Wednesday, 3 July 2013 - 11:38am
تخيم حال من الاستياء الشديد على مركز "الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي" في الكورة، كما على المستفيدين منه أشخاصاً ومؤسسات، جراء عدم تعيين موظفين جدد، أو حتى مياومين، بعد إحالة العديد من الموظفين إلى التقاعد.
وما يزيد الأمر سوءا أنه تم مؤخرا توزيع ما يقارب 180موظفاً، على كل مراكز الضمان في المناطق، إثر مباراة أجراها "مجلس الخدمة المدنية"، باستثناء مركز الكورة، بالرغم من الحاجة الماسة، التي كانت وما زالت تستدعي من مديرة المركز منى وانيس مطالبة إدارة الضمان بموظفين جدد، إنما من دون جدوى.
أزمة التأخير في إنجاز معاملات المضمونين بدأت تتطور بعد تقاعد آفا الشماس، التي كانت تتولى مهام أساسية، والمشكلة إلى تصاعد مع اقتراب تقاعد الموظفة شفيقة الشالوحي خلال شهر، وبعدها جوزفين العلم بأربعة اشهر، وبعد سنتين طعان سليمان بحيث لا يبقى إلا ثلاثة موظفين في المركز. ويهدد ذلك بإقفاله، إن لم يتم اللجوء إلى التوظيف. ذلك وليس للتعويض عن الشغور بسبب التقاعد فحسب إنما لتأمين موظفين إضافيين يواكبون ارتفاع عدد المستفيدين من الضمان، لا سيما أنه على مدى أكثر من 20 عاماً لم يجر توظيف جديد في مركز الكورة. وان كان مدير الضمان القديم موريس العلم قد تمكن عند تأسيس المركز من تلبية جميع المعاملات، إلا أن عدد بطاقات الجهات المستفيدة حينذاك، لم تكن يتجاوز الألف بطاقة، فيما يتجاوز اليوم 8000 بطاقة، أي بمعدل 20000 مستفيد. وهي إلى تصاعد مع انتقال عدد من المستفيدين في مركز طرابلس إلى الكورة بشكل يومي يقارب الخمسة، نتيجة الأحداث الأمنية في المدينة.
ومن العوائق التي تجعل المضمون يتردد في تقديم معاملاته أو يتأخر عن تقديمها، ضمن تاريخ صلاحية الدواء، تحديد فترة استلام معاملات الأفراد بين الثامنة والعاشرة والنصف صباحا. ويتبعها حتى الساعة الثانية استلام معاملات المؤسسات التي يزيد عدد المستفيدين فيها على 30 في الكورة، يضاف إليها معاملات بعض المؤسسات الشمالية مثل "مدارس القلبين الاقدسين - دار النور"، التي تستفيد جميع فروعها الشمالية من مركز ضمان الكورة، ما يجعل الموظفة التي تستلم المعاملات في حالة لا تحسد عليها. فيما الحاجة تتطلب فتح كامل الدوام أمام الأفراد والمؤسسات المستفيدة واستلامها من قبل عدد من الموظفين وليس واحدة.
وضع مستلم معاملات المضمونين في الكورة لا يختلف عن وضع من يصفيها، ومن يتولى الرقابة عليها، والمحاسبة فيها وصرفها، يضاف إلى ذلك أن كل حالة غياب لموظف في إحدى تلك المهام، جراء إجازة سنوية أو مرضية، تؤدي إلى عرقلة العمل، بحيث يقوم كل موظف إلى جانب مهامه الأساسية بمهام الموظف الغائب، ما يبرز الحاجة لمزيد من الموظفين، وتحديداَ من الشبان والصبايا إلى جانب الموظفين القدامى. وقد ناهزت اعمارهم الستين سنة وأثقلتها الأمراض.
وفي حين أن مديرة المركز تقوم بمهام إضافية، إلى مساعدة المضمونين على تسيير معاملاتهم كما الموظفين على اتمام مهامهم. إلا أن كل معاملة فردية يتأخر صرفها شهراَ تقريباَ، ومعاملات المؤسسات الصغيرة سنة، والكبيرة سنة ونصف السنة تقريباً. وكذلك هي حال المضمونين الاختياريين. علماً أن الأموال التي تصرف شهريا من الضمان للمستفيدين تقارب 250 مليون ليرة شهرياً. الأمر الذي دفع مندوبي المؤسسات المستفيدة من مركز الضمان الاجتماعي في الكورة إلى التوقيع على عريضة، ورفعها إلى مدير عام الضمان الاجتماعي محمد كركي، يطالبونه فيها بتأمين موظفين للمركز، بسبب تراكم معاملات مؤسساتهم جراء النقص في عدد الموظفين.
وفيما يتساءل مندوب "مؤسسة مياه الكورة" إميل العتيق عن سبب حرمان الكورة من كل حقوقها حتى في توظيفات الضمان الملحة. ويبدي استغرابه "لغياب النواب عن هموم أبناء منطقتهم، وعدم السعي لحل أزمة الموظفين في الضمان". ويناشد مندوب "دير سيدة البلمند البطريركي" المعنيين النظر بحال المواطن، لا سيما في الظروف الاقتصادية الصعبة التي يحتاج فيها لدعم ومساعدة، وتشجيعه على الاستفادة من الضمان وليس خلاف ذلك". ويطالب يعقوب فياض المعنيين "تسهيل معاملات كل مواطن للانتساب للضمان الاجتماعي، والاستفادة منه في ظل غياب الخدمات الاجتماعية الأخرى". ويبقى السؤال برسم المسؤولين عن مصير مركز الضمان الاجتماعي في الكورة، مع تقاعد من تبقى فيه في السنوات القليلة المقبلة.
لبنان ACGEN اجتماعيات السغير رعاية وضمان