Monday, 7 July 2014 - 12:00am
تمضي الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة "الألبا" التابعة لجامعة البلمند، قدماً في تنفيذ مراحل ورشة إعمار حرم حديث ومتطور في مقرها الحالي في الدكوانة على مساحة عمرانية من 25 ألف متر مربع.

يبصر هذا الحرم النور في بداية السنة الجامعية 2016- 2017 ويلبي حاجة "الألبا" الماسة إلى مقر جامعي يستوعب 1500 طالب وطالبة ومجهز بمتطلبات العصر. وتحدث عميد الأكاديمية البروفسور أندره بخعازي لـ"النهار" عن هذه الرؤية لـ "الألبا" التي "تجدد شبابها رغم مرور 75 عاماً على تأسيسها".
في جولة سريعة لواقع الحرم الحالي، ذكر بخعازي أننا " نشكو اليوم من ضيق المساحة في حرمنا الحالي الذي يضم ما يقارب 1100 طالب و400 أستاذ وإداري. نفتقد إلى مساحات وقاعات للمحاضرات ومسرح متطور وصفوف متطورة".
عندما سألناه عن القيمة المضافة لهذا الحرم ، قال بخعازي "أن الدراسة الميدانية لحرم "الألبا" ستلحظ مكتباً مجهزأً لكل أستاذ جامعي بدوام كامل في الأكاديمية تتوافر من خلاله فرصة للتواصل المباشر مع الطلاب". اضاف: "نتوق الى توفير مساحات عدة للرسم و أخرى مخصصة لأقسام محددة، منها قسم التصميم وهو إختصاص "مولود حديثاً" يفرض منهجه الدراسي أن يتوافر في الحصص التطبيقية مشغلاً لتصاميم متعددة، بدءاً من الملابس إلى العباءات وغيرها. "ويتوسع أيضاً وفقاً لبخعازي مشروع الحرم الجديد إلى "توفير مجموعة من الاستوديوهات الحديثة لطلاب الإخراج". وتوقف عند ضرورة "توسيع مساحة المكتبة والتي وفرنا فيها نظام الإنترنت لتسهيل العمل التثقيفي والبحثي لطلابنا". والأهم أن الحرم الجديد وفقاً لبخعازي "سيحيي مدرسة الفن المعاصر والذي ستتوافر فيها مساحات خاصة لمشاغل كبيرة وصالات لعرض أعمال من السيراميك والنحت وسواها".

العري صورة الله فينا
في المقلب الآخر، لا يحتاج أي منا إلى التذكير بإختصاصات المعهد والتي "ذاع صيتها" بجودة إختصاصات الهندسة الداخلية والهندسة المعمارية وكل متفرعات مدرسة معهد العلوم البصرية والسمعية والمرئية". لكن اللافت في كلام بخعازي هو حديثه عن معهد التنظيم المدني "والذي ننفرد به في برامجنا الإكاديمية منذ إنطلاقته في عام 1990". وقال: "أعددنا برنامجين لنيل إجازة وماستر في هذا الإختصاص وصولاً إلى إطلاق شهادة الدكتوراه بالتعاون مع المعهد الفرنسي للتنظيم المدني". وعن شروط الإنتساب الى البرنامج قال إنه "يسمح لحاملي شهادات في الهندسة الداخلية والعلوم الاجتماعية بالانتساب إلى هذا المعهد". وبرأيه، تتوق "شركات عدة إلى توظيف حاملي شهادة التنظيم المدني ليكون لهم دور رائد في التخطيط المدني وذلك في وزارات عدة أو في بعض البلديات". أما في ما خص برنامج الدكتوراه، فهو وفقاً لبخعازي يصبو " إلى إعداد أكاديميين لتعليم مواد هذا الإختصاص".
وفي محطة لافتة في الحديث، تحدث بخعازي عن إختصاص الفن التشكيلي والذي له مكانته في المعهد. وعن إنتقاد البعض لمادة خاصة فيه لرسم العري أجاب: "نتعامل مع الفن ضمن حدود الأخلاق والأدبيات. بالنسبة إلينا يرمز رسم العري إلى رسم الخالق الذي خلقنا على صورته". وشرح فكرته، مشيراً إلى أنه "يتضمن هذا الإختصاص مادة تعرف بالـ"morphologie" أي علم التشكل "المورفولوجيا" والذي ينكب فيه طلاب الفنون على التعرف إلى حركة جسم الإنسان ومكوناته ومفاصله". وقال: "عندما يتسجل الطالب في مادة العري، يكون عليه رسم جسم الإنسان، إمرأة كان أو رجلاً من دون أي محاذير وبمقاربة الجمال كفن بحد ذاته". وبرأيه، "لا يعتبر هذا الرسم رسماً لعري بل هو أبعد من ذلك لأنه ينقل صورة الله الذي خلقنا على اساسها". وعن رأيه بالمحاذير في اعطاء هذه المادة في بعض المعاهد الفنية، قال: "لا نقارب هذا الرسم بأي نوع من الحياء ولا نربطه بالإثارة الجنسية بل نقارب ذلك بنمط فني لائق يعطينا من خلال إنعكاس صورة الله فينا".
على صعيد آخر، رد بخعازي على مخاوف بعض الطلاب من إرتفاع ملحوظ في أقساط المعهد بسبب تكاليف الحرم الجديد قائلاً: "ستتراوح زيادة الأقساط سنوياً في حال أقرت بمعدل أقصاه 10 في المئة". وعن إمتعاض البعض من إرتفاع الأقساط في المعهد قال: "أرى أن أقساطنا معقولة فهي ما بين 8 آلاف دولار و 12 ألف دولار سنوياً مع الأخذ في الإعتبار أن مستلزمات الإختصاصات قد تكون مرتفعة، وهذه حال عامة عند كل المنتسبين إليها في مجمل المعاهد والجامعات". وأعلن أن المعهد رصد موازنة للمنح الجامعية وصلت سنوياً إلى 175 ألف دولار وإستفاد منها ما يقارب الـ40 طالباً وتفاوتت فيها المنح من 1500 دولار إلى 3000 دولار وصولاً إلى رصد منح كاملة لحالات
محددة".
وعما إذا كان الحرم الجديد "فاتحة خير" لتفعيل العمل السياسي والطالبي أجاب: "إن نمط الدراسة لطلابنا مثقل بالواجبات. وهذا ما قد لا يوفر الوقت اللازم للعمل السياسي بمفهومه المتداول اليوم في بعض المؤسسات التعليمية". وشدد على أننا "كنا وما زلنا نعمم بين طلابنا سياسة واحدة هي خدمة الوطن . ونتوق إلى تنظيم محاضرات لإعداد مواطن بعيد عن أي إنتماء حزبي".
ختاماً، جدد إلتزام طلاب معهد الفنون الجميلة وبالتعاون مع بلدية بيروت في إعداد دراسة متكاملة للمحافظة على خصوصية درج مار نقولا في الأشرفية". كما جدد العهد بمتابعة المشروع الذي أطلقه المعهد ووزارة الثقافة لتأسيس متحف الفن الإفتراضي"...

لبنان FBO النهار