجسهم ومعالجة بعض المشاكل التي يعانون منها، من دون إغفال الشق الرئيس، الذي يتمحور حوله موقف الرافضين، وهو محاولة معرفة الجهات التي تقف خلف هذه الدعوات واستغلال الواقع المعيشي لتحريض أبناء المخيم على الهجرة".

لبنان
ACGEN
السغير
حقوق الفلسطينيين