مع دخول سوريا مرحلةَ اعادة الاعمار، تطفو على السطح اسئلة كثيرة تتعلق بمشاركة لبنان، خصوصا في ظل الانقسام السياسي الحاد داخل الحكومة حول اعادة العلاقات والتنسيق المباشر مع سوريا من جهة، وما اذا كان لبنان فعلا بات جاهزا ومؤهلا للمشاركة من جهة ثانية. بالنسبة للانقسام السياسي، ليس خافيا ان اكثر من جهة في الحكومة ترفض اعادة تفعيل العلاقات مع سوريا لا بل اكثر، فهي تعتبر سوريا عدوا، وهذا ما اشار اليه وزير الصناعة، حسين الحاج حسن، خلال رعياته يوم اول من امس، لمؤتمر "آفاق الاستثمار في مرحلة إعادة الإعمار في سوريا"، حين لفت الى انه "لا يوجد رأي سياسي لبناني واحد وموحد حول كيفية مقاربة قضية التعاطي مع سوريا، لا بل هناك انقسام حول هذه العلاقة". من جهة ثانية، تستمر بعض الجهود في لبنان لاعداد للمشاركة في اعمار سوريا، لكن في ظل تغيب واضح للبعد السياسي للمسألة. ومن الخطوات المتخذة في هذا الاتجاة، تطوير المنطقة لاقتصادية في طرابس، توسيع مرفأي طرابلس وبيروت، الى جانب شمول خطة شركة ماكينزي للاقتصاد اللبناني، توصيات للافادة من فرص اعادة اعمار سوريا )راجع خبر: http://www.lkdg.org/ar/node/17604)، فيما ايضاً تعتبر الحكومة ان مشاريع خطتها الاقتصادية في سيدر، ستحول لبنان منصة لاعادة الاعمار في سوريا (راجع خبر: http://www.lkdg.org/ar/node/17325 ). وفي هذا الاطار ايضاً ، قالت صحيفة الديار ان الاتحادات والهيئات الاقتصادية، باشرت سعيها الى تأمين شراكات مع المؤسسات الاقتصادية الكبيرة في اوروبا واميركا، مضيفة ان تجمع رجال الاعمال اللبنانيين، عقد لقاءا الاسبوع الماضي، مع النائب الاول للرئيس التنفيذي في بنك "بيمو"، عمر الغراوي، وهو الملم بموضوع اعادة الاعمار. الى ذلك، رأى رئيس الشركة الدولية للمعارض، ألبير عون، الشهر الماضي على هامش افتتاح معرض بروجكت لبنان"، ان بيروت وطرابلس، مؤهلتان وفقاً للشهادات الدولية أن تكونا قاعدتين لانطلاق عمليات إعادة الإعمار. بدورها، ذكرت الديار ان القطاع المصرفي اللبناني يمكنه ان يلعب دورا كبيرا بحسب ما اكده احد كبار المسؤولين في بنك عودة، الذي اشار الى ان البنوك اللبنانية في سوريا لديها سجل حافل بادارة المخاطر السورية وهو ما سيعطيها ميزة تنافسية. وحول الموضوع، سيقوم الوزير الحاج حسن بزيارة دمشق غدا للمشاركة في فعاليات "مؤتمر رجال الأعمال والمستثمرين في سوريا والعالم 2018" الذي يعقد ما بين 26 و 29 تموز الجاري. (الديار، المستقبل 9، 26 و28 حزيران و23 و24 تموز 2018)