هل نجح لبنان فعلاً باستدراج المساعدات الانمائية في سياق جهود الاغاثة؟

لفتت صحيفة الديار، في عددها الصادر يوم الاحد الماضي، الى ان الجانب اللبناني نجح في تغيير مفهوم المجتمع الدولي في ما يخص تقديم المساعدات، ليس فقط في اتجاه لبنان بل في اتجاه الدول كافة، وجعله يُدخل المساعدات الإنمائية بالتساوي مع المساعدات الإنسانية في مفهومه ومقاربته العامة لذلك الملف. وفي هذا الاطار، شرح مستشار رئيس الحكومة والمستشار السابق للرئيس ميشال سليمان، الدكتور شادي كرم، في حديث صحفي تطور تلك العملية بالقول: "حاولنا منذ السنة ونصف السنة أن نحضّ مؤسسات الأمم المتحدة المهتمة بموضوع النازحين/ات والإنماء، ومن خلالها المجتمع الدولي، على تفهّم أمرين أساسيين: الاول يتمحور حول اهمية العمل الإنمائي وبالتالي عدم الإكتفاء بالمساعدات الإنسانية وتخطيها إلى ولوج المساعدات الإنمائية المباشرة التي يجب ضخها في التركيبة الإنمائية في لبنان، ومما يعني ذلك من تطوير للخدمات العامة وبناها التحتية من كهرباء ومياه ونقل وتعليم وخدمات صحية …إلخ. اما الامر الثاني، فتقديم المساعدة لسكان المناطق اللبنانية التي يتركز النزوح السوري فيها والتي تعاني اصلاً من اوضاع اجتماعية اليمة، ويتركز فيها الفقر والبطالة والمشكلات الإجتماعية وغيرها. واضاف كرم قائلاً: "ستترجم ثمرة جهودنا في برنامج مهم جداً لمساعدة لبنان، يأخذ للمرة الاولى في الاعتبار العمل المزدوج على الصعيد الانمائي وتطويره من جانب، والانساني من جانب آخر، بحيث تطال المساعدات السكان اللبنانيين/ات المقيمين/ات في المناطق الحاضنة للنازحين/ات السوريين/ات.
وعلى صعيد آخر، استنكر مختار بلدة سمار جبيل في البترون، حنا ناصيف، والاهالي محاولات احدى الجمعيات التي تعنى بشؤون النازحين/ات، اقامة تجمع لـ 400 طالب/ة في احدى المباني المهجورة في البلدة، دون الاخذ في الاعتبار واقع البلدة وجوارها لجهة احتضان العائلات السورية التي لا يتجاوز عددها عدد اصابع اليد، مما يعني ان الجمعية تنوي جلب الطلاب/ات السوريين/ات من خارج المنطقة. وقد نبه ناصيف من خطورة اتمام تلك الخطوة بالتواطؤ مع صاحب المبنى، وعلى حساب مصلحة ابناء البلدة والجوار، وايضاً على حساب السياحة الدينية في المنطقة، محذرا من اللجوء الى خطوات تصعيدية للحؤول دون تنفيذ ذلك المشروع. (الديار 21 ايلول – النهار 20 ايلول 2014)