أصدر اتحاد بلديات الفيحاء النتائج الأولية للمسح الاجتماعي في مدينة طرابلس والذي يحمل عنوان "الشباب في طرابلس: تحويل الأمل إلى واقع".
تم عرض نتائج هذا المسح في إطار المؤتمر السنوي الثاني لـ "شبكة الأمان الاجتماعي للأطفال والشباب" الذي شارك فيه المعهد العربي لإنماء المدن، والمنظمة الدولية للشباب، ووزارة الشؤون الاجتماعية، وغرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس، وجمعية الشبان المسيحية. وقد شمل المسح 330 ألف شخص، موزعين على الاحياء التالية من طرابلس: أحياء الغرباء، وباب الرمل، وضهر المغر، والخناق، والتبانة، والتلّ، والزاهرية. وشمل المسح في الميناء أحياء: الشارع العام، والشاطئ الفضي، ومار الياس، والمساكن الشعبية، والزراعة. أما في البداوي فشمل: أطراف المخيم، والشارع العام، ومنطقة الجل، ووادي النحلة.
وقد جاءت نتائج هذا المسح كالتالي:
على الصعيد التربوي: شكّل الشباب ربع عينة المسح، وتبيّن ان 87% منهم دون مستوى التعليم الثانوي، وان 79% من الأمهات لم تنهين المرحلة الابتدائية. أما مستوى التحصيل التعليمي فقد سجّل 65% في طرابلس، و83% في الميناء، و58% في البداوي. كما بيّن المسح ان أكثر الأسباب شيوعاً للتسرّب المدرسي بين الشباب يعود إلى قلة الرعاية والمتابعة من الاهل، بحيث بلغت نسب التسرّب في طرابلس 28%، وفي الميناء 44%، وفي البداوي 27%.
على المستوى الوظيفي: بيّنت النتائج ان نسبة العاملين في طرابلس بلغت 37%، و34% في الميناء، و24% في البداوي، فيما بلغت نسبة العاطلين عن العمل 18% في طرابلس، و14% في الميناء، و13% في البداوي. وكشف المسح أن 14% من هؤلاء الشباب العاطلين عن العمل لا يعرفون أين يجدون عملاً، لغياب العلاقة التي تربطهم بأي مرجع يمكن أن يوجّههم نحو مصادر فرص العمل. وقد سجّل المسح ان 43% من الشباب يبحثون عن عمل منذ أكثر من ستة أشهر.
على صعيد المشاركة بنشاطات اجتماعية: أظهر المسح أن نسبة مشاركة الذكور بالنشاطات الاجتماعية (17%) أعلى من نسبة مشاركة الإناث (13%)، علماً أن معظم الشباب يتعرّفون إلى النشاطات والخدمات من شباب آخرين أو من البرامج المدرسية غير النظامية. أما الحضور الشبابي في المنظمات التي تطلق نشاطات تطوعية، فتبلغ نسبته 19% للذكور و11% للإناث، في حين أن 47% من الشباب لا يشاركون في البرامج والأنشطة الاجتماعية بسبب عدم توفر الوقت. كما اشار المسح الى ان 20% من الشباب لا يحصلون على معلومات عن تلك الجمعيات أو المنظمات، في حين أن 12% من الشباب يعرفون بوجودها لكن أهاليهم لا يسمحون لهم بالمشاركة. وأفاد 5% من الشباب إنهم غير مهتمين بمؤسسات ونشاطات شبيهة.
حول مستوى الأمن والتفاؤل: تضمن المسح أيضاً تقييماً للتصرفات غير الصحية، ومستوى الأمان على صعيد التدخين وتعاطي المخدرات والعنف الأسري والجريمة و الاكثار من استهلاك الكحول والعنف المجتمعي. فتبين أن آفة التدخين هي الأكثر انتشاراً بين الشباب في طرابلس، تليها الجريمة، فالعنف المجتمعي. وفي الميناء، بقي التدخين الآفة الأكثر انتشاراً، تليها الجريمة وتعاطي المخدرات، ثم الاكثار من استهلاك الكحول. أما في البداوي، فاتضح أن النسب التي تشير إلى مختلف الأوجه السيئة من السلوك تبقى دون مستواها في طرابلس والميناء. وفي محاولة لمعرفة درجة الأمل لدى الشباب المستهدف، تضمن الجزء الأخير من المسح استمارة تحوي 12 جملة تُطرح على الشباب، منها ما يعبّر عن فكرة إيجابية، ومنها ما يعبّر عن فكرة سلبية. وقد طلب من الشباب إبداء الرأي أو رد الفعل العاطفي تجاهها. فأشارت النتائج إلى أن 65% من شباب طرابلس والميناء اتسموا بالتفاءل، في حين أن التفاؤل في البداوي سجّل 70%. والمفارقة الكبيرة في نتائج الدراسة انه على الرغم من التحديات كافة، يبقى الشباب اجمالا متفائلاً بمستقبله.