لفت صحيفة الاخبار في عددها الصادر اليوم، الى ان ادراج عبارة "العداء للكيان الصهيوني الغاشم" في المناهج التربوية الجديدة، اثار سجالا حادا في ورشات العمل التي ينظمها المركز التربوي للبحوث والإنماء لتعديل المنهاهج التربوية. فقد اشارت الصحيفة المذكورة، الى ما جرى خلال الجلسة التي عقدت الأسبوع الماضي لمناقشة «الأهداف العامة» للمناهج، إذ عارض أعضاء في "لجنة مادة اللغة العربية"، يمثلون اتحاداً طائفياً لمدارس خاصة، تضمين تلك الأهداف عبارة "العداء للكيان الصهيوني الغاصب"، وقد تبارى هؤلاء، وفقا للصحيفة في تبرير موقفهم، تارة بالقول "اننا لا نريد أن نربي أولادنا على العداء"، وتارة باعتبار ان للبنان أكثر من عدو فلماذا تخصيص إسرائيل؟ فيما اعتبر بعض اعضاء اللجنة انه "مش وقتها هلق، ومش ضروري نذكرها بالأهداف العامة".
من جهته، اعتبر أستاذ علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية، طلال عتريسي ان "الكلام عن مواصفات المتعلم/ة لا يمكن أن يمر من دون الإشارة بالحد الأدنى إلى بناء مواطن/ة يقاوم أي احتلال لبلده ويحافظ على سيادته"، مشيرا الى النموذج الأميركي في التعامل مع العدو في مناهج الولايات المتحدة. بدوره، رأى نسيم خوري، أستاذ الإعلام السياسي في الجامعة اللبنانية، ان واضعي المناهج التربوية لا يجب أن يتوافقوا على العداء لإسرائيل فحسب، بل أن يلتفتوا أيضاً إلى معطى جديد في لبنان مختلف عن كل التاريخ العربي الملتبس وهو مقاومة العدو الصهيوني. اما عضو رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي، عبد الله نجم، فاعتبر الرفض العلني لذكر العدو في الأهداف العامة للمناهج بالسابقة الخطيرة، فهي تشير إلى "أننا سنستمر في تربية جيل بلا هوية كما حصل في الماضي". في المقابل، لا يوافق أستاذ الفلسفة في الجامعة الأميركية في بيروت، وضاح نصر، على أن يندرج العداء في تعريف شخصية التلميذ، لافتا الى ان ذلك ليس قياساً لوطنيته بل هو نوع من التبجح والتسابق. اما رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء، ندى عويجان، فاوضحت قائلة: "نريد أن نعلمه ما هي مواصفات العدو، وكيف يضحي ويتفانى لردع الاعتداءات عن أرض الوطن قبل أن نسمي له هذا العدو أو ذاك"، وتابعت قائلة: "في العصر الحالي، إسرائيل تعتبر عدواً ولا نعرف ماذا سيحصل بعد 5 سنوات أو 10 سنوات". (الاخبار 7 نيسان 2016)