تقرير التنمية البشرية 2009 أو الهجرة كعنصر في الإستراتيجية الإنمائية للبنان

اطلق برنامج الامم المتحدة الانمائي تقرير التنمية البشرية لدول العالم 2009 بعنوان "التغلب على الحواجز: قابلية التنقل البشري والتنمية". وفقا للتقرير حل لبنان في المرتبة 83 او الاخيرة بين مجموعة الدول التي صنفت في خانة "التنمية البشرية المرتفعة" بعد تراجعه ثلاث مراتب عن العام 2006. وكان قد اعتمد المعدون ثلاثة مؤشرات لقياس مراتب البلدان الـ 182 وهي: الحياة المديدة والصحية، إمكانية الوصول إلى المعرفة ومستوى معيشة لائق. واشار التقرير فيما يتعلق بلبنان الى أن هناك 466.9 آلاف مهاجر لبناني في العالم يشكلون 3.3 في المئة من مجمل اللاجئين في العالم، وأن 31.2 في المئة من المهاجرين اللبنانيين يتوجهون إلى أميركا الشمالية و22.7 في المئة إلى أوروبا. علماً بأنه اورد رقماً قديماً وغير واضح عن الهجرة اللبنانية بحيث يشير إلى أن 12.9 في المئة هو معدل المهاجرين من أصل عدد السكان بين العامين 2000 و2002. وأن 36.7 في المئة من التحويلات الى لبنان مصدرها اميركا و33.1 في المئة مصدرها اوروبا. كما رصد التقرير عدد المهاجرين إلى لبنان، الذي ارتفع من 151.4 ألف في العام 1960 إلى 721.2 ألف في العام 2005، مع التوقع بارتفاعه إلى 758.2 ألف نسمة في العام 2010.
ولعلّ جديد البرنامج على صعيد لبنان هو إطلاق مبادرة في تشرين الثاني المقبل عنوانها: "عيش لبنان" على موقع إلكتروني مخصص للمهاجرين اللبنانيين بعنوان www.livelebanon.net. تهدف هذه المبادرة إلى حشد جهود اللبنانيين المهاجرين في دعم التنمية المحلية في المناطق اللبنانية الأكثر حرماناً وإسهامهم في القضاء على الفقر والتفاوتات المناطقية في لبنان، لا سيما أن تحويلات المهاجرين وصلت إلى حدود ستة مليارات دولار في العام 2008 وهي تصرف للاستهلاك المحلي بدل توظيفها في مشاريع واستثمارات.
اما ابرز خلاصات هذا التقرير فجاءت لتدحض المعتقدات التي تشير إلى استفادة المهاجرين من البلدان المهاجر إليها أكثر من البلدان المضيفة، لأن الحقائق تشير إلى أنهم يقدمون أكثر للبلدان المضيفة. وخلص التقرير الى ستة مقترحات هي: فتح القنوات القائمة لدخول المزيد من العاملين، لا سيما ذوي المهارات المتدنية، وكفالة الحقوق الأساسية للمهاجرين بدءاً من الرعاية الصحية والتعليم وصولاً إلى الحق بالتصويت، وخفض تكلفة المعاملات المرتبطة بالهجرة، والبحث في حلول تعاونية تعود بالنفع على مجتمعات المقصد والمهاجرين على حدّ سواء، وتخفيف القيود على الهجرة الداخلية واضافة الهجرة كعنصر في الاستراتيجيات الانمائية الوطنية لبلدان المصدر. (السفير، المستقبل، الاخبار، الحياة، 7 تشرين الاول 2009)