الطفلة المعوقة أسيل لا تستقبلها المستشفيات

Monday, 9 February 2015 - 12:00am
فيما يواجه المسنّ المعوق كمال حلاوي الموت في منزله المتواضع في حارة صور، ولا تستقبله مستشفيات المدينة، تعدّ الطفلة أسيل أسعد (3 سنوات) من بلدة تل إندي العكارية، مجرد رقم يضاف إلى لائحة طويلة من الأطفال المعوقين الذين يتلقون العلاج على حساب وزارة الصحة، واللافت في الأمر أن أسيل لديها شلل رباعي، وبطاقة إعاقة، «لكن بطاقة الشؤون لا قيمة لها»، كما يؤكد والدها الذي أطلق صرخة من داخل غرفة الطوارئ في «مركز اليوسف الاستشفائي» في حلبا، دعا فيها وزارة الصحة إلى «الاهتمام ببطاقة المعوقين والمحسوبين عليها».
ولفت أسعد الى أنه أسعف طفلته إلى «مستشفى عكار ــ رحال» الذي رفض استقبالها، وعجز عن إيجاد سرير لها في «مستشفى سيدة السلام» في القبيات، أما في «المستشفى الحكومي» في حلبا فقد أبلغ عدم توفر المعدات اللازمة لإسعافها، فلم يجد أمامه من خيارات سوى طوارئ «مستشفى اليوسف الطبي»، حيث تم تقديم الاسعافات الأولية لها، إلى حين إيجاد سرير لها في قسم عناية الأطفال.
وشدد أسعد على «أن ابنته تموت يومياً أمام عينيه وهو عاجز عن مساعدتها»، مؤكدا أنه «في أغلب الأحيان يعمد إلى ترك بطاقة الشؤون في المنزل إذ لا قيمة لها».
ويتساءل المواطنون عن الجدوى من وجود مستشفى حكومي عاجز عن استقبال الحالات الحرجة، ومرضى العناية، والأطفال بسبب عدم توفر غرف عناية لهم؟ وهل يحق للمستشفيات الخاصة طرد مريض لاستقبال آخر بحاجة الى مساعدة ماسة؟ وما هو دور وزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية في ما يتعلق بطبابة واستشفاء الأشخاص المعوقين؟
وتفيد مصادر طبية مطلعة في عكار أن «المشكلة الحقيقية تكمن في أداء وزارة الصحة التي لم تقم لغاية اليوم بخطوات جدية من شأنها الاهتمام بحياة المريض». وتلفت المصادر الى «أن الجهات الضامنة الأخرى تقوم بتأمين مرضاها ونقلهم من مستشفى لآخر بحال عدم توفر أسرّة. أما مرضى وزارة الصحة فينقلهم الأهل من دون أي تنسيق مع المستشفيات، بعكس مرضى الطبابة العسكرية أو القوى الأمنية الأخرى الذين يبلغون أضعاف مرضى الوزارة، ولكن لا يسجل مشاكل معهم بسبب التنسيق الدائم بين المستشفى والطبابة العسكرية».
وتضيف المصادر: «إن المشكلة الأساسية في عكار تكمن في تحمل مستشفى واحد كل الضغط نتيجة عدم توفر غرف عناية أطفال، وعناية فائقة سوى في مركز اليوسف الاستشفائي في حلبا، بعدما بات مستشفى السلام في القبيات يتحمل ضغط النازحين بعد إبرامه عقداً مع مفوضية اللاجئين».

لبنان ACGEN استشفاء السغير حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة