نجحت سياسة الاهمال المتعمدة والرسمية التي اتبعها معظم الحكومات اللبنانية المتعاقبة منذ 1983، في تطفيش اللاجئين الفاسطينين/ات من لبنان بحيث تقلصت اعدادهم/ن كثيراً الى ما دون النصف المقدر سابقاً. فقد اعلنت لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، يوم امس، ، نتائج "التعداد العام للسكان والمساكن في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان"، وهو اول تعداد يتم بقرار رسمي لبناني- فلسطيني منذ استضافة لبنان للاجئين/ات الفلسطينيين/ات قبل 70 عاما، والذي تم تنفيذه في 2017 عبر شراكة بين ادارة الاحصاء المركزي اللبناني والجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني تحت مظلة لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني. وبحسب التقرير، بلغ اجمالي عدد اللاجئين/ات الفلسطينيين/ات في المخيمات والتجمعات 174 ألفا و422 لاجئا/ة، يعيشون في 12 مخيما و156 تجمعا فلسطينيا في المحافظات الخمس في لبنان. كما أظهرت نتائج التعداد أن نحو 45% منهم/ن يقطنون في المخيمات، ويستقطب مخيم عين الحلوة، وحده، نحو 10% من مجمل اللاجئين/ات الفلسطينيين/ات، إذ يحتضن المُخيّم نحو 18 ألفاً و763 لاجئاً/ة يُشكّلون/ن نحو 88.5% من سكان المُخيّم. أمّا بقية اللاجئين/ات الفلسطينيين/ات في لبنان فيعيش 21.5% منهم/ن في التجمّعات المحاذية للمخيمات، فيما يتوّزع 33.1% منهم/ن على تجمعات أُخرى. وحول التعداد، اشارت صحيفة الاخبار في عددها الصادر اليوم، بان العدد الإجمالي للاجئين/ات الفلسطينيين/ات في لبنان شكل صدمة بالنسبة إلى الكثير من اللبنانيين/ات والفلسطينيين/ات، ذلك أن هذا العدد "يُعرّي" الذين/اللواتي يستخدمون/ن أرقام الفلسطينيين/ات للتحريض عليهم/ن، واضافت الصحيفة قائلة: لعلّ الأهم الذي يأتي به هذا التقرير هو أنه يُقدّم "صفعة" للجنة الوزارية المكلفة بدراسة ملف حق المرأة اللبنانية في منح جنسيتها، إذ يُكذّب أرقامها التضخيمية ويعلن عن وجود 3700 امرأة لبنانية فقط متزوجة من فلسطيني. من جهته، صرح رئيس الحكومة، سعد الحريري قائلا: "كان البعض يتحدث عن رقم 500 ألف أو 600 ألف، كان هناك كلام يهوِّل فيه بعضنا على بعض، وكنا نسمع أرقاماً تستخدم في التجاذبات، ولكن الأمور وضعت في نصابها". (للاطلاع على التقرير يمكنكم/ن مراجعة الرابط التالي: http://www.pcbs.gov.ps/portals/_pcbs/PressRelease/Press_Ar_Leb-21-12-201...). (الحياة، الاخبار، النهار 21 كانون الثاني 2017)