إنذار أخير من «الضمان» لـ10 مستشفيات

Thursday, 25 September 2014 - 12:00am
مخالفات بالجملة يدفع ثمنها المريض
باتت صحة المواطن المريض، وربما في كثير من الأحيان، حياته، رهن مشيئة بعض المستشفيات، في قبوله للاستشفاء والمعالجة أو رفضه. وعلى الرغم من أن رسالة المستشفى تدخل في إطار الخدمة الإنسانية، إلا أن سلوك بعض المستشفيات وسعيها نحو الربح المادي، ينم عن ممارسات لا إنسانية، تؤدي في النهاية إلى أحد أمرين: إما دفع الأموال المطلوبة مسبقاً للدخول، أو فقدان الحياة أمام أبواب الطوارئ.

حجة عدم وجود أَسِرَّة
المريض الذي يحتاج إلى المستشفى، إما أن يكون مضموناً، يفترض دخوله إلزامياً إلى المستشفى، أو أنه يستشفي على حساب وزارة الصحة. في الحالة الأولى يؤكد مدير عام «الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي» الدكتور محمد كركي لـ«السفير» أن «عددا من الشكاوى ترد إلى مكاتب الصندوق، مفادها رفض هذا المستشفى أو ذاك قبول مريض الضمان بحجة عدم وجود أسرّة لهذه الفئة، لكنها، وفي الحقيقة، مخالفة واضحة للعقد الموقع بين «نقابة أصحاب المستشفيات» و«صندوق الضمان»، وذلك بهدف ابتزاز المريض (اذا كانت حالته المرضية متقدمة، أو وضعه خطير) والضغط عليه، للموافقة على سرير درجة أولى ودفع الفرق بين كلفة سرير الضمان وكلفة سرير الدرجة الأولى».
أما إذا أدخل إلى المستشفى «فيخضع المريض إلى مختلف أنواع الابتزاز المادي، عن طريق تدفيعه ما يسمونه فارق بدل مستلزمات طبية وغيرها، وثمن أدوية في أحيان كثيرة، علما أن الصندوق يحدد المتوجب على المريض بحدود 10 في المئة فقط، ويمنع أي تجاوز للأسعار القانونية».
ويوضح كركي لـ«السفير» أن «أي تجاوز يحصل في أي مستشفى يعرض صاحبه للمعاقبة. وهذه هي المرة الأخيرة التي ننبه ونحذر ونوجه انذارات، وسنتابع يوميا، عملية تحرير المريض من أي ارتهان لأي مستشفى».

مراجعة الإدارة
مدير عام «الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي» محمد كركي، لفت نظر المضمونين، أكثر من مرة، وطلب منهم مراجعة الإدارة في حال أي خلل من قبل المستشفيات تجاه المضمون. وتحذير ادارات المستشفيات المخالفة،علماً ان من واجب المستشفى المتعاقد مع الصندوق (الذي يوقع بروتوكول التعاون معه)، وفقاً للمادة الخامسة (الفقرتان 2 و3 منها)، الالتزام بإدخال المريض أياً كانت الظروف.
تنص الفقرة الثانية على ما يأتي: «من المتفق عليه صراحة انه على الفريق الثاني (نقابة المستشفيات) أن يمتنع عن تقاضي أي مبلغ مسبق، (على سبيل التأمين) من المستفيد، ويعتبر حساب قسم الطوارئ داخلا في حساب الاستشفاء».
وتنص الفقرة الثالثة على أنه: «في حال عدم توفر سرير في درجة الضمان، فإن الفريق الثاني ملزم باستقبال المريض المستفيد ومعالجته في الدرجة الأعلى، من دون تقاضي أية فروقات مالية، سواء للطبيب المعالج، أو للمستشفى على ان ينقل إلى درجة الضمان فور توفر أي سرير فيها».

طفح الكيل
ويبدو أن الكيل طفح، ولم تعد ممارسات بعض المستشفيات مقبولة في مخالفات التعرفات، باتجاه رفعها، وعدم اعتماد التسعيرة الموضوعة من قبل الضمان للمستلزمات الطبية. أكثر من ذلك، فقد أصدر كركي منذ يومين مذكرة تقضي بإعطاء المستشفيات المتعاقدة مع الصندوق، سلفات مالية على حساب معاملات الاستشفاء للمضمونين المتوجبة لشهر أيلول عام 2014، وقد بلغت قيمتها 49 مليار ليرة (41 مليارا حصة المستشفيات و8 مليارات حصة الأطباء). وسوف يتم تحويل المبالغ المحددة في القرار إلى الحساب المصرفي لكل مستشفى بعد التأكد من تسديدها الاشتراكات المتوجّبة عليها للصندوق. كذلك إلى الحساب المصرفي لكل لجنة طبية في هذه المستشفيات، بحيث بات مجموع قيمة السلفات الممنوحة خلال العام 2014 وحتى تاريخه 435 مليار ليرة (حصة المستشفيات: 364 مليارا وحصة الأطباء: 71 مليارا).
ويذكّر كركي هذه المستشفيات «بأن الاستمرار في ارتكاب المخالفات سوف يجعلها عرضة لاتخاذ التدابير الرادعة وفي مقدمها وقف السلفات المالية أو فسخ العقد، ويعتبر هذا الكتاب الموجه إليها بمثابة الانذار الأخير».

انذارات خطية
ازاء كل المخالفات المعروفة، هناك ما هو أكثر غير معروف، لذلك وجه كركي انذارات خطية إلى 10 مستشفيات بسبب مخالفتها القوانين والأنظمة المرعية الاجراء، إضافة إلى عدم تقيدها بأحكام العقد الموقع مع الصندوق وبالتعرفات المعتمدة.
وأفصح البيان الصادر عن مديرية العلاقات العامة في «الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي» عن أسماء المستشفيات التي وجهت اليها الانذارات وهي الآتية: في بيروت وجبل لبنان: «الجامعة الأميركية في بيروت، القديس جاورجيوس - الروم، مستشفى اللبناني الجعيتاوي، اوتيل ديو، مستشفى بخعازي، مستشفى جبل لبنان، قلب يسوع، المركز الطبي للجامعة اللبنانية الاميركية - مستشفى رزق ش.م.ل بيروت، مستشفى فؤاد خوري، مستشفى كليمنصو الطبي».
واستنادا الى إلزام المستشفى «استقبال المريض المستفيد ومعالجته في الدرجة الأعلى، من دون تقاضي أية فروقات مالية، سواء للطبيب المعالج، أو للمستشفى على أن ينقل إلى درجة الضمان فور توفر أي سرير فيها» وفق العقد الموقع مع المستشفى، دعا كركي هذه «المستشفيات إلى استقبال المرضى المضمونين في درجة الضمان والى عدم فرض درجة أعلى كشرط للدخول اليها والى عدم تقاضي اية فروقات لا سيما عن المستلزمات الطبية».

لبنان ACGEN اجتماعيات استشفاء السغير رعاية وضمان