الجامعة الأميركية: استقالة أحمد دلّال وإنذار أخير من الطلاب

Friday, 21 March 2014 - 12:00am
«أعطينا الادارة المهلة الكافية ولم نلق أي رد ايجابي، اليوم (أمس) كان التحرك رمزيا، أما غدا (اليوم)، فالمشهد سيكون مختلفا»، هذا ما ردده محمود (أحد الطلاب)، بانفعال، بعد مشاركته في السلسلة البشرية الذي نظمتها الحكومة الطلابية البارحة، كخطوة من خطوات تحرّكاتها ضد زيادة الاقساط في الجامعة. حمل المشاركون لافتات سوداء وبيضاء، ورسموا الأحرف الأربعة STFI ، وهي اختصار لجملة stop the tuition fees increase، أي أوقفوا زيادة الأقساط، محمود ليس وحده من يشعر بالحماسة ويدعو الى تصعيد التحرّك «سريعا»، بل يشاركه في ذلك عدد كبير من الطلاب الخائفين من أن «تموت القضية»، أو ان تجري «المفاوضة عليها».

الادارة ما زالت تلتزم الصمت حتى اليوم، مشغولة بقضاياها الداخلية الساخنة. فبيتير دورمان، رئيس الجامعة، لم يستطع خلال اجتماعه الأخير مع كامل أعضاء الحكومة الطلابية استمالة أي من الأحزاب السياسية «علانية»، برغم المحاولات الساعية لعقد صفقات «من تحت الطاولة» أخيرا، ويبدو أنه لم يعد قادرا أيضا على المحافظة على التماسك «الشكلي» للادارة، فقدم العميد أحمد دلاّل استقالته، وهو بمثابة أعلى منصب اداري بعد منصب رئيس الجامعة.
الـ «وحدة طلابية» ستتجسد مجددا، في التجمّع الذي ينوي الطلاب اقامته، بدعم مجموعة من الأساتذة وعدد من الموظفين الاداريين، أمام المبنى الأساسي للادارة (الكوليج هول) عند العاشرة صباحا، كخطوة تحذيرية أخيرة للتذكير بمطالب الطلاب «تفاديا لأي تصعيد لاحق»، بحسب نص الدعوة الذي عمم على الصفحات الخاصة بانتفاضة طلاب الجامعة.
اليوم ايضا، تُعقد في نيويورك أولى جلسات مجلس أمناء الجامعة لمناقشة ميزانية الجامعة المقترحة، مع تعديلات معينة أضيفت من قبل دورمان، الذي غابت رسائله عن الطلاب طوال الأسبوع الماضي، بعدما وصلته توصيات اللجنة المؤقتة التي شكلها لمعالجة مشكلة الأقساط الجامعية، وبرغم طلب كل من الحكومة الطلابية ومجلس الشيوخ من دورمان اطلاعهما على مضمون التوصيات، الا أن الأخير وعدهما بارسال ملخص ولم يفعل. ويبدو أن ما يقلقه ليس فقط مسألة الحراك الطلابي بحد ذاته، بل ما يُكشف عنه يوما بعد يوم من خلال طرح القضايا المتعلقة بالشفافية وتسليع التعليم وسوء الادارة. ان من قبل الطلاب، أو اتحاد الأساتذة، أو داخل مجلس الشيوخ، فضلا عما كشفته بعض التقارير المسربة، من فساد داخل الجسم الاداري للجامعة، فبعد سحب الثقة من أحد كبار الموظفين، مدير العمليات جورج ديبين، وطلب سحب الثقة من المدقق الداخلي في الجامعة أندرو كارترايت بسبب قضايا تتعلق بالفساد وسوء الادارة، وآخرها مسألة التنصت، علمت «الأخبار» أن العميد أحمد دلاّل قد تقدم باستقالته من ادارة الجامعة، وقُبلت، في ظل تكتم شديد على الاسباب، الا أنه من المرجح أن يكون دلاّل قد استقال بسبب رفضه سياسة دورمان الداخلية وبدء تكشّف ما هو «مستور» في أروقة الجامعة، أما الخلاف بين الرجلين، فيعود الى بدايات ولاية دورمان كرئيس، لكن تفاقم كل هذه الفضائح والمشاكل دفع به الى التخلي عن دورمان. وبحسب المصادر، فان رفع الأقساط كان العامل «المفجر» للمشكلة.
اذا، الجامعة تغلي، والجميع بانتظار ما ستؤول اليه نتائج اجتماع مجلس الأمناء، الذي سيرد على العديد من القضايا، وخاصة موضوع الأقساط، وذلك خلال هذا الشهر، لا حتى شهر ايار بحسب ما أشاع رئيس الجامعة في احدى رسائله للطلاب.
مجلس الجامعة تلقى رسالتين، الأولى من مجلس الشيوخ (لم يعرف مضمونها) والثانية من الطلاب. المجلس مطالب اليوم بأخذ الطلاب ومطالبهم على محمل الجد، هذه خلاصة ما أرسلته نائبة رئيس الحكومة الطلابية جنان أبي رميا الى أعضائه، باسم طلاب الجامعة الأميركية في بيروت، توضح اسباب اعتراض الطلاب على «الزيادة غير مبررة في رسوم التدريس في الاعوام الثلاثة الأخيرة، التي وصلت الى ٣٧%، بعد اعتماد سياسة الـ١٥ رصيدا»، الأمر الذي عده الطلاب «خرقاً للعادة القديمة في الأميركية، وهي أن يدفع الطلاب قيمة ١٢ رصيدا منذ أكثر من مئة عام».
الشفافية، تجميد زيادة الأقساط، واشراك الطلاب في القرارات، هي المطالب الأساسية للطلاب، كانت ضمن رسالة أبي رميا للمجلس، التي أعربت عن تخوف الطلاب من أن تتحول الأميركية الى «جامعة للأغنياء فقط» واستبعاد باقي طبقات المجتمع، شارحةً أيضا التحقيقات التي قامت بها الحكومة الطلابية، والتي أظهرت أن أجور الأساتذة زادت فقط بنسبة 1%، وأشارت الى التناقض بين الاداريين والأكاديميين، حيث أن دخل المدراء يتجاوز بثلاثة أضعاف أجر المحاضر بدوام كامل. وأيضاً أوضحت الرسالة أن الزيادة في المساعدات المالية لا تتناسب مع الزيادة في الأقساط، كما انتقدت أيضا غياب التخطيط المالي الحقيقي الذي يمكّن الجامعة من الوصول الى بدائل مالية، لكي لا يبقى الطالب المستهدف الأول من أي زيادة في مصاريف الجامعة.
تساءل الطلاب عن السبب الذي يدفعهم الى تمويل مستشفى الجامعة، كما أبدوا تخوفهم من تمادي ادارة الجامعة في محاولاتها لتطوير نفسها عن طريق «المنافسة» مع الجامعات الأخرى التي تجري على حساب الطلاب.
المطالب هذه لن تُناقش، كما أعلن الطلاب سابقا، قبل أن تجمد زيادة الاقساط. بهذه الطريقة فقط، بحسب الطلاب، تُظهر الادارة نيّة حقيقية بوضع الطلاب في سلم أولويات الجامعة، عن طريق إيجاد مصادر مالية بديلة، وأن يعطى الطلاب الحق بأن يكونوا جزءا فعليا في عملية اتخاذ القرار. هل يكون لهذه الرسالة أي صدى فعلي داخل اجتماعات مجلس الأمناء؟ وهل الطلاب على استعداد للتصعيد والمواجهة المباشرة مع الادارة؟ هذا ما قد يحسمه اليوم الطلاب في حراكهم الموجه مباشرة الى مبنى ادارة الجامعة ومكاتب الموظفين، وحكما مكتب رئيس الجامعة.

لبنان
ACGEN
الأخبار
تربية وتعليم