نقيب الأطباء يهدّد: «ما تتحكّموا عِنّا»!

Wednesday, 10 June 2015 - 12:00am
على خطى نقيب أصحاب المستشفيات، سليمان هارون، الذي سأل الدولة سابقاً «هل لديكم بديل عنا؟»، مشى أمس نقيب الأطباء أنطوان البستاني مهدداً الناس بوقاحة: «ما تتحكموا عِنّا». تستسهل النقابة التفريط بصحة المواطنين مقابل الدفاع بشراسة غير مسبوقة عن حصانة أعضائها وامتيازاتهم.

فعدا عن «لا تتحكّموا عِنّا»، يدخل قرار النقابة تعليق العمل في المستشفيات والعيادات (باستثناء الحالات الطارئة) إلى حين إخلاء سبيل الطبيب عصام المعلوف، يومه الخامس، وهي لن تتوقف هنا، فقد أعلن البستاني أن «قضية الطبيب عصام المعلوف كانت بمثابة النقطة التي طفح منها الكيل والتي ستشكل بداية تحركنا لوضع حد لتلك المهزلة التي تطاول قطاع الطب في لبنان». من المستغرب جداً أن يشكّل إيقاف طبيب للتحقيق معه في قضية بتر أطراف رضيعة «مهزلة وتشويهاً وتدميراً لسمعة قطاع الطب»، عوض أن يكون تعزيزاً لثقة الناس بالأطباء عبر المراقبة والمحاسبة اللتين تمارسهما الدولة في القطاع الطبي.
انزعج النقيب، والجسم الطبي على ما يبدو، من دفاع الإعلام عن الطفلة إيلا طنوس، ما «شوّه» سمعة القطاع الطبي، فما كان من أحدهم إلا أن شتم «الحرية الإعلامية» خلال كلمة النقيب الذي بادره بالضحك.
الأطباء أنفسهم الذين «امتعضوا» مما اعتبروه «تعميماً إعلامياً على كل الجسم الطبي» نسوا تفصيلاً صغيراً مفاده أنّ نقابتهم هي التي حوّلت الأمر الى معركة مع القضاء والدولة والإعلام، وهي التي أعلنت تعليق العمل في المستشفيات والعيادات إلى حين إخلاء سبيل الطبيب، وهم استجابوا. وهذا ما أكّده البستاني عندما «خاطب» الأطباء قائلاً «نحن هنا اليوم لنقول بصوت واحد لزميلنا وأستاذنا عصام المعلوف: نحن معك يا عصام وقربك وحولك في ظلامتك التي لا نفهمها والتي أصابت عديدين من الزملاء قبلك وتهدد العديد بعدك». كذلك هي التي حوّلت الموضوع أمس الى «قضية وطنية»، فأعلن البستاني أن «لبنان لا يحتمل المزيد من التشرذم والتقهقر والسخافة. لبنان لا يحتمل المبارزات الكلامية الفارغة التي لا طائل منها سوى إلهاء الناس وإضاعة المواطنين عن همّين أساسيين وخطرين يتربصان بهما: الهمّ المعيشي وهو في أدنى مستوياته، والخطر الأمني وهو في أعلى درجاته». هكذا إذاً التفتت نقابة الأطباء اليوم الى «خطر الهم المعيشي»! أين كان الهم المعيشي عندما مات عبد الرؤوف الحولي، ابن الأربعة أشهر، على باب المستشفى، وعندما رفض مستشفى أوتيل ديو استقبال لوريس خليل لارتفاع كلفة علاجها؟ لكن، بما أنّ النقيب حمل مبادرة «الهم المعيشي»، وقرر مواجهة الدولة، فليعلّق العمل بالمستشفيات إلى حين تأمين التغطية الصحية الشاملة لجميع اللبنانيين، عوض المواجهة مع رضيعة فقدت أطرافها.

لبنان ACGEN اجتماعيات استشفاء الأخبار