سكرية: «الصحة» تبتعد عن دورها

Thursday, 26 February 2015 - 12:00am
عقد رئيس «الهيئة الوطنية الصحية» الدكتور اسماعيل سكرية، مساء الأمس الأول، في «نقابة أطباء لبنان في بيروت» ندوة حوارية بعنوان «الدواء والإصلاح المفخّخ». عرض سكرية مشاكل يواجهها القطاع الصحي إذ «يحتل لبنان المرتبة الثانية عالمياً في نسبة الصرف على الصحة، والأعلى عالمياً في فاتورة الدواء واستهلاك التقنيات الطبية في نسبة الاستهلاك لأطراف القطاع الصحي، إذ قاربت فاتورة 2014 الصحية 3.2 مليار $، ويصرف المواطن من جيبه نسبة 40 في المئة من مصاريفه الصحية الخاصة. وشكك سكرية في «جودة المختبرات ودقة الفحوص الطبية، وتواطؤ البعض مع الأطباء».
ذكر سكرية بعض الأرقام مثل وجود 12315 طبيباً (طبيب لكل 350 مواطناً)، وهو الأعلى في العالم مع ارتفاع نسبة الأعمال الطبية وأخطائها لأسباب مادية، ووجود 122 جهازاً (CT scan) أي جهاز لكل 35 ألف لبناني مقابل جهاز لكل 200 الف فرنسي، و47 MRI، أي جهاز لكل 90 ألف لبناني مقابل جهاز لكل نصف مليون في فرنسا، وأعلى نسبة عمليات تمييل قلب في العالم.
تبتعد وزارة الصحة، وفق سكرية، يوماً بعد يوم عن دورها الرعائي، فقد وزّعت كثير من مهماتها على جمعيات خاصة (أدوية وخدمات ودراسات...)، إذ لا ضرائب تُدفع ولا مناقصات لشراء أدوية الأمراض المزمنة للهروب من ديوان المحاسبة، وحيث يسهل التواطؤ، واستقالت من الرعاية المباشرة للقطاع الاستشفائي العام، وسلّمت أكثر من 40 مركزاً للرعاية الصحية (مجهّزة تماماً مع موظفين يقبضون من الدولة، إضافة إلى الكهرباء والهاتف) إلى هيئات أهلية وحزبية، حتى تحوّلت كانتونات طائفية مذهبية، مرصّعة بأسماء وأسماء.
ولاحظ غياب الرقابة والمحاسبة، وأن قرارات التفتيش المركزي لا تطبق، وعدم قيام المفوض الحكومي بزيارة الإدارة مرة كل 3 شهور، وكذلك غيابه عن متابعة المستشفيات الحكومية ميدانياً وعدم رفع تقارير (مستشفى الحريري)، وعدم حماية الوزارة لاتفاقيتها مع المستشفيات الخاصة التي تقضي بضرورة استقبال أي حالة مرضية طارئة، وتقديم الخدمة الصحية لها ودفع الخطر عنها، قبل سؤالها عن التغطية المالية، تجاهل قانون الجباية المالية من خلال التحايل (مقطوع وغير مقطوع، فحوص مدفوعة الأجر قبل يوم من دخول المستشفى، والأخطر يكمن في المرضى الوهميين).
واعتبر سكرية أن لا علاقة لوزير الصحة وائل أبو فاعور بما أشار إليه، وقد بدا نهجاً مختلفاً واعداً يحاول التصحيح ما استطاع، بل هو نتاج جهود متراكمة للإدارة ومواكبة ومساندة من أنعم عليهم النظام الطائفي بلقب رؤساء لجان برلمانية.

لبنان ACGEN اجتماعيات السغير صحة