الخلاف مستمر بين لبنان والامم المتحدة في موضوع النزوح وسياسيون يرفعون الدوز التهويلي

رأت صحيفة الاخبار في تحقيق نشرته اليوم حول النزوح في لبنان، ان مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين مستمرة في المماطلة والتسويف في التقيّد بالتزاماتها المعقودة مع الحكومة اللبنانية، وذلك على الرغم من انها تنبّهت، متأخرة جداً، الى التداعيات الكارثية لملف النزوح. واكدت الصحيفة عدم إلتزام المفوضية بطلب الحكومة اللبنانية الذي يقضي بعدم تسجيل اي نازح/ة اضافي/ة وذلك بعد الاجراءات الاخيرة التي اتخذتها الحكومة في 5 كانون الثاني الماضي لتقليص عدد الوافدين/ات. فقد استمر ارتفاع اجمالي عدد النازحين/ات المسجلين/ات لدى المفوضية، وإن بوتيرة أخفّ، وعزت ممثلة المفوضية في لبنان، نينت كيلي، ذلك الى ان معظم الأشخاص المسجّلين/ات وصلوا/ن قبل الاجراءات الحدودية الجديدة وأن 15% منهم/ن فقط وصلوا/ن بعد الاجراءات. وقد دفع ذلك وزير الشؤون الاجتماعية، رشيد درباس، الى اتهام المفوضية بتسهيل "خداع الدولة وغشّها"، مؤكداً ان لا مساومة على رفض تسجيل أي لاجئ/ة جديد/ة. اما فيما يتعلق بحصول الحكومة اللبنانية على قوائم النازحين/ات المسجلين/ات لدى المفوضية، فقال درباس انه في مراحل معينة كان هناك توتر في العلاقة بين الدولة والمفوضية (راجع الخبرعلى الرابط: http://www.lkdg.org/ar/node/12515‏)، لكنه نفى اي مشكلة الآن واي حديث عن حصول تباطؤ في عملية تسليم قاعدة البيانات للوزارة، مضيفاً "هناك اتفاقية لتبادل المعلومات والى اليوم تسلمنا معلومات 700 ألف نازح/ة وسنتسلم المعلومات الباقية تباعا من دون اي مشكلة".
وفي اشارة جديدة الى استمرار الحدية والعنصرية في تعاطي بعض الاطراف من الحكومة الحالية بموضوع النزوح، صرح وزير الشؤون الاجتماعية، رشيد درباس، خلال مشاركته في المؤتمر السنوي لجامعة الحكمة والذي حمل عنوان "اللاجئون السوريون ومستقبل لبنان: التداعيات والتحديات"، الى"أن لبنان قد امتلأ بالمخيمات العشوائية التي أصبح عددها 1700 مخيم لا رقابة للدولة عليها أمنيا وصحيا واجتماعيا وتربويا"، مؤكداً "اننا لسنا مستودعا لمهجري الحروب، فالمستودعات للبضائع وليست للانسان". وفي الختام، تساءل درباس "الى متى يستطيع هذا الظهر الذي اصابته الهشاشة تحمل عبء النزوح".
والجدير ذكره ان الوزير باسيل، بدوره، اطلق مؤخراً سلسلة من التصاريحات للتهويل بنتائج النزوح من سوريا على التوازن الديمغرافي في لبنان، لافتاً الى أن حركة النزوح السورية إلى لبنان "مبرمجة لتغيير واقع ديموغرافي وواقع سياسي وعملية إعادة تقسيم مجدداً"، معتبراً أنه لو أراد المجتمع الدولي المساعدة في ملف النازحين/ات السوريين/ات إلى لبنان "لكان ساعدنا بوقف حركة النزوح وحمل العبء". كما جدد باسيل رفضه فكرة إنشاء مخيمات تضم اللاجئين/ات السوريين/ات، مضيفاً "لبنان اليوم أصبح بأكمله مخيما للأجانب". (للمزيد من التفاصيل حول تصريح باسيل يرجى مراجعة الرابط التالي: http://bit.ly/1EGdlzg). (الاخبار، النهار، المستقبل، الديار 13 و14 ايار 2015)