Tuesday, 14 June 2016 - 1:00am
تبحث أم زكي عن مصرف قريب لمركز الامتحانات في «متوسطة شكيب ارسلان الرسمية» في فردان. يضحك عنصر قوى الأمن، ويحاول طمأنتها بأنه جرى الكشف ليلاً على المنطقة، ووضعت أشرطة تحظر وقوف السيارات. تخوف أم زكي نابع مما عرفته منطقة الظريف ليل الأحد الفائت، من تفجير إرهابي استهدف مصرف «لبنان والمهجر»، وتضررت بنتيجته «ثانوية رينيه معوض الرسمية» في رمل الظريف، ما استدعى نقل الطلاب إلى متوسطة أرسلان.
يسجل للمنطقة التربوية في بيروت، ولدائرة الامتحانات في وزارة التربية، سرعتهما في التعامل مع ما حصل حرصاً على حقوق الطلاب وعدم تضييع وقتهم. فبعد التفجير الإرهابي، وبالتالي نقل مكان الامتحان إلى متوسطة أرسلان. وتؤكد رئيسة المركز سهام توتنجي أنه فور موافقة وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب على قرار نقل مركز الامتحان، عمل فريق المراقبة منذ الخامسة فجراً على تحضير الغرف لاستقبال المرشحين وعددهم 132، بعدما انسحب منهم 19 مرشحاً، كان آخرهم طالباً يوم أمس.
تركز العمل على توزيع الطلاب على الغرف كما كان يفترض أن يكون في مركزهم الأساسي، تقول توتنجي: «حاولنا عدم تغيير أماكن جلوس الطلاب، ونجحنا في ذلك».
وأبدى الطلاب ارتياحهم لمادة الفيزياء التي احتاجت كما مادة علوم الحياة كامل الوقت المخصص لها، وفي الإجمال لم تبرز أي اعتراضات من الطلاب، وعلى قول آية: «من درس سارع إلى حل الأسئلة بسرعة، ومن لم يفعل وجد المسابقات طويلة وتحتاج إلى وقت».
وتفقد بوصعب المركز وأبدى إعجابه بالإنجاز الذي حققته المنطقة التربوية ودائرة الامتحانات ورئيسة المركز، مبدياً ارتياحه للإجراءات المتخذة.
ترك بوصعب «الأخبار الشيقة» لمركز آخر، فطلب من الإعلاميين مرافقته إلى «مجمع بئر حسن ـ ثانوية العلامة صبحي المحمصاني»، للكشف عن فضيحة تربوية جديدة، هي تتمة لمسلسل المدارس المسائية، التي تقبل تسجيل طلاب الشهادات الرسمية، من دون حضور، أو الانتساب إليها لحفظ الحق في التقدم للامتحانات.
فبعد مدرسة (ر. ع) التي اتهمها الوزير بأنها تسجل التلامذة، وقبل الامتحانات تطلب من وزارة التربية مراعاة وضعهم والسماح لهم بالخضوع للامتحانات. جاء دور مدرسة «ي. س»، بعدما وافق الوزير على السماح لـ131 طالباً الخضوع للامتحانات الثانوية العامة، إثر تحرك قام به الطلاب أمام مدرستهم.
وخلال جولة الوزير على ثانوية المحمصاني، وقوله: «إن هذا المركز يستحق لقب مركز الفضائح والكوارث في قطاع التربية»، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي، وصبّت المواقف جام غضبها على المركز، علماً أن القصد هو المكان الذي جاء منه الطلاب. فقد ترك الناشطون على مواقع التواصل كلام الوزير «أن هناك 131 طالباً من مدرسة «ي. س» التي تتاجر بقطاع التربية، والطلاب الموجودون هنا دفعوا لكي يستطيعوا التقدم للامتحانات، منهم من هو مسجل في معهد ومنهم غير منتسب لأي مدرسة، ومنهم من أشار إلى أن مدير مدرسته لم يسمح له بالتقدم إلى الامتحانات فلجأ إلى هذه المدرسة، وهناك مدارس مرتبطة معها واخرى ترسل لها زبائن».
وعلى الرغم من تأكيد بوصعب أنه سيتابع الموضوع، موضحاً أن مركز ثانوية المحمصاني مخصص لطلاب مدرسة «ي. س»، وكشف «أن أحد الطلاب أبلغه أن ادارة المدرسة رفضت إعطاءه طلبا للتقدم إلى الامتحانات، للحفاظ على نسبة النجاح فيها، فدفع لهذه المدرسة مبلغا من المال، لافتاً إلى أن المبلغ المدفوع يتراوح بين 800 ألف و3 ملايين ليرة».
وأكدت مصادر تربوية ونقابية لـ «السفير»، أن مدرسة «ي. س»، تقدمت بطلب للحصول على ترخيص بتعليم الثانوي، إلا أنه لم يتم الموافقة على الطلب بعد، علماً أن الموافقة على اللوائح الاسمية المرفوعة من المدرسة إلى وزارة التربية قد تم الموافقة عليها، وتحديداً تلامذة الشهادة المتوسطة كون المدرسة مرخصة. أما بخصوص مدرسة (ر. ع) فتشير المصادر إلى أن لوائحها المدرسية صحيحة، إلا أن الشكوك تدور حول نسبة الالتزام في الحضور اليومي إلى المدرسة، وما هو عدد المنتسبين إليها.
وتؤكد المصادر أنه لا يمكن ضبط هذه الحالات في المدارس المسائية، إلا إذا تم تأمين فريق عمل من التفتيش التربوي، يقوم بزيارات دورية لهذه المدارس.
لبنان ACGEN السغير تربية وتعليم