«حراك مدني» بقاعاً.. لإيصال صوت المعوّق

Thursday, 10 July 2014 - 12:00am
«أنا خريجة جامعية نلت درجة جيد جداً في اختصاص علم التغذية»، تقول ضحى خروب.. و«أنا عضو بلدي في بلدية البرغلية في قضاء صور، وناشط اجتماعي»، يقول فايز عكاشة، و«أنا حسام أيوب، أستاذ في الموسيقى وقائد فرقة فنية لها حضورها». ثلاثة أشخاص معوقين، ضحى شابة مكفوفة تفوقت في اختصاصها الجامعي، وعكاشة معوق حركياً يتابع مشاكل بلدته البرغلية، كسواه من 11442 عضواً بلدياً في لبنان، عدا عن مزاولة نشاطه التجاري في مؤسسته للتصوير الفوتوغرافي. أما أيوب فشاب كفيف، يعشق الفن والموسيقى وشكل فرقة موسيقية باتت تمتلك جمهورها العاشق للطرب الأصيل، الذي تبدع فيه الفرقة، التي تتألف من أشخاص مكفوفي البصر، يُنتظر أن تحتل مكانا في المهرجانات السياحية.
اعتاد كثيرون على ربط الشخص المعوق بصورة الضعيف. لكن كثيرين من المعوقين وصلوا إلى ما يصبون إليه، كما يقول عكاشة، الذي يعمل مع فريق من الناشطين المدنيين الحقوقيين على تغيير تلك الصورة النمطية، التي لا تعبر عن كامل الواقع الحالي للشخص المعوق. يتشارك عكاشة مع نحو 25 ناشطاً في إطلاق ما يسمونه «حراك مدني»، لإظهار نماذج من الأشخاص المعوقين الناجحين، الذين يشكلون حافزاً لتجاوز البعض ظروف إعاقته، التي لن تكون سبباً أمام مسيرة حياته الطبيعية التي يريدها، وفق عكاشة، الذي يشير إلى أن «الهدف الأساس من الحراك التأكيد على أنه لا يوجد مستحيل أمام الإرادة القوية للشخص المعوق، في حال آمن بتطوير قدراته وحقه في الاندماج داخل المجتمع ومحيطه».
ويلفت إلى أفراد لم تمنعهم إعاقتهم من المشاركة في النشاطات الاجتماعية المختلفة، على سبيل المثال، «حملة تشجير في أعالي بلدة المريجات البقاعية على الرغم من صعوبة التنقل لأصحاب الإعاقة الحركية، إلا أننا نجحنا وأثبتنا قدرتنا بدون أن نكون بحاجة إلى مساعدة». كما أن «العشرات يعملون بقدراتهم وكفاءاتهم في الكثير من المجالات التربوية والفنية والاجتماعية والصناعية، وأثبتوا جدارتهم ولم يكن توظيفهم مجرد لفتة حنان او عطف من البعض». ويعدّد عكاشة أسماء زملاء له من أصحاب إعاقات مختلفة ناجحين في مجتمعهم، من محامين ومهندسين وأطباء وأصحاب مؤسسات.
الحراك المدني بقاعاً، لن يتأطر داخل هيكلية جمعية أو مؤسسة، وفق عكاشة، فالناشطون اختاروا العمل والجهد الفردي وليس الدخول في تشكيل جمعية أو اضافة اسم جديد على واقع بعض الجمعيات، التي لم تغير شيئا في حياة الشخص المعوق. ويؤكد عكاشة أن مسألة دمج الشخص المعوق مع مجتمعه، ليست مسألة محصورة بالجمعيات، بل أثبتنا من خلال عملنا إمكانية تطوير الشخص المعوق ودمجه. وأن يكون هو حاجة للآخرين وليس هو من يحتاج للآخرين.
يتواصل عكاشة وبعض الناشطين مع عدد من الجمعيات الشبابية في البقاع والجنوب وبيروت، ويسعى معهم لتسليط الضوء على بعض القدرات الموجودة عند أشخاص معوقين بإمكانهم أن يحظوا بفرصة عمل داخل تلك الجمعيات، وأن يقدموا جهدا وطاقة إنتاجية لا تقل عن الآخرين.

لبنان ACGEN السغير حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة مجتمع مدني