انذارات رسمية غير كافية للمستشفيات الخاصة الملزمة باستقبال كل المرضى اياً كانت الظروف

بينت صحيفة "السفير" في تحقيق نشرته، يوم امس، ان سلوك بعض المستشفيات الخاصة وسعيها نحو الربح المادي، يكشف ممارسات لا إنسانية، تؤدي بالنهاية إلى احد أمرين: إما دفع الأموال المطلوبة مسبقاً، او فقدان الحياة أمام أبواب المستشفى. واضافت الصحيفة في تحقيقها قائلة: "المرضى قسمان، اما ان يكون مضموناً، يفترض دخوله إلزامياً الى المستشفى، او يستشفي على حساب وزارة الصحة". ففي الحالة الاولى اكدت مصادر في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لصحيفة "السفير" ان مئات الشكاوى ترد الى مكاتب الصندوق، تشير الى رفض هذا المستشفى او ذاك قبول مريض الضمان بحجة عدم وجود أسرّة لهذه الفئة. اما في الحالة الثانية، فقد اكدت وزارة الصحة تلقيها شكاوى يومياً ازاء مستشفيات ترفض إدخال المرضى على حسابها، بحجة أن السقف المالي الذي تخصصه وزارة الصحة لكل مستشفى ينتهي بمطلع كل شهر. واردفت الصحيفة قائلة: "لا تقف المسألة عند حدود رفض استقبال المريض، بل هناك مرضى يواجهون ما يشبه الابتزاز، يتعلق بتسديد نفقات خارج كل ما تفترضه الفاتورة الصحية الرسمية. هذه الممارسات التي يسميها بعض الاطباء "برّاني"، كثيراً ما تفرض من قبل بعض الأطباء والمستشفيات، بحجة ان أتعاب الطبيب لا تتناسب مع قيمة ما يتضمنه العقد مع الضمان.
والجدير ذكره ان هذا الوضع قد دفع وزير الصحة، وائل ابو فاعور اخيراً الى توجيه سلسلة من الانذارات الى المستشفيات لعدم تقيضها بالعقود الموقعة. وفي حين اعتبر مدير عام "الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي"، الدكتور محمد كركي، ان توجيه مثل تلك الانذارات للمستشفيات المخالفة خطوة جيدة، لكنها غير كافية، لأن الجميع يعرف ان المضمون يبقى الطرف الاضعف في العلاقة، موضحاً "ان من واجب المستشفى المتعاقد مع الصندوق (الذي يوقع بروتوكول التعاون معه)، وفقاً للمادة الخامسة (الفقرتان 2 و3 منها)، الالتزام بإدخال المريض أياً كانت الظروف"، فيما دعا رئيس الاتحاد العمالي العام، غسان غصن، الى اتباع تلك الخطوة بفسخ العقود فوراً. (السفير 25 آذار 2014)