اشارت صحيفة الاخبار ان مؤسسة "أديان" باشرت فعلاً بموجب الاتفاقية التي ابرمتها مع المركز التربوي للبحوث والإنماء، والتي قّعها وزير التربية السابق، حسان دياب، وجددها الوزير الياس بو صعب، بإدخال ما تسميه "المواطنة الحاضنة للتنوع الديني والثقافي" في منهجي التربية والفلسفة، بهدف الحفاظ على الهويات الطائفية الشخصية للتلامذة. وللاشارة، فقد وّقعت الاتفاقية في 15 آذار 2013 بعد وضع الشرعة الوطنيّة للتربية على العيش معاً، بمشاركة الهيئات "المدنية" المعنيّة وبمباركة المرجعيات الدينية، وقد حظي المشروع بمساهمة مالية بريطانية، لكنه لم يكن معلناً حينها ان الشرعة الجديدة ستكون مادة لاعتمادها في تعديل المناهج التربوية. تطرح "الشرعة الوطنية" السياسات والآليات التي تضمن تحقيق التزام بقيم المواطنة الحاضنة للتنوع الديني وفهم الخصوصيات المرتبطة بكل ديانة واحترامها، ..."والتعامل بمسؤولية مع الصراعات المرتبطة بشعارات دينية وكذلك تعزيز الوعي لمخاطر استغلال الدين في الصراعات السياسية ولنتائج التعصب والتمييز"(!؟).
وبحسب الصحيفة المذكورة، فقد اصطدم تعديل المناهج وفق مفهوم "أديان" بمواقف أساتذة وافقوا في البداية على أن يكونوا أعضاءً في لجنة التطوير، ثم خرجوا منها لاعتبارات لها علاقة بـ "قيود نظرية مكبّلة للمشروع والتزام بأهداف معلنة للجهة الممولة وهي إدخال شرعة التربية على المواطنة الحاضنة للتنوّع الديني". أما في مادة التربية، فقد طرح البعض علامات استفهام بشأن اقتراح "أديان" أن يكون العنوان الجديد للمادة: التربية على المواطنة والعيش معاً بدلاً من التربية المدنية والتنشئة الوطنية. وفي حوار اجرته الصحيفة مع سامية معكرون، المدربة في مادة الفلسفة ضمن مشروع التدريب المستمر في المركز التربوي، والتي كانت من أبرز المعترضين/ات على تلك القيود، اكدت الاخيرة أن "إدخال مفهوم المواطنة في المناهج مهم جداً، إنما يجب أن يكون ذلك من باب المواطنة في دولة، أما إدخاله من باب التنوع الديني، فهذا مثير للريبة، وكأنه حق يراد به باطل". (للمزيد حول الموضوع راجع الرابط التالي: http://www.al-akhbar.com/node/255093) . (الاخبار 30 اذار 2016)