أظهرت الدراسة التي قامت بها الأونروا بالتعاون مع الجامعة الأميركية في بيروت حول الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للاجئين الفلسطينيين في المخيمات والتي شملت 32 مخيماً وتجمعاً للفلسطينيين/ات، ان في لبنان ما بين 260 ألفا إلى 280 الف فلسطيني، ما زالوا يقيمون فيه وذلك من بين عدد اللاجئين الإجمالي المسجل لدى الأونروا والذي يبلغ 425 ألفاً. تعيش نسبة 62 في المئة من اللاجئين الفلسطينيين/ات في المخيمات، فيما يعاني ثلثا هؤلاء، أي 160 ألفا منهم، من الفقر، وتعاني نسبة 7.9 في المئة منهم من الفقر المدقع. وقد رصدت الدراسة واقع الفقر لدى الفلسطينيين/ات من خلال خمسة عوامل: الوضع الاقتصادي، والسكن، والصحة، والأمن الغذائي، والتعليم، كما رصدت مؤشر الحرمان بالاستناد إلى العوامل الخمسة التالية: الصحة الجيّدة، والأمن الغذائي، والتعليم الأساسي، والاستقرار الوظيفي، والسكن اللائق، بالإضافة إلى اقتناء أساسيات الحياة.
وبدراسة تلك العوامل، تبيّن للباحثين أن أربعين في المئة من اللاجئين الفلسطينيين/ات هم من المحرومين/ات. إلى ذلك، وجدت الدراسة أن نسبة الفقر تبدو أكثر ارتفاعاً لدى الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و19 سنة، لا سيما مع اضطرارهم للعمل.
في ما خصّ قطاع التعليم، اشارت الدراسة الى ان ثمانية في المئة من الذين تتراوح أعمارهم ما بين 7 و15 سنة لم يدخلوا المدارس في العام 2010، في حين أن ثلثي الفلسطينيين/ات الذين تجاوزوا سن الخامسة عشرة لم يحصلوا على الشهادة المتوسطة (البريفيه)، في مقابل خمسين في المئة في حالة اللبنانيين/ات.
وكذلك سجلت الدراسة ان 13 في المئة من اللاجئين ما فوق 18 سنة حصلوا على شهادة البكالوريا أو شهادة أعلى، بفارق يقل بنسبة أربعة في المئة عن اللبنانيين/ات المقيمين/ات، حيث تبلغ نسبة حاملي شهادات البكالوريا والإجازات الجامعية بينهم/ن حوالى 17 في المئة.
اما فيما يتعلق بالعاطلين/ات عن العمل، فتبّين الدراسة أن نسبة البطالة بين الفلسطينيين/ات تبلغ نحو ثمانية في المئة (وهي نسبة طالبي/ات العمل بالمقارنة مع نسبة العمال، بحسب تعريف منظمة العمل الدولية)، في حين أن نسبة العاطلين/ات عن العمل تبلغ 56 في المئة (وهي تعني الأشخاص الذين هم في سن العمل ولا يعملون، وليسوا من الطلاب ولا من الحوامل ولا مرضى). وتضيف الدراسة ان حجم القوة العاملة يبلغ حوالي 120 ألف شخص يعمل منها 53 ألفاً. وتبلغ نسبة النساء من بين الفئة التي تعمل 13 في المئة، مقابل 65 في المئة من الرجال.
وأظهرت الدراسة أن 21 في المئة من اللاجئين الفلسطينيين العمال، يعملون في أشغال موسمية، وسبعة في المئة منهم فقط وفقا لعقود عمل، وان قلة منهم أي نحو ثلاثة في المئة لديهم عمل ثان.
اما من حيث توزعهم على القطاعات الاقتصادية، يعمل 72 في المئة من الفلسطينيين في القطاع الخاص للخدمات (أي المهن التي لا تتعلق بالحكومة ولا بالجمعيات الأهلية، ولا الصحة والتعليم)، و17 في المئة في قطاع البناء، وسبعة في المئة في الزراعة، وثلاثة في المئة في الصناعة. وللمقارنة، تبلغ تلك النسب للبنانيين/ات كالتالي: ثمانية في المئة في قطاع البناء، و15 في المئة في الصناعة، وستة في المئة في الزراعة، و71 في المئة في قطاع الخدمات.
واخيرا، تبّين الدارسة أن أكثر من ربع النساء العاملات، يعملن كموظفات، ومسؤولات من ذوات المراتب العليا، ومديرات، ومدرّسات، وغيرها. بينما تصل نسب الرجال العاملين في تلك الوظائف نحو 10% فقط، أن العمل في القطاع الصحي ينقسم مناصفة بين الرجال والنساء ، وكذلك في قطاع الزراعة حيث يشتغل في هذا القطاع تسعة في المئة من الرجال وثمانية في المئة من النساء.