الإعمار بيد الله | لا أعمار ولا من يحزنون؟

Monday, 5 May 2014 - 12:00am

أوجدت «الاونروا» بقرار دولي لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين إثر النكبة الكبرى. وبصرف النظر عن الفساد الذي تحكّم بعملها في كثير من الأحيان، إلّا أن الحقيقة التي ينبغي الإقرار بها أنها تمكّنت خلال أكثر من نصف قرن من تأدية مهمتها ولو بالحدود الدنيا

برغم الإخفاقات الكثيرة والكبيرة التي وقعت بها في بعض المواقف والأزمات، إلا انه لا شك ايضا في ان الاونروا مثلت وتمثل عند السواد الاعظم من فلسطينيي الشتات، الشاهد الرئيسي والاساسي على نكبته. كالأيتام الذين يعتبرون مدير الملجأ اقربهم الى حياته، اعتبر الفلسطينيون. وبالرغم من الازمات المتتالية وتقليص الاونروا المستمر وغير البريء لخدماتها على كل الصعد، ما زال اللاجئون يحاولون التمسك بهذه المنظمة الدولية وتعزيز وجودها ومطالبتها بتحسين هذا الأداء.

ويذهب كثيرون الى اعتبار الاونروا الضمانة الاساسية، في وجه مؤامرات التوطين والتهجير التي يسعى العديد من دول العالم إلى إنهاء قضيتهم عبرها. هذه «الحلول» ما زالت قضية حق عودة اللاجئين تمثل العقبة الاساسية امامها، لذا يحاول عرّابو الحل والتسوية ايجاد مخارج لها، عبر توطين الفلسطينيين في البلدان المقيمين فيها او تهجيرهم الى منافي الارض. لذا بدا ملفتاً التوازي في هذه المسألة، بين تكثيف المحاولات للتوطين، ودخول الاونروا على هذا الخط من خلال تقليص الخدمات المستمر في كل مجالات عملها: الصحية والتربوية والإغاثية.
وقد تسرب حديثاً ما هو مثير للريبة والشك بأن الاونروا تسعى خلال الفترة القليلة المقبلة الى تقليص حاد في برامجها والاستغناء عن العديد من موظفيها بحجة النقص في التمويل واهتمام العالم بما يجري في سوريا. هذه الخطوة التي تأتي بالتزامن مع جولات جون كيري (وزير الخارجية الاميركي) المكوكية في الشرق الاوسط، ومحاولاته المستميتة لبث الروح في المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والكيان الاسرائيلي.

تتملص الوكالة
من ورقة التفاهمات الأخيرة بأساليب ملتوية
هنا، في مخيم نهر البارد، كما في باقي مخيمات لبنان، يعاني اللاجئون الامرّين نتيجة سياسة الاونروا هذه. خصوصاً على صعيد الاستشفاء والصحة وتوفير فرص العمل والاغاثة والاهم مكافحة البطالة المستشرية في صفوف الشباب. والمخيف الآن ما يتردد حول ان إعمار مخيم البارد لن يستكمل نتيجة عدم توافر الاموال اللازمة. فالافق مسدود حالياً لجهة التواصل مع الدول المانحة والتي لم يلتزم العديد منها بما اقر في مؤتمر فيينا، ما ترك تخوفاً جدياً لدى ابناء المخيم. إذ يذهب البعض الى الحديث عن ان لا إعمار سيستكمل ولا من يحزنون. اضافة الى تملص الاونروا من تعهداتها الاخيرة والتي تم التوافق عليها مع فصائل المقاومة عبر وثيقة التفاهمات الاخيرة، والتي تم اقرارها بعد سلسلة الاحتجاجات التي عاشها اهل البارد. اضافة لاعتصامهم المفتوح امام مقر الاونروا الرئيسي في بيروت لمدة 66 يوماً، والتي أفضت الى تعهد الاونروا الرجوع عن قرارها بوقف برنامج الطوارئ المعمول به منذ نكبة البارد.
هذه التفاهمات التي تحاول الاونروا الآن عبر اتباعها أساليب ملتوية التملص منها، من خلال حرمان العديد من عائلات البارد التي ما زالت منكوبة من برنامج الاغاثة والطبابة وبدل الايجار. استدعى هذا التطور تحركات يومية أدت الى اغلاق مقار عديدة بشكل يومي. هذه السياسة والتي يتخوف كثيرون من ان تكون مرتبطة بموضوع الحل النهائي لقضية اللاجئين من خلال توطينهم او دفعهم يأساً الى البحث عن هجرة أخرى لبلاد أخرى تكون لهم ملاذاً من حرمان مستمر من ابسط حقوقهم في بلاد عربية، يفترض فيها ان تكون حاضناً لهم، إلى حين عودتهم التي يصر اللاجئون عليها، ويعبرون يومياً من خلال نضالهم المستمر ان لا بديل من فلسطين إلا فلسطين.

لبنان
ACGEN
الأخبار
حقوق الفلسطينيين