روضة الفيحاء تزيد أقساطها: عندما يصبح العلم تجارة!

Thursday, 2 April 2015 - 12:00am
قبل أيام، تسلّم أهالي تلاميذ مدرسة روضة الفيحاء، في طرابلس، كتاباً من إدارة المدرسة، تبلغهم فيه أن زيادة طرأت على القسط الأخير من العام الدراسي الجاري يجب عليهم دفعها، وأن هذه الزيادة بلغت 200 ألف ليرة لصف الروضة الثانية، و400 ألف ليرة لصفوف الروضة الثالثة ومراحل التعليم الأساسي الأولى والثانية والثالثة وصف الأول ثانوي، و425 ألف ليرة لصف الثاني ثانوي و475 ألف ليرة لصف الثالث ثانوي.

وفق هذه الزيادة، فإن القسط السنوي في المدرسة للعام الدراسي 2014 ـ 2015 سيتراوح بين 4 ملايين و775 ألف ليرة لصف الروضة الأولى كحدّ أدنى، ثم يرتفع ليصل إلى 5 ملايين و950 ألف ليرة في صف الثالث ثانوي، وهو مبلغ بات يوازي، ويفوق أحياناً، الأقساط السنوية لبعض الجامعات الخاصة في طرابلس.
صدم ذوو الطلاب بالخبر، بعدما وجدوا أنفسهم أمام «أمر واقع» تحاول الإدارة فرضه عليهم، في ظروف اقتصادية صعبة، وحاول البعض منهم الاستفسار من إدارة المدرسة عن السبب المفاجئ لهذه الزيادة، ولكن محاولاتهم للقاء مدير المدرسة مصطفى المرعبي باءت بالفشل، بعدما تبلغوا أنه «مشغول حالياً وسيعطيكم موعداً للقائه لاحقاً».
إزاء ذلك، بادر بعض أهالي التلاميذ إلى إعداد كتاب احتجاج لرفعه إلى الإدارة، في موازاة إعلانهم تنفيذ اعتصام رمزي أمس أمام مقر المدرسة الكائن في منطقة الضم والفرز في طرابلس.
ما كاد خبر نيّة أهالي التلاميذ تنفيذ اعتصام أمام المدرسة ينتشر، حتى تحركت إدارة المدرسة لإجهاضه، مرة عبر إبلاغ بعض الأهالي المحتجين بالواسطة أن المدير مستعد لمقابلتهم ومناقشة القضية معهم، وأخرى عبر التلويح بأن هذا التحرك لن يفيد، وسيضرّ بهم وبأبنائهم وبسمعة المدرسة، ما دفعها إلى إرسال رسائل نصية إلى هواتف الأهالي، أول من أمس، لثنيهم عن المشاركة في الاعتصام.
لكن، لعل «سمعة» المدرسة كانت الباعث الحقيقي لتنازل الإدارة، وقبولها التحاور مع الأهالي المحتجين، إذ تعدّ روضة الفيحاء من أهم المدارس والثانويات في طرابلس، وهي ذات مستوى علمي رفيع ومشهود له، ما يدفع الأهالي، وخصوصاً الأغنياء منهم ومتوسطي الدخل، إلى إرسال أبنائهم إليها، الأمر الذي أوصل عدد تلاميذها إلى 5300 طالب وطالبة.
هذا «البرستيج» دفع إدارة المدرسة أمس إلى الاستنفار، فمنع عناصر الأمن العاملين فيها الإعلاميين من تغطية الاعتصام، وحدث انقسام بين الأهالي بين من يريد تسوية القضية مع الإدارة بعيداً عن الإعلام، وبين من رأى أن الضغط على الإدارة وحده سيدفعها إلى التراجع عن قرارها.
خلال الاعتصام، دخل وفد من الأهالي المعتصمين على أساس مقابلة المدير، فأبلغتهم سكرتيرته أنه مستعد للقاء وفد منهم اليوم الخميس عند الساعة العاشرة صباحاً، ومحدداً عدد الوفد بـ 6 أشخاص لبحث موضوع الزيادة معه.
عدا عن تنفيذ الاعتصام أمس، بدأ الأهالي المحتجين بالتصعيد عبر الدعوة إلى مقاطعة مهرجان ربيع الروضة الذي تنظمه المدرسة هذا الأسبوع لمدة 4 أيام، ابتداءً من اليوم، لأن تمويله بحسب رأيهم «هو من جيوبنا وعلى حساب أبنائنا».
واستباقاً للقاء اليوم، وبعد استياء أهالي التلاميذ من موافقة لجنة الأهل في المدرسة على الزيادة التي أقرتها الإدارة، وهو أمر ردّه بعض الأهالي إلى أن معظم أعضاء اللجنة موظفون في المدرسة، الذين يقدرون بنحو 800 أستاذ وموظف، وهؤلاء معفَون من دفع أقساط أبنائهم فيها، أعلن أمس عن تشكيل لجنة أهل بديلة في المدرسة بفرعيها الفرنسي والإنكليزي.
وطالبت اللجنة البديلة في بيان لها «بالرجوع الفوري عن القرار الجائر وإعادة النظر بالزيادة المجحفة، وتشكيل لجنة أهل بديلة تكون ممثلة فعلية للأهالي، ومطالبة الإدارة بمكاشفة أرقام الموازنة المضخمة، علماً بأن المدرسة مؤسسة تربوية لا تبغي الربح، وهي معفاة من جميع الرسوم والضرائب البلدية والمالية والعقارية، والعمل على تلبية مطالب الأهل، وإلا اللجوء إلى القضاء المتمثل في المجالس التحكيمية للمدارس الخاصة، وهناك سوف تفتح جميع الدفاتر والفواتير والحسابات».

لبنان ACGEN الأخبار تربية وتعليم