الدولة تنصف فنّانيها استشفائياً والأنظار إلى صندوق التعاضد أبو فاعور حذّر "قلب يسوع" من عدم استقبال أي فنان

Friday, 24 April 2015 - 12:00am
يطالب الفنانون منذ مدة طويلة باقرار قانون للضمان الصحي يؤمن حياتهم ويضمن مستقبلهم، وعلى الرغم من إلحاحهم، ظل هذا الموضوع من آخر الاولويات لعقود عدة. فعدد كبير من الفنانين عانى من أوضاع صحية سيئة جدا ولم يتمكن من تسديد تكاليف العلاج والادوية، ومنهم من مضى ولم يفِ ديونا طائلة للمستشفيات، ومنهم من تجمع له التبرعات والمساعدات، وتفاقمت المشكلة مع توقف اعضاء النقابة عن دفع اشتراكهم الشهري.

بعد معاناة كبيرة، كان جواب وزير الصحة وائل أبو فاعور ايجابيا. ففي 17 كانون الاول 2014 أطلق مع وزير الثقافة روني عريجي، خطة استشفاء للفنانين النقابيين على نفقة وزارة الصحة. شملت الخطة 1400 فنان سيستفيدون من هذه المساعدات التي ستمكنهم من دفع كلفة العلاج، وشراء الادوية، وإجراء العمليات الجراحية على نفقة وزارة الصحة. تجدر الاشارة الى ان 560 من هؤلاء الفنانين فوق السن سيحصلون على معاش شهري يغطي حاجاتهم الاساسية الضرورية.
لكن السؤال المطروح، هل طبقت فعلا هذه الخطة؟ وهل نال الفنان حقوقه؟
قال رئيس نقابة ممثلي المسرح والسينما والاذاعة والتلفزيون في لبنان جان قسيس لـ"النهار": "نشكر الوزير أبو فاعور على بادرة حسن النية ونستفيد من خطة الاستشفاء على نفقة وزارة الصحة، لكننا ننتمي الى وزارة الثقافة ونحن في انتظار اصدار صندوق تعاضد موحد للفنانين". واوضح ان وزير الثقافة السابق غابي ليون كان قد بدأ قبل عامين مشروع اقامة الصندوق الذي سيشمل المنتسبين الى النقابات الثماني: "نقابة ممثلي المسرح والسينما والاذاعة والتلفزيون في لبنان"، "نقابة الموسيقيين المحترفين في لبنان"، "نقابة الفنانين السينمائيين في لبنان"، "نقابة شعراء الزجل في لبنان"، "نقابة الفنانين التشكيليين اللبنانيين"، "نقابة محترفي الفنون التخطيطية والرسوم البصرية"، "نقابة الفنانين المحترفين"، و"نقابة ممثلي المسرح والسينما في الشمال".
ولفت الى أن "عدد المستفيدين من هذا الصندوق يراوح بين 1500 و2000 فنان منتسب، وسيغطي الضمان الطبابة والولادة والوفاة والتعليم والزفاف والراتب التقاعدي".
وأشار الى ان "مشروع الضمان يحتاج الى التمويل، وهم يعملون على جباية الاموال اللازمة" 10% من هذا التمويل يعتمد على جباية الضرائب من الفنانين الاجانب الذين يقيمون حفلات في لبنان، ونسبة اخرى من الاموال ستؤخذ من بيع بطاقات حفلات الفنانين".
من جهة أخرى، تابع وزير الثقافة مشروع تنفيذ الصندوق التعاضدي، ويوضح لـ"النهار" ان "وزارة الثقافة تعمل مع وزارة المال على مرسوم لتنظيم الجباية المتعلقة بأموال الصندوق" مشيرا الى ان "هذا المرسوم وضع لتفعيل جباية الاموال وليصبح تطبيق القانون عملياً. ولفت الى "ان مرسوم تنظيم الجباية سيؤدي الى زيادة المداخيل لتفعيل الصندوق"، مؤكدا انه على تواصل مع ادارة الصندوق والنقابات: "أطلب من النقابات بأن تكون حذرة ومتشددة في قبول طلبات الانتساب الى النقابة، لكي لا تستغل الافادة من الصندوق ومن خدماته". وطمأن الفنانين الى ان العمل لتلبية حاجات الفنانين الذين انتظروا طويلا اقامة هذا المشروع.
وكان قد اوضح يوم انطلاق عمل الصندوق وخلال تدشين مقره في بدارو في 28 كانون الثاني الفائت ان وزارة الثقافة ستسعى مع وزارات ومؤسسات اخرى الى تنفيذ هذا المشروع، وبخاصة الى تمويله بجباية الضرائب والايرادات اللازمة.
تجدر الاشارة الى ان سبل تمويل الصندوق تمر بمشكلات عدة، فعدد كبير من الفنانين الأجانب الذين يعملون في لبنان لا يلتزمون واجباتهم الضريبية لتمويل الصندوق، وهذا ما يدفع أصحاب الشأن الى القضاء للحصول على حقوقهم.

"قلب يسوع"
وفي سياق متصل أنذر وزير الصحة العامة وائل ابو فاعور امس مستشفى قلب يسوع بوجوب استقبال أي فنان يحمل بطاقة انتساب الى احدى النقابات الفنية ومعالجته على نفقة الوزارة وعدم استيفاء أي فوارق اضافية منه تحت طائلة فسخ العقد مع المستشفى.

لبنان ACGEN اجتماعيات استشفاء النهار مجتمع مدني