السوريون/ات النازحون/ات في لبنان ليسوا بطارئين/ات و50 ألف طفل/ة سوري/ة لاجئ/ة مجبرون على العمل

كشفت منظمة كير البريطانية للإغاثة في تقرير ان 50 ألف طفل/ة سوري/ة لاجئ/ة في لبنان يعملون/ن في ظروف صعبة عادة ولمدة 12 ساعة يوميًّا للمساعدة في توفير الطعام والمأوى لأسرهم/ن. واضافت المنظمة "ان 50% فقط من الأطفال السوريين/ات اللاجئين/ات الى دول الجوار ينتظمون/ن في المدارس بينما تبلغ 30 في المئة فقط في لبنان". وبشكل عام يقول تقرير كير ان ثمة "أكثر من مليون لاجئ/ة سوري/ة يعيشون/ن في لبنان وهو ما يعادل ربع عدد سكانه وذلك بعد فرارهم/ن من الحرب الأهلية المشتعلة في بلادهم/ن للسنة الرابعة على التوالي والتي أدت حتى الآن إلى مقتل أكثر من 160 ألفًا". كما افاد التقرير الذي نقلته رويترز "ان الاطفال النازحين/ات يبيعون/ن سلعا في الشوارع ويكسبون/ن أقل من 5 دولارات في اليوم في حين يعمل آخرون في المقاهي والأسواق أو في المزارع ومواقع البناء، بينما يقول البعض منهم إن رحلة الذهاب إلى بيروت تستغرق ساعات باستخدام الحافلات، كما يتسول أطفال آخرون مع أفراد من أسرهم/ن في الحمراء ويساعد آخرون في حمل الحقائب في المتاجر أو يمسحون السيارات مقابل النذر اليسير من المال".
وفي الاطار نفسه، نشرت صحيفة "الحياة" تحقيقاً، اشارت فيه الى ان العمال السوريين الوافدين الى لبنان ليسوا طارئين على البلاد، وقد ازدادت اعدادهم منذ اوائل التسعينات، بعد انتهاء الحرب الاهلية. واضافت الصحيفة قائلة: "جاءت الأحداث الاخيرة في سوريا، وصار للسوريين/ات في الضاحية، كما في كل مكان، حصة من العنصرية اللبنانية الفاقعة. يتحملون/ن قيء العنصريين على مساحة البلاد، شأنهم شأن الفيليبينيين والإثيوبيين وكل عامل "أجنبي فيها". واضافت الصحيفة قائلة: "إنه مرض لبناني قديم، لا يريد المصابون به أن يتنازلوا عن شيء منه، يحتفظون به تاماً لإبرازه ضد كل ما هو مختلف". ولفتت الصحيفة الى ان الحديث هنا عن اللبنانيين/ات عامةً، وليس عن أهل الضاحية حصراً، إلا ان المفارقة هنا تكمن في ان الضاحية كانت ملاذاً آمناً للعمال السوريين عَقِب اغتيال الرئيس رفيق الحريري في شباط الـ2005، وبقيت كذلك حتى بدء "الثورة السورية" عام 2011، حين شكلت تلك السنة تحولاً نوعياً في نظرة أهل الضاحية (كغيرها من المناطق) إلى السوريين، فصار السوري مرحب به على قدر انسجامه مع الرأي السياسي السائد في الضاحية الجنوبية. وقد ختمت الصحيفة قائلة: "منذ الـ2005 والعمال السوريون يدفعون ثمن العلاقات المتوترة بين البلدين "الشقيقين"، فهم هربوا بحسب الصحيفة من الموت الذي حل في بلادهم، "إلى مصير لم يكن أقل سوءاً هنا، موتٌ بطيء يتسلل إليهم، موتٌ لا يستطيعون دفعه عن صدورهم". (الحياة 13 حزيران 2014)