رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في بنت جبيل وعيتا

بنت جبيل | بعد عامين على افتتاح «مركز التأهيل لرعاية ذوي الحاجات الخاصّة» في بنت جبيل، التابع للجنة الإمداد الخيرية الإسلامية، ها هو يحتضن اليوم 100 مريض من 40 بلدة وقرية جنوبية من قضاء بنت جبيل وبعض قرى وبلدات مرجعيون وصور، علماً أنه كُشف عن 230 حالة في المنطقة.
المركز الذي يقدّم العناية مجاناً، يهتمّ بالحالات المرضيّة المتوسّطة والخفيفة، بحسب مدير المركز محمود بزي. وهو مجُهّز بما يلزم من معدّات وطاقم طبيّ ومعلمين متخصّصين، يقدّمون حلقات التأهيل العلمي والأكاديمي والتدريب المهني خصوصاً في مجالات الزينة والتطريز والرسم. ويستقلّ المركز بمعالجة الحالات المرضيّة المتعلّقة بمشكلات النطق والتأخّر الدراسي. ويلفت بزّي الى أن «هذا النوع من الحالات متوافر بكثرة في المنطقة، وعلى الأهل ألّا يخجلوا من تسجيل أولادهم الذين يعانون التأخّر المدرسي ومشكلات النطق، لأن ذلك يعود لأسباب متعدّدة منها
الوراثيّة».
وفي بلدة عيتا الشعب مركز مماثل، وهو يستقطب المصابين بالأمراض العقلية والنفسية، تحت إشراف مدرّبين متخصّصين.
والمركز الذي افتتح عام 1996 هو عبارة عن مدرسة تضمّ ما يزيد على 100 حالة من أبناء منطقة بنت جبيل وأطراف صور ومرجعيون، وجميعهم من المصابين بالأمراض العقلية الشديدة والمتوسطة والخفيفة، إضافة الى عدد من الأشخاص الذين يعانون مرض التوحّد، و24 حالة تعاني التأخر المدرسي.
تقول مديرة المركز دعد اسماعيل «المركز يضمّ 107 حالات، والحاجة ماسّة لزيادة هذا العدد لكن الأوضاع المادية لا تفي بالغرض رغم أن الكثير من الأهالي ينتظرون الإذن لتسجيل أولادهم.
ويتولّى تأهيل الأطفال جهاز تربوي متخصّص ومدرّب على أساليب وتقنيات التربية العقلية والنفسية، إذ أثبتت الجمعية أن المرضى العقليين لهم قدرات لا يستهان بها، وأن إعادة دمجهم بالمدارس العادية بعد تلقّيهم برامج تدريس تمتد لعدة سنوات بات واقعاً، إذ إن خمسة أطفال تلقّوا تأهيلهم في مركز الجمعية والتحقوا بالمدارس العادية».
أعيد بناء المركز على نفقة الحكومة القطرية في العام الماضي، وهو الآن يضمّ عيادة لتشخيص الحالات المرضية ووضع البرامج السلوكية والعلاجية بإشراف أطباء وأخصائيين، وصفوف الخدمة النهارية التي تستوعب 65 طفلاً، حيث تقدّم برامج تكييف اجتماعي وتربوي ومهني، بالإضافة إلى مهارات الحياة اليومية، وعلاج نفسي ولفظي ونشاطات تسلية وترفيه، وعيادة التدريب على النطق وطرق التواصل، بالإضافة إلى مركز للعلاج الفيزيائي وحضانة «طيور الجنة» للأطفال العاديين.
وتعمل الجمعية على إنشاء مشاريع انتاجية إذ وضعت دراسة جدوى اقتصادية وتقنية لمشروع إنتاج الفطر الزراعي وتوظيف عدد من ذوي الحاجات الخاصة وزيادة الإيرادات للجمعية لتحسين نوعية خدماتها. وترى اسماعيل أن «تحسين نوعية ومقدار الخدمات مرهون بالدعم المادي والمعنوي للجمعية، لذلك فإن الجمعية تقدّر أي مساهمة من أي جهة أتت». وترى مريم سرور، إحدى العاملات، أن «المركز استطاع دمج المعوّقين بالأطفال العاديين من خلال النشاطات الترفيهية الجامعة وأن 95% من المعاقين عقلياً قادرون بعد التدريب على الاعتماد على أنفسهم في التنظيف والطبخ واللباس والعمل، لذلك تهدف الجمعية إلى إنشاء مشاريع إنتاجية مثل معصرة الغار ومزرعة لإنتاج البيض البلدي ومطبخ للمركز للتدريب على الطبخ».

نقص التجهيزات

يعيد مدير المركز محمد بزي أسباب الحالات عموماً «إلى النقص في العناية بعد الولادة لعدم توافر المستشفيات ومراكز التوليد المجهّزة بالأجهزة الطبية اللازمة، لا سيما حاضنات حديثي الولادة».
كذلك يشير إلى عدد من الحالات المرضية التي تعود أسبابها إلى «نقص في الإرشاد العائلي ولا سيما الزواج بين الأقارب».
ويشكو بزي من «وجود حالات مرضيّة كثيرة غير مصرّح عنها من الأهل لأسباب اجتماعية، إذ لا يزال هناك حياء من إبراز هذه الحالات إلى العلن».
وهذا ما تؤكده مديرة مركز عيتا الشعب دعد اسماعيل إذ تقول إن «70% من الحالات في المنطقة يعود سببها إلى عدم وجود المستشفيات المجهّزة للعناية بالطفل أثناء الولادة وبعدها، وأغلب المعوّقين عقلياً كانوا بحاجة إلى الأوكسيجين بعد ولادتهم، ولم يكن هذا متوفراً في مستشفيات المنطقة».