يبدو ان الفساد والهدر يسودان كافة المرافق العامة في لبنان، منه ما كشف عنه والحبل على الجرار. فالى جانب ما اثرناه يوم امس من مسألة الهدر في مرفأ بيروت، الذي تناولته جمعية "سكر دكانة" بالارقام، انشغلت الاوساط الاعلامية في الفترة الاخيرة بتظهير الخلاف الحاصل بين ادارة كازينو لبنان ووزير السياحة، ميشال فرعون، على خلفية اتهامه بهدر اموال تقدر بعشرات ملايين الدولارات داخل الكازينو. كلام فرعون، جاء خلال استقباله لناشر موقع "ليبانون ديبايت" الالكتروني،“Lebanon Debate” ، ميشال قنبور، بعد نشر الموقع سلسلة من المقالات تحت عنوان "كازينوليكس"، كشف فيها مخالفات تحصل في ذلك المرفق العام، من خسائر، تزوير فواتير، هدر الاموال وسوء ادارة.
من جهته، رد مكتب رئيس مجلس إدارة الكازينو، على ان ما ورد في كلام فرعون، واصفاً ذلك بمجرّد افتراءات وادعاءات واهية، بني قسم منها على مستندات صار اجتزائها وأُسيء تفسيرها، وقد سُرّبت الى الموقع من وزارة السياحة بالذات!. كما اكد المكتب ان الإدارة الحالية للكازينو هي التي رفعت أرباحه، وتاليا زادت مداخيل الدولة الى مستويات قياسية، لم يسبق لها مثيل. وفي السياق نفسه، صرح رئيس مجلس نقابة عمال ومستخدمي ألعاب الميسر في الكازينو، جاك خويري، أن "كازينو لبنان ليس مكسر عصا، إرفعوا أيديكم عن الشركة"، لافتا إلى أن إدارة الكازينو "دأبت على تسوية أوضاع أكثر من ستمائة مستخدم وعامل وتثبيتهم في الملاك تبعاً للمراجعات الحثيثة من قبل النقابات، وان الأرباح على الأسهم (وليس سعر السهم) تضاعفت من سنة 2010 لغاية تاريخه، كما أن التقشف في النفقات هو ظاهر إذ لم نقل بأنه "زائد عن اللزوم"، بشهادة الجهات الرقابية. وختم خويري ناصحا فرعون، انه بدل التلهي في اطلاق الاتهامات، كان الاجدى بوزارته "إقفال محلات ونوادي القمار غير الشرعية المنتشرة في جميع الأراضي اللبنانية وخاصة في الآونة الأخيرة قرب حرم كازينو لبنان، وهو النادي الوحيد الحصري لألعاب القمار، وعلى تأمين الظروف التي تؤدي إلى تطور الشركة". (الديار والنهار 16 و22 تموز 2016)