«الرسمية» تنطلق.. وصناديقها فارغة

Monday, 1 September 2014 - 12:00am
ينطلق العام الدراسي في المدارس الرسمية إداريا اليوم، مع ما يحمل معه من هموم ومطالب لم تتحقق لأفراد الهيئة التعليمية، خصوصا إقرار سلسلة الرتب والرواتب، على أن يبدأ التسجيل للتلامذة والطلاب بدءا من يوم غد الثلاثاء، وصناديق المدارس خاوية.
واستغربت مصادر تربوية، كيف يدور الحديث عن نية وزير التربية الياس بو صعب، التوجه لشراء أجهزة بصم بهدف ضبط الدوام في المدارس والثانويات الرسمية، وصناديق المدارس تعاني من نقص كبير في السيولة، حتى أن 19 في المئة من مستحقات الصناديق عن العام الدراسي الماضي، لم تدفع بعد، والمعاملة لا تزال في وزارة المال منذ أكثر من شهر.
وتسأل مصادر نقابية عن الغاية من إثارة الموضوع، والمدارس الرسمية بحد ذاتها، تعاني ما تعانيه من نقص في المال، والأجهزة الضرورية للنهوض بها أكاديميا. وتشير إلى أنه كان من الأفضل التوجه لشراء ألواح الكترونية، وأجهزة كومبيوتر ومختبرات، لـ1275 مدرسة، بدلاً من صرف نحو ثلاثة مليارات ونصف المليار ليرة، على شراء أجهزة بصم.
وكانت المديرية العامة للتربية قد عمّمت على المناطق التربوية تأمين جهاز بصم، استناداً إلى قرار هيئة التفتيش المركزي بتاريخ 7/1/2014 وموافقة المدير العام للتربية بتاريخ 14/8/2014، وطلبت تسمية شخصين لتولّي إدارة هذا الجهاز، على أن يكون المدير أحدهما، في مدة أقصاها 30 أيلول المقبل. وتستغرب هذه المصادر كيف أن اهتمام الإدارة التربوية، ينصب على أمور لا تساعد على النهوض التربوي، في حين أن الأموال المخصصة من الهبة المالية البريطانية، لتغطية ثمن الكتب المدرسية للتلامذة المسجلين في مرحلة التعليم الأساسي في المدارس والثانويات الرسمية، لا تزال تدور في حلقة مفرغة منذ العام الماضي، وهي تكفي لتغطية ثمن الكتب عن العام الماضي، والعام الدراسي المقبل، بنسبة تسعين في المئة.
وتكشف مصادر تربوية، أن الهبة المالية المقدمة من «وزارة التنمية الدولية البريطانية»، حصلت عليها وزارة التربية في كانون الثاني 2013، وتم تعديلها، بعدما استثنت الجهة المانحة كتاب الجغرافيا، من المساعدة كون الكتاب يشير إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة بدل «إسرائيل».
وتقول المصادر، إنه بعد رفض الهبة المشروطة، ومن ثم تعديل موقف الجهة المانحة، تم إبدال فواتير الكتب، وإضافة كتاب الجغرافيا، ليستفيد من الهبة جميع التلامذة المسجلين في مرحلة التعليم الأساسي، ولدعم صناديق المدارس الرسمية، تطبيقا لمجانية الكتاب المدرسي، علماً أن قيمة المساهمة الإجمالية تبلغ ثمانية مليارات وثلاثمئة وواحدا وثمانين مليونا وسبعمئة ألف ليرة، أي ما يعادل خمسة ملايين وخمسمئة وستين ألف دولار.
وتوضح مصادر متابعة، أنه لم يتم صرف الهبة، علما أن وزارة التربية، سبق ودفعت مساهمتها في تأمين الكتب للتلامذة عن العام الماضي، وأنه يمكن تغطية قسم كبير من ثمن الكتب للعام الدراسي المقبل، وتغذية صناديق المدارس من هذه الهبة.
يشار إلى أن الهبة البريطانية، كانت تهدف لضمان توفير لكل طفل يبلغ من العمر بين 6 و15 عاما يتعلم في المدارس الرسمية في لبنان مجموعة الكتب المدرسية للمواد الأساسية. وهذا يشمل، إلى جانب 80 ألف تلميذ لاجئ فروا من القتال في سورية، الأطفال اللبنانيين من المجتمعات المضيفة المعرضين لأن يتضرر تعليمهم.
واللافت ما صدر عن وزير التربية، من تعميم حمل الرقم 22/م/2014، يتعلق بتسجيل التلامذة في الثانويات والمدارس الرسمية للعام الدراسي 2014/2015، والذي جاء استكمالاً للمذكرة الرقم 42 تاريخ 12 آذار 2014، الصادرة عن المدير العام للتربية فادي يرق، والمتعلقة بتسجيل التلامذة القدامى والدوام خلال العطلة الصيفية.
ويطلب التعميم، من مديري رياض الأطفال ومدارس التعليم الأساسي والثانويات الرسمية الالتزام بـ«اقتصار التسجيل في جميع مراحل التعليم ما قبل الجامعي، على التلامذة اللبنانيين فقط، على أن يصار لاحقاً إلى إعلام المدارس والثانويات، وبصورة خطية بمواعيد وأصول وشروط قبول أنتساب أو تسجيل التلامذة غير اللبنانيين القدامى منهم والجدد».
ويشدد التعميم على مديري المدارس وجوب «تنفيذ ما ورد بالدقة والجدية اللازمتين، وأن أي مخالفة لمضمون التعميم سوف ترتب بحق مرتكبها مسؤولية إدارية ومسلكية».
وأبدت مصادر نقابية، تعجبها من التعميم، الذي أبلغ إلى مديري المدارس والثانويات، وألصق على مداخل إدارات المدارس، ورأت فيه ضغطا مباشرا على المدرسة الرسمية، التي حضنت التلامذة السوريين النازحين، وبكلفة مالية بسيطة، خصوصا أن معظم هؤلاء النازحين، تم دعمهم مالياً أو بالكتب والقرطاسية وبالحقائب المجانية، من قبل جمعيات المجتمع المدنية.
وتسجل المصادر تخوفها، من منع تسجيل التلامذة السوريين في المدارس الرسمية، والسماح بتسجيلهم في المدارس المجانية التابعة للمؤسسات والجمعيات، وأن تعمد إلى دفع البدل المالي المقدر بنحو مليون ليرة عن كل تلميذ.
أخيرا، لا بد من التذكير أن المذكرة الإدارية الرقم 104، والصادرة في 28 آب، تشير إلى أن الأعمال التحضيرية في رياض الأطفال ومدارس التعليم الأساسي الرسمية بحلقاته الثلاث تبدأ صباح الأول من أيلول، وتنتهي أعمال التسجيل في العشرين منه، وتبدأ الدراسة في 22 أيلول.

لبنان ACGEN اجتماعيات السغير تربية وتعليم