بمناسبة "يوم الأمم المتحدة العالمي لمساندة ضحايا التعذيب" الذي يصادف في 26 حزيران من كل عام ومرور 20 عاما على تأسيسه، نظم عدد من الفعليات لتسليط الضوء على مشكلة التعذيب وضرورة مناهضته ومساندة ضحاياه. في هذا الاطار، نظمت جمعية عدل ورحمة، بالتعاون مع مؤسسة الكرامة، ومركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب، وجمعية ألف - تحرك من أجل حقوق الإنسان، والمفكرة القانونية، ورشة عمل مشتركة، يوم امس، خصصت لمناقشة التقرير الوطني الأول عن اتفاق مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة. وعن الخطوات العملية المفترض أن تقوم بها الدولة اللبنانية، رأى النائب غسان مخيبر أنه "يأتي في مقدمتها تطوير الإرادة السياسية لتكون بداية الحل، لأن العديد من المحققين يلجأون إلى التعذيب تحت حجة ضبط الجرائم وإحالة مرتكبيها، لا سيما الإرهابيين منهم"، معتبراً أن "التحدي هو الوصول إلى النتيجة نفسها بوسائل مختلفة بعيدة من التعذيب". واكد أن "على الخطوات اللاحقة للإرادة السياسية، إقرار اقتراحي قانون باتا جاهزين لإقرارهما أمام الهيئة العامة: الأول يعنى بتجريم التعذيب والتشدد بالتجريم، والثاني يعنى بإنشاء هيئة وطنية لحقوق الإنسان تتضمن لجنة متخصصة بالوقاية من التعذيب وبزيارة السجون وأماكن الاحتجاز".
من جهة ثانية، نظم مركز "ريستارت لتأهيل ضحايا التعذيب"، يوم الثلاثاء الماضي، مؤتمره الإقليمي لتسليط الضوء على أهم الجوانب الملموسة لواقع ممارسات التعذيب والانتهاكات، وتحليل الإرث التاريخي للعنف والتعذيب في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا. تطرق المؤتمر الى مفهوم مكافحة التطرف العنيف ودور الحكومات والمجتمعات، وتحديدا المجتمع المدني في كسر حلقة العنف والتعذيب. وفي بيان لها بالمناسبة، اعادت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان كريستينا لاسن تأكيد التزام الاتحاد الأوروبي القوي بالقضاء على جميع أشكال التعذيب والتأهيل الكامل لضحاياه، مرحبة بالخطوات التي اتخذها لبنان لترجمة التزاماته الدولية عملياً، خصوصا بعد مصادقته على اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب وبروتوكولها الاختياري، واتخاذه لخطوات حاسمة نحو تنفيذ التزاماته ذات الصلة.
وحدها، الصحافية فاديا فهد، لفتت في رسالة برسم الشعب اللبناني، نشرتها في صحيفة الحياة، الى اوضاع النساء المعنفات في لبنان في ظل تقاعس الدولة اللبنانية لناحية اقرار قانون عادل لحمايتهن من العنف الأسري. وتحت عنوان "اضربها فهي تستحقّ الضرب"، اسهبت فهد في الحديث من خلالها عن اشكال التعذيب التي تصيب النساء اللبنانيات في ظل المجتمع الذكوري والقوانين الطائفية المجحفة بحقهن. (السفير، الحياة والمستقبل 27 و29 حزيران 2016)