Friday, 4 December 2015 - 12:00am
جاء احتفال يوم الآباء المؤسسين للجامعة الأميركية أمس، من خارج "جدول أعمال" الحروب، ليضفي في قاعة الأسمبلي هول ثقة بدور المؤسسات الجامعية العريقة في النهوض بلبنان وإعداد مواطن حر ومسؤول.
قصد رسميون ومسؤولون من الصف الأول في الجامعة الأميركية ومجموعة من الطلاب القاعة ليشاركوا في ذكرى 149 عاماً على تأسيسها. في جعبة هذا النهار حدثان: الأول كلام رئيس الجامعة فضلو خوري عن الجامعة الأميركية في الـ 150 عاماً في نظرة استشرافية مرتكزة على عبر من الماضي، والثاني تقديم جوائز لأفضل مقالين في مسابقة يوم الآباء المؤسسين الأدبية لطلاب من الجامعة كتبوا بشفافية وجرأة.
تحدث خوري كخطيب الاحتفال الذي قاد الحضور في رحلة عطاء وتميّز عبر 150 عاماً من تاريخ الجامعة الأميركية في بيروت. انطلق من كون الجامعة تأسست عندما كان العالم يضم فقط نحو ستين دولة ذات سيادة، وعددها اليوم بات 195 دولة، ومن كون عدد سكان الأرض كان أقل من ثلث حجمه اليوم. وربط خوري بين مهمة الجامعة التي قال عنها الأب المؤسس دانيال بلس عام 1871 أنها لكل الفئات من دون النظر إلى اللون أو الجنسية أو العرق أو الدين، إلى مساهماتها على مدى تاريخها وفي المستقبل.
وقال خوري إن الجامعة التي ضمت في صفها الأول ستة عشر طالباً، تفتخر اليوم بأنها جامعة للتعليم الليبرالي ومركز بحوث وتضم ثمانية آلاف طالب، بنسبة مناصفة بين النساء والرجال، وأطلقت أكثر من ستين ألف متخرج إلى العالم.
وسأل، كيف صمدت الجامعة، من كلية صغيرة، لتصبح على ما هي عليه اليوم؟ وكيف أصبحنا بهذا التأثير في كل حركة اجتماعية، وكل تقدم علمي، وكل عمل أدبي أو فني في العالم العربي؟ أجاب خوري ببساطة: "هذه الجامعة، بقادتها وأساتذتها وموظفيها وطلابها فضّلت دائماً أن تُقولب الحوادث لا أن تتقولب في أُطُرها، وأن تكون الفاعل لا المفعول به. وفي القرن ونصف القرن الماضيين، وقفنا مع المثل العليا، فيما كان من الأسهل بكثير القيام بغير ذلك".
وقال إن الجامعة صمدت من خلال حربين عالميتين، ونشوء دول جديدة، وسقوط أمبراطوريات، وحرب أهلية من دون رحمة. وطوال ذلك، بقيت قوة لا يستهان بها ومفتاحاً لبناء الدول الخارجة من تحت السيطرة العثمانية، لإعادة صياغتها وتقويتها في كل أنحاء العالم مع أجيال من القادة الذين أنتجتهم الجامعة.
وتحدث خوري عن "القيادة الملتزمة" في الجامعة الأميركية في بيروت، قائلاً إنه حتى تاريخه، لا توجد مؤسسة أخرى في التاريخ علّمت هذا العدد من الرؤساء ورؤساء الوزراء وأعضاء البرلمان والشخصيات السياسية الأخرى المؤثرة في العالم العربي. أضاف: "لقد ساعدنا في تطوير المجتمعات من الألف إلى الياء. اليوم، ما زلنا في طور تشكيل المشهد المادي والاقتصادي في الشرق الأوسط بطرق رائعة. ومن خلال الدراسات بشأن التقنيات الجديدة وما تقدمه لأشد الناس حاجة في المجتمع، تواصل الجامعة رسم الطريق في وضع نهج جديد للمجتمعات المعانية من اضطراب وتحولات. هذا جزء من تراثنا العتيد".
في الجزء الثاني من الحفل كان تكريم لافت لطالبين تفوّقا في مباراة فن كتابة المقالة قدمهما خوري للحضور. يشبه نص الفائز الأول نزار فيصل عواد تخصصه في علم الحياة لأنه يدخل في الجزئيات والتفاصيل كأنه يدرس عن عمق حالة ما. وبكثير من الجرأة وإلمام خاص بفن الخطابة، حضر عواد ليلقي كلمة عن معاني الحرية وقدسيتها، مقترحاً إدراج حصص خاصة عن الحرية في برامج الجامعة. ولم يتردد في "تشخيص" خبرته الدراسية في الجامعة والتي استند عليها على الزخم الكبير الذي عاشه في الجامعة.
أما الفائزة الثانية إيلينا هال غريسون فكانت لها وقفات خاصة في مقالها عن "القيمة المضافة" التي تعرّفت في الجامعة الأميركية على حرية التعبير وقول الحق وقبول الآخر والتنوع.
يذكر ان الاحتفال تخلله محطات أوبرالية للتينور إيليا فرنسيس.
لبنان FBO النهار مجتمع مدني