أين أصبح المبنى الجامعي الموحّد في طرابلس الذي وضع حجر أساسه في الـ2002؟ مصادر تربويّة : مجلس الإنماء والإعمار يُؤخّر العمل.. وأ

Friday, 27 February 2015 - 12:00am
المبنى الجامعي الموحد في طرابلس قضية القضايا في الشمال... من جديد اعيد تحريك هذا الملف الحيوي الذي مضى عليه اكثر من 14 عاما ولم ينجز لغاية الآن.
عضو لجنة المتابعة الدكتور طلال خوجه الذي رافق هذا المشروع - الحلم منذ أن كان برعما ومنذ وضع حجر الاساس في العام 2002 اكد انه يتم حاليا ملاحقة هذا الملف خاصة بعد اقرار بنك التنمية الاسلامي مبلغ 75ألف دولار اميركي لكلية الصحة والعمل لدفع هذا الملف الى المجلس النيابي دون المرور باللجان النيابية لتسريع العمل حيث لم يعد جائزا التأخير.
يشير الدكتور خوجه الى ان جميع نقباء المهن الحرة واقطاب المجتمع المدني مصممون هذه المرة على ملاحقة الملف الجامعي كي يكون المبنى قيد العمل في السنة الجامعية المقبلة 2016-2017.
ما هي المراحل التي مر بها المشروع وصولا الى الاجتماع الاخير الذي انعقد في نقابة المهندسين؟
في 14 كانون الاول عام 2002 وعد طلاب الشمال بأضخم مدينة جامعية تقع على مساحة 135 الف متر مربع، تضم اهم الكليات الاكاديمية والتطبيقية، منذ ذاك العام وطلاب طرابلس ينتظرون الانتقال من المباني الجامعية العشوائية المنتشرة بين القبة وابي سمراء واحياء طرابلس، غرف غير مجهزة بوسائل الايضاح الحديثة والتكنولوجية الى المبنى الجامعي الموحد الحلم المنتظر الذي طال أمده.
سنوات مضت وطرابلس تعيش هاجس حلم تحقيق المشاريع الانمائية والتربوية، وحتى حلم انجاز البناء الجامعي الموحد الذي وضع حجر اساسه الرئيس السابق اميل لحود عام 2002 ومضى على تاريخ بدء العمل فيه منذ ذاك التاريخ 14 عاما ،فان هذا البناء لم ينجز بعد ولم يستقبل الطلاب الذين حلموا بقاعاته ومدرجاته، حتى رئيس الجامعة الدكتور عدنان السيد حسين تساءل في احدى المناسبات التربوية في طرابلس قائلا: لماذا السكوت عن مشروع البناء الجامعي الموحد في الشمال؟، داعيا أبناء الجامعة اللبنانية في الشمال إلى التظاهر والاحتجاج من أجل حماية جامعتهم ؟..
كثيرا ما حلم طلاب فرع الجامعة اللبنانية الثالث في الشمال بمقاعد للدراسة تليق بهم بدلا من الجلوس على مقاعد تآكلها الهريان والصدأ، وحالة الاختناق التي تصيب بعضهم بسبب ضيق القاعات التي لا تستوعب الا العشرات بينما يتدفق اليها المئات، عدا عن حضور مئات الطلاب في ساعات الفجر لحجز اماكن لهم تتيح لهم استيعاب محاضرات الاساتذة . عدا عن ايام وشهور منعت الطلاب من الوصول الى قاعاتهم في القبة بسبب جولات العنف الدامية بين التبانة وجبل محسن.
رغم كل مآسي الطلاب بقي حلم المبنى الجامعي الموحد في منطقة المون ميشال قائما للاجيال القادمة، على الرغم من ان كل المصادر التربوية تؤكد ان معوقات كبيرة تتسبب بعدم انهاء الاعمال في المبنى.
يوم وضع مجلس الإنماء والإعمار الخرائط والدراسات الفنية العائدة للبناء، المموّلة من البنك الإسلامي وصندوق التنمية السعوديين على ان ينجز خلال 4 سنوات، كلفته حوالي 130 مليون دولار أميركي توفر منها حوالى 60 مليون دولار، وكان من اهم الشروط البدء بانشاء كليات العلوم والهندسة والفنون الجميلة.
هذا المبنى برأي مصادر تربوية انه يلبي حلم الطلاب ليس على المستوى النفسي وحسب انما ما سيحتويه المبنى من تجهيزات عالية الجودة ومختبرات ومكتبات وغرف معلوماتية، اضافة الى ثماني كليات وهي: الفنون، الهندسة، العلوم، الصحة، إدارة الأعمال، الآداب، الحقوق والعلوم الإجتماعية.
ورغم الوعود ببدء التعليم في كليتي الفنون والهندسة خصوصا بعدما قطع البناء شوطا من تشييده، لكن الوضع الامني دائما كان السبب في تعليل تأخير استقبال الطلاب خاصة ان جميع المهندسين رفضوا المجيء الى طرابلس بسبب سوء الاوضاع الامنية.
واعتبرت مصادر تربوية ان ابرز الاسباب في تأخير العمل يعود لمجلس الانماء الاعمار وهو المشرف الاساسي على عملية البناء.
وما زال هناك اربع كليات بحاجة الى التشييد وهي كليات الآداب وإدارة الأعمال والحقوق والعلوم الاجتماعية.
بعد مضي اربعة عشر سنة على البدء بالبناء الجامعي الموحد عادت لجنة المتابعة للبناء الجامعي الموحد في الشمال الى الواجهة وعقدت إجتماعا في نقابة المهندسين في طرابلس تحت شعار طفح الكيل حضره فعاليات نقابية وتربوية..
الجميع طالب الاسراع في إنجاز البناء الجامعي نظرا للدور الذي يمكن أن يؤديه على الصعيد الأكاديمي وخدمة أبناء الشمال.
وكان لافتا اصرار المشاركين الانتقال الى البناء الجامعي خلال 2016-2017 مهما كلف الامر، ورحبت اللجنة بإتفاق الشركة التركية لمتابعة العمل المتوقف منذ فترة طويلة، وبموافقة مجلس الإنماء والإعمار شرط أن يتم التسليم في أيار2016.
وشددت اللجنة على أن يتم الإلتزام بهذا الموعد كي تبدأ الكليات التي ينتهي العمل فيها بالإنتقال إلى الحرم الجامعي الجديد في السنة الجامعية 2016-2017، على أن تعمل إدارة الجامعة ومجلس الإنماء والإعمار والمسؤولون جميعا على متابعة التجهيزات وعقود الصيانه وخلافه بما يكفل البدء الفعلي بالتدريس وغيره من الأعمال الأكاديمية.
ايضا طالبت اللجنة بالنسبة الى الطرقات والكهرباء تلزيمها فورا للجزء الشرقي من الطريق الدائري حتى يكون جاهزا في الوقت المناسب، خصوصا أنه سيسهل الوصول للمدينة الجامعية من عكار والضنية و زغرتا وبعض مناطق طرابلس وطالبت بتنفيذ الإستملاكات المدفوعة سابقا على مستديرة البحصاص تمهيدا لتوسيعها وتحديثها، كما طالبت اللجنة بتلزيم محطة توليد الكهرباء في البحصاص المقررة سابقا والتي يفترض أن تغذي المجمع من ضمن مناطق أخرى.
وعن استكمال بناء كلية الصحة في البناء الجامعي اكدت اللجنة انه لم يعد جائزا انتظار القرض المقدم من بنك التنمية الإسلامي منذ 2011 دون تفعيل، وحملت اللجنة المسؤولين جميعا تداعيات هذا الإهمال الفظيع، خصوصا أن العرض يتضمن إقراض ثلاث كليات سنويا واحدة في المون ميشال، وواحدة في البقاع وواحدة في الفنار. وتجدر الإشارة إلى أن مبنى الصحة يقع بين مباني العلوم والهندسة ويكمل نصف المجمع العلمي، ما يزيد من أهمية إنجازه.
وطالبت اللجنة الاهتمام بمراكز الأبحاث والتكنولوجيا نتيجة اهميتها بأبعادها البحثية المتعددة والتي تربط الجامعة اللبنانية بالأسواق الشمالية وغيرها.
كما طالبت اللجنة جميع المسؤولين بالعمل السريع على إصدار القرارات التنظيمية لكليات الزراعة والسياحة ومعهد التكنولوجيا الذي وافق عليه المسؤولون منذ 13 عاما، وإنجاز الدراسات والتلزيمات على أن تنشأ كلية الزراعة في عكار.
وقامت اللجنة بزيارات ميدانية الى المدينة الجامعية ثم لقاء رئيس مجلس الإنماء والإعمار المهندس نبيل الجسر وجرى وضع خارطة طريق واضحة وشاملة لكل القضايا، ثم عقد لقاء مع الوزراء والمسؤولين، خصوصا الشماليين من أجل برمجة التنفيذ.
مع وضع برنامج نشاطات لاستنفار المجتمعين الأكاديمي والمدني اللذين شكلا رافعة المشروع في ظروف بالغة الصعوبة، وخصوصا أن للمجمع أدوارا أكاديمية واقتصادية واجتماعية وتوحيدية وهو سيعيد الإعتبار الأكاديمي للجامعة اللبنانية كجامعة لكل الشماليين وربما لأهالي بلاد جبيل القريبة.

ACGEN اجتماعيات الديار تربية وتعليم