استقالة مدير

Tuesday, 5 May 2015 - 12:00am
ترك التعليم والإدارة التربوية بعد 44 عاماً أمضاها في الخدمة الفعلية وفي حمل رسالة التربية والتعليم. غادر عدنان حسين العيتاوي «مدرسة برج البراجنة الثانية الرسمية ق. ظ» بعد 39 سنة، بناء على طلبه، فلم يعد يحتمل الضغط الذي يمارس عليه، لجهة ضرورة تسيير شؤون المدرسة «بما تيسر»، وهو المقتنع بأن المدرسة الرسمية تبقى الملاذ الأخير لأصحاب الدخل المحدود من اللبنانيين، وللتلامذة السوريين النازحين، الذين وجدوا في مدرسته كل الترحاب.
عرف العيتاوي حجم المشكلة التربوية والتعليمية في المدارس الرسمية، خصوصاً في الضاحية الجنوبية لبيروت، وهو عاش مع مشاكلها أكثر من ثلاثة عقود، وكيف هي الحال مع الأعداد الكبيرة من التلامذة السوريين النازحين، وعجز هذه المدارس عن استقبالهم، لاعتبارات عدة أبرزها أنها غير مؤهلة لا من حيث الأبنية ولا من حيث التجهيزات وهي بالأساس تعاني نقصاً في عدد الصفوف.
سعى العيتاوي لتأمين احتياجات مدرسته، من خلال علاقاته الاجتماعية التي نسجها طوال سنوات توليه الإدارة، لعلمه بما تعانيه المدارس الرسمية من أزمة مالية، وهي العاجزة أساساً عن تلبية حاجات تلامذتها، نظراً لضعف الإمكانات، فعمد إلى تأمين الكتب أولاً للتلامذة السوريين النازحين، ومن بعدها القرطاسية والحقيبة المدرسية، إضافة إلى مساعدات مالية، لتغطية «رسم صندوق الأهل» والبالغ 90 ألف ليرة، إن عبر جهات وجمعيات محلية، أو عبر البلدية، للنهوض بمدرسته، التي باتت تستقبل منذ بداية الأزمة السورية، أكثر من 350 تلميذاً سورياً سنوياً (يتسجل سنوياً في المدرسة بين 800 و850 تلميذا، بين لبناني وسوري وفلسطيني).
لم يكن العيتاوي يكتفي بتأمين حاجات مدرسته، بل كان يسعى دوماً لمساعدة المدارس المحيطة به، موجهاً أنظار المساعدين، إلى الأعباء الملقاة على عاتق المديرين، وسعيهم الدائم للنهوض بالمدرسة الرسمية، وانتظام الدراسة فيها.
غادر المدير حسين مدرسته، طوعاً قبل بلوغه سن التقاعد بستة أشهر، وهو من طلب إنهاء خدماته، بحسب المرسوم 1666، وذهب إلى المنزل ليتفرغ لعائلته الصغيرة، بعدما أمضى حياته في خدمة عائلته الكبيرة «مدرسة برج البراجنة الثانية الرسمية ق. ظ»، منها 31 سنة مديراً للمدرسة، وهو مرتاح الضمير، وليتابع عمله النقابي من خلال «رابطة التعليم الأساسي» بوصفه المسؤول المالي في فرع جبل لبنان.

لبنان ACGEN اجتماعيات السغير تربية وتعليم مجتمع مدني