اطلق برنامج الامم المتحدة الانمائي دراسة ميدانية حول وضع الأسر المعيشي وصحة الأم والطفل في منطقة التبانة- جبل محسن في طرابلس بالتنسيق مع عدد من الهيئات هي: جمعية تعاون، وجمعية تنمية وصحة، والجمعية اللبنانية لتنمية الطفولة المبكرة، وبلدية طرابلس وبتمويل من الحكومة الاسبانية وامارة موناكو.
بينت الدراسة أن التبانة- جبل محسن تعتبر من أكثر المناطق الكثيفة سكانيا حيث يقطنها حوالى سبعة وأربعين ألف نسمة يتوزعون على ثمانية آلاف وثمانمئة وسبع عشرة وحدة سكنية، بمتوسط حجم الأسرة يبلغ 5.3 أفراد. ويتوزع سكانها بحسب الجنس بنسبة 50.6 في المئة ذكوراً، و49.4 إناثاً. وتتميز بطابع فتيّ، إذ يشكل السكان دون سن الثلاثين عاماً ثلثي المقيمين، بينما لا تتعدى نسبة كبار السن 3.5 في المئة.
وتوقفت الدراسة عند النشاط الاقتصادي فاشارت إلى ارتفاع نسبة الإعالة، إذ يعيل كل شخص عامل، ثلاثة أشخاص من غير العاملين، وهي النسبة الأعلى في لبنان، والى نسبة انتشار البطالة، وعدم استقرار الدخل، حيث يعاني عشرين في المئة من الذكور وواحد وتسعين في المئة من النساء من البطالة، فضلا عن ان دخل نصف العاملين يبقى مرتبطاً بدورة الانتاج. وافادت الدراسة ايضا ان ثلث القوة العاملة يعاني من الامية، وان ثلاثين في المئة من السكان لم يتجاوزا مرحلة التعليم الابتدائية وأربعة في المئة منهم فقط المهنية، وخمسة في المئة المرحلة الجامعية.
وبحسب تقييم الأسر والنتائج التي أظهرتها الدراسة، تبين أن 67 في المئة من الأسر في منطقة التبانة - جبل محسن تعيش تحت خط الفقر الأعلى، و33 في المئة تحت خط الفقر الأدنى.
على المستوى الصحي، سجّلت الدراسة ضعفاً في تغطية التأمينات الاجتماعية، إذ أن المشمولين بأحد أشكال الضمان العام بلغت نسبتهم 19.4 في المئة مقابل 1 في المئة يعتمدون على التأمين الخاص. كذلك أفادت ان 76 في المئة من الاسر تستفيد من خدمات مستوصف متواجد في محيط سكنها، و13 في المئة اشتكت من عدم وجود مستوصف قريب. بذلك، تكون المستوصفات هي الملـجأ شبه الوحيد لأكثرية سكان المنطقة، بغض النظر عن جودة خدماتها ومدى اتساع اشكال تلك الخدمات.
وايضا في المجال الصحي، كشفت الدراسة أن 13.2 في المئة من أبناء التبانة وجبل محسن يشكون من مرض مزمن، وان 9،3 في المئة من السكان لم يتلقون العلاج المناسب، بسبب عدم توفر المال. واخيرا تبين أن عدد وفيات الأطفال في التبانة وجبل محسن يبلغ 53 وفاة لكل ألف ولادة حية، وذلك قبل بلوغ خمس سنوات، أي أن كل طفل يولد في المنطقة معرض للوفاة بمعدل أربع مرات أكثر من أي طفل يولد في بيروت وجبل لبنان.