المواطنة في لبنان بين التمسك بالهوية الطائفية قيام الدولة المدنية محاربة الارهاب والتطرف

تصدر الجدل حول المواطنة في الاواني الاخيرة، اعمال المؤتمرات وورشات العمل والندوات الوطنية والدولية، وسط اختلاف في الاراء حول مقاربة الموضوع. فقد اختار المكتب الدائم لاتحاد الحقوقيين العرب، "المواطنة في مواجهة الطائفية والإرهاب"، عنواناً للندوة المتخصّصة التي أقامها يوم الجمعة الماضي في بيروت، حيث قارب المشاركون/ات تنامي ظاهرتي الطائفية والإرهاب وسبل مواجهتهما. وقد تم خلال احدى جلسات المؤتمر تسليط الضوء على المواطنة، كمفهوم نظري وإمكانات تحققه فعلياً في ضوء ما ينصّ عليه الدستور اللبناني والتجربة اللبنانية، فدعا الامين العام لاتحاد المحامين العرب السابق، المحامي عمر زين، "لقيام نظام تربوي وتعليمي في دولنا العربية، تكون الأولوية فيه للأهداف المعرفية والقيمية، تعزيز ثقافة الحوار بين الأديان والمذاهب، توقيع اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد النساء، وتشريع قوانين تحقق لكل مواطن/ة حقه/ها كمواطن/ة منتمٍ إلى دولة، تكون الدولة الحامي الوحيد للمواطن/ة، ومرجعيته/ها، فيخف تعلقه بطائفته كمصدر حماية أو قوة له". في ختام المؤتمر، رأى راعي المكتب الدائم للاتحاد، وزير الإعلام، رمزي جريج، "أنه إذا كان فصل الدين عن الدولة يواجه عقبات كثيرة، فإن قيام الدولة المدنية التي يتساوى فيها المواطنون/ات في الحقوق والواجبات أمرٌ متاحٌ، اذا تضافرت جهود المجتمع المدني من أجل الانتقال تدريجياً من الطائفية السياسية المتقوقعة الى دولة المواطنة".
من جهة ثانية، نظم معهد المواطنة وإدارة التنوّع في مؤسّسة "أديان" بالشراكة مع منتدى الفكر العربي، وبدعم من السفارة البريطانيّة في بيروت، في 29 و30 أيلول الفائت، اجتماعا حول "الإصلاح التربوي للوقاية من التطرّف في المجتمعات العربيّة"، بعنوان "اعلان بيروت"، خصص لمحاولة وضع "رؤية استراتيجيّة واضحة ومحدّد للمنظومات التربويّة والتعليميّة في الدول العربيّة، على "أساس قيم المواطنة والتنوّع والعيش معًا، لمواجهة التطرّف". وقد خلصت الورشة الى عدة توصيات ابرزها: إيلاء مسألة التعليم الديني العناية الخاصة، ترسيخ مبادئ عدم التمييز وقبول الاختلاف، تأهيل المعلّمين لبث قيم المواطنة ومنع التمييز ومواجهة التطرّف وقبول التنوّع والاختلاف، تنقية المناهج الدراسيّة من الصور النمطيّة وخطابات الكراهية والتمييز تجاه أيّ مكوّن ثقافي أو ديني أو إثني أو "جندري" من مكوّنات المجتمع، والتركيز على دوره في التربية على قيم الحياة العامة المشتركة والتنبّه إلى المقاربات الانتقائيّة والتوظيف الإيديولوجي للنصوص الدينيّة. (السفير والمستقبل 4 و8 ت1 2016)