كاريتاس استقالات وشبهات فساد ورئيس رابطتها ينفيها قطعاً

نشرت صحيفة الاخبار في عددها الصادر يوم امس، تحقيقا تحت عنوان: "كاريتاس: من يأخذ اموال الفقراء"، سلطت خلاله الضوء على ما يدور في كواليس مكتب ادارة الرابطة من استقالات جماعية وفردية، مشيرة الى شبهات فساد في صرف الملايين من الدولارات. وللاشارة فان "كاريتاس" واحدة من أكبر المؤسسات الطائفية الموجودة في لبنان، تابعة للطائفة الكاثوليكية، وتتولّى القيام بأعمال خيرية ومساعدة رعايا الطوائف المسيحية خصوصاً، وغير المسيحية عموماً. فقد لفتت الصحيفة المذكورة، الى تقدم كل من أمينا المال والسر العامان ونائب الرئيس في 30 اذار الماضي، باستقالة جماعية، تحدثوا فيها عن الكثير من الشواذات والمخالفات والممارسات المشينة التي تدين عمل مسؤولين وموظفين في مركز الاجانب التابع لكاريتاس، وعن "الهدر الحاصل لأموال الفقراء"، لكنها لم تُقبل من قبل بكركي. وفيما استمرت "المخالفات"، فكانت استقالات ثانية مفصّلة في شهر كانون الأول 2015، حيث شرح نائب الرئيس، باستقالته الثانية، بالتفصيل المخالفات الحاصلة في الرابطة، كاشفا عن "هدراً ناتجاً ممّا هو أبعد من سوء إدارة". وحول الموضوع، نشرت الصحيفة وثائق حصلت عليها، تبين من خلالها أن أكثر من مليوني ونصف مليون دولار سُحبت من قبل لجنة مركز الأجانب السابقة في كاريتاس خلال شهر و5 أيام من دون أي مسوّغ قانوني، إذ تأخر رئيس كاريتاس السابق، الأب سيمون فضول، "قصداً" في إبلاغ المصاريف الى اللجنة الجديدة المخوّلة التوقيع على الشيكات، وفق ما ورد في كتاب استقالة نائب الرئيس هيكل البدوي. كما أثبتت التقارير عدم صحة الإنفاق الذي حصل آنذاك، خصوصاً أن مبالغ كبيرة "صُرفت" لشركات "وهمية". كذلك افادت الصحيفة الى ان التحقيق الذي فتح حول القضية، افضى الى اقالة كاشفي الفساد وتهديد الرغبين في المحاسبة باتخاذ تدابير بحقهم، وان المشتبه بهم محميون من قبل السلطات العليا وقد ابعدوا عن المؤسسة من دون كشف الاسباب ونقلوا الى مواقع اخرى.
وفي حوار اجرته الصحيفة مع الاب بول كرم، رئيس رابطة كاريتاس لبنان منذ الأول من نيسان 2014، بعد تعيين الرئيس السابق الأب سيمون فضول إكسرخوساً على أفريقيا للموارنة، نفى الاخير ما يحكى عن إستقالات جماعية داخل الادارة، معتبرا ان ما حصل ليس الا تدابير داخلية مثلما يحصل في أي مؤسسة أخرى، حيث يتقدم أشخاص باستقالاتهم وأشخاص تنتهي ولايتهم، ومعللا رغبة المستقيلين بانه لم تعد لديهم الرغبة باستكمال أعمالهم داخل المؤسسة. اما بخصوص الاب فضول، فاوضح انها لم تتم اقالته بل جرى تعيينه إكسرخوساً في أفريقيا. وفيما يتعلق بسحب 2.6 مليون دولار من مركز الاجانب فرد "انتم تفتحون دفاتر قديمة، أحضروا مستنداتكم لأجيب"، واستطرد قائلاً: "هذا شغل المؤسسة مش شغلك"، متوجها الى الصحافية التي اجرت معه الحوار. (الاخبار 24 شباط 2016)