Monday, 21 March 2016 - 12:00am
أثار تقديم النائبين نديم الجميل وسيرج طورسركسيان، اقتراح قانون بإلغاء امتحانات الشهادة المتوسطة، حالاً من البلبلة في صفوف المعلمين والتربويين.
يستند الاقتراح على مواقف سبق وأطلقها وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب، في أعقاب انتهاء الامتحانات الرسمية في العام الماضي، بحسب الأسباب الموجبة، من دون أن يسمي الوزير شخصياً، أو أي مسؤول في وزارة التربية، «بعض المراجع في وزارة التربية أعلنت بصورة واضحة عدم ضرورتها (أي الامتحانات)، والبعض الآخر جهر صراحة بالفساد المستشري في كيفية تحضير وتوزيع الامتحانات المتعلقة بها وأجرائها».
وبعد الرفض المطلق من «رابطة معلمي التعليم الأساسي الرسمي»، واستهجان من «نقابة المعلمين»، في الوقت الذي يتهيأ فيه التلامذة للتقدم للامتحانات الرسمية، تتخوف المراجع التربوية من التلطي خلف الاقتراح بأهداف تجارية، تتجه إلى فتح مزيد من المدارس الخاصة، خصوصاً ارتفاع قيمة المنح التعليمية بنسبة ثلاثين في المئة، وثانياً، ضرب التعليم الرسمي، والشهادة الوطنية عبر إلغاء مواد لا تدرس إلا في صفوف الشهادات، مثل الجغرافيا والتربية المدنية والتاريخ، وثالثاً التسويق لبعض المناهج الأجنبية.
أستطلعت «السفير» آراء عدد من التربويين، كرّد فعل أولي على الاقتراح، فكان رفض مطلق مع استغراب للتوقيت، وكأن المطلوب إرباك التلامذة قبل شهرين من التقدم للامتحانات الرسمية، علماً أنه لم تتم استشارة أي مؤسسة تربوية، من المؤسسات العاملة في لبنان.
تلقت الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية، خبر تقديم الاقتراح، أثناء اجتماعها الدوري، برئاسة الأمين العام للمدارس، ومنسق «اتحاد المؤسسات التربوية» الأب بطرس عازار، وكان رفض بالمطلق. ويؤكد عازار لـ «السفير» بكل ثقة، أن الاقتراح لن يمرّ، ويسأل: «من سيأخذ به؟». ويوضح أن الاتحاد لن يوافق على هذا الاقتراح في الوقت الراهن، «الأسباب الموجبة غير دقيقة»، ويضيف: «عندما أعطيت إفادات النجاح للتلامذة، بدأت المشكلة». ويصف الاقتراح بـ «الكارثة الكبرى»، ويسأل: «كيف يمرّ التلامذة من مرحلة التعليم الأساسي إلى الثانوي، من دون تقييم؟»، ويتابع: «في الماضي كانت شهادة السرتفيكا، للانتقال إلى المرحلة المتوسطة، وبالاقتراح الجديد سيعبر التلامذة المرحلتين الابتدائية والمتوسطة من دون محطات».
ويبدي تعجبه لعدم مشاورة المعنيين، في الوقت الذي يعمل فيه «المركز التربوي للبحوث والإنماء» على تعديل المناهج، مؤكداً أن الأمر يحتاج قانونياً إلى إلغاء مراسيم، وإلى دراسة في العمق.
يشدد عازار أنه سيبدأ مطلع الأسبوع بـ «استمزاج آراء وزير التربية، المركز التربوي، ومسؤولين تربويين»، نافياً أن تكون كبرى المؤسسات التربوية مثل: الكاثوليكية، والمقاصد، والمبرات والأرثوذكسية وغيرها، قد تمت استشارتها.
يرى الرئيس الأسبق لـ «المركز التربوي للبحوث والإنماء» البروفسور منير أبوعسلي، أن موضوع إلغاء أو إبقاء امتحان البريفية، هو جزء من منظومة النظام التربوي اللبناني بشكل عام، ولا يمكن البت بمصيرهذا الامتحان من دون تقييم كامل المنظومة.
وبدلاً من السعي إلى إلغاء هذه الشهادة المفصلية في مسيرة المتعلم الذي يكون قد أصبح في سن حرجة، أي سن الخامسة عشرة، يقترح على المسؤولين في التربية في لبنان العمل على تأكيد الوظيفة الحقيقية لهذه الشهادة.
اقرأ أيضاً
أبو عسلي: :المتوسطة" تشكل مفصلاً في حياة المتعلم
ويستغرب نقيب «أصحاب المدارس الأكاديمية» أحمد عطوي الاقتراح، ويسأل: «كيف سيتم انتقال التلميذ من عمر ثلاث سنوات إلى الجامعة، وهو لا يحمل سوى شهادة الثانوية العامة؟».
يرى الأمين العام لـ «نقابة المعلمين» وليد جرادي، أن الخطورة في إلغاء الشهادة، ستؤدي إلى عدم مراقبة النتائج في المدارس، وبالتالي الترفيع من دون حسيب أو رقيب.
ويرى الرئيس الأسبق لروابط المعلمين إبراهيم الراسي، أن الاقتراح يحمل في طياته «نيات سيئة، وسيؤدي إلى أضرار مستقبلية».
لبنان ACGEN السغير تربية وتعليم