Thursday, 22 August 2013 - 12:18pm
إيماناً منها بأن التعليم هو ركيزة أساسية للتنمية المستدامة وحق لكل إنسان، تسعى جمعيّة "التعليم لأجل لبنان" TFL) Teach For Lebanon ) إلى تحقيق المساواة في جودة التعليم وفي احتضان القيادات الشبابية وتعزيز انخراطها في خدمة المجتمع المدني. هذا شعارها فكيف تترجم ذلك؟
"التعليم لأجل لبنان"، جمعيّة لبنانية غير حكومية أنشئت في عام 2008، لإلغاء اللامساواة في التعليم ومعالجة هذا الموضوع عبر توفير مستوى من التعليم النوعي لتلامذة المناطق النائية التي تعاني الحرمان، وتتحرك من خلال تشجيع الشباب الجامعي الكفؤ على الانخراط في المجتمع المدني، وفق ما قالت ديانا مداح المستشارة في الجمعية، في مقابلة مع "النهار". وتوضح قائلة: "تعمل الجمعية عن طريق جذب المتخرجين الجامعيين الأكثر كفاية، وتزوّدهم التدريب اللازم في طرق التعليم والقيادة، ليتعينوا لاحقاً في المدارس التي تعاني نقصاً وأوضاعاً صعبة، للتعليم في المرحلتين الأولى والثانية في التعليم الأساسي من أجل تحسين أداء تلامذة تلك المدارس".
في رأي مداح، "تتمثل فرادة عمل الجمعيّة في اختيارها متخرجين مميّزين أكاديمياً حاضرين للاشتراك في عملية الاصلاح التربوي، ومتحفزين للانتقال والإقامة في مناطق سكنية نائية للتعليم هناك سنتين متتاليتين في مدارس تحتاج لكفاياتهم المتنوعة".
ويعود برنامج الجمعيّة بالفائدة على التلامذة من خلال طرق تعليم حديثة ورعاية تربوية منفتحة تشجع على تنمية قدرات هؤلاء وتطوير مهاراتهم، وأيضاً من خلال النشاطات خارج الصفوف التي يقوم بها الأساتذة بعد الدوام المدرسيّ، لتشكّل، إلى جانب برامج الدعم التربوي، برنامجاً متكاملاً لمقاربة مختلف جوانب شخصيّة التلامذة، "وهذا من شأنه رفع الوعي بمفهوم المواطنة ومقوّماتها، وفي تكوين الدور الفاعل للتلامذة في بناء مجتمعاتهم، والانفتاح على المجتمعات الأُخرى".
ما هي خطة عمل البرنامج؟
يتم انتقاء المتخرجين وفق معايير دقيقة وصارمة ليتمكّن الجامعيون من خوض مهنة التعليم، ومن تلك المعايير تحقيق النجاح على المستوى الأكاديمي، إلى جانب تجربة سابقة في العمل التطوّعي أو العمل الإجتماعي.
إنجازاتها... ومشروعها المستمر
وفي خلاصة سريعة لما حققته الجمعية على مدى أعوامها الخمسة الأخيرة، بيّنت مداح أنّ الجمعية أشركت 31 شاباً وشابة في البرنامج طاولت نشاطاتهم 16 مدرسة و3100 تلميذاً، "وقد اتسم كل هذا العمل بالنتائج الإيجابية ولاقى تجاوباً كبيراً من الطاقم الإداري في المدارس كما الأهل والجهات المتعاونة والشريكة".
وفي تفاصيل المشروع المستمر، تعرض مداح أهم الخطوات التي تقوم بها الجمعية عملياً، ففي آب الجاري، سننتهي من تخريج الدفعة الرابعة من 12 شاباً وشابة سيتوزعون على مدارس مختلفة بعدما أنهوا دورة تدريب استغرقت أربعة أسابيع في جامعة البلمند.
ويذكر أن هذا البرنامج يتعاون مع الجامعات التي يتم فيها استقطاب المدرّسين. وتقول : "نقوم سنوياً بجولات مكثفة على جامعات لبنان، وقد زرنا معظمها حتى اليوم، ويتركّز عملنا على إطلاع طلاب السنة الأخيرة على المشروع وتعبئة الإستمارات". وفي هذا السياق، أعلنت مداح عبر "النهار" حاجة الجمعية إلى متطوعين يساعدون فريقها في التعريف عن نشاط الجمعية وتعميم فكرته على فئة واسعة من الشباب والشابات".
وتؤكد أنه إلى جانب تدريب المتخرجين، سيفيد هؤلاء من الدعم المتواصل خلال سنتي التعليم في المدارس، عبر تبادل الخبرات مع زملائهم والسعي إلى تحسين أداء التلامذة في مواد: الرياضيات، العلوم الطبيعية، علوم الكومبيوتر واللغات. كذلك عبر نشاطات ترفيهية وفنية من خارج المنهاج التربوي والمشاريع المدرسية.
تجدر الإشارة إلى أنه تم الاتفاق مع بعض الجامعات، مثل جامعات: الـ(LAU) (AUB)، هايكازيان والبلمند على تقديم منح جامعية للمدرّسين مع "TFL" لمتابعة تحصيلهم العلمي في الدراسات العليا بعد سنتين من ممارسة مهنة التعليم في المدارس، وتوفير فرص عمل لهؤلاء، إن عبر جامعاتهم أو بواسطة بعض الشركات والمؤسسات، كمكافأة على مشاركتهم في المشروع وتفوّقهم وجدارتهم لناحية تخطي الحواجز والتحديات التي تواجههم.
في المقابل تشير إلى أن هذا المشروع يقدّم للجامعيين راتباً شهرياً قدره ألف دولار وتأميناً صحيّاً، الى المسكن في المنطقة التي يدرّسون فيها وتأمين المواصلات لهم في حال اقتضت الحاجة.
ما هي المدارس التي تتعاون الجمعية معها في هذا المشروع؟ تجيب: "اخترنا في البدء مدارس خاصة مجانية تعاونت معنا، والآن نتعاون مع بعض المدارس الرسمية".
والجمعية لا تبغي الربح، وفق مداح، ويأتي تمويلها بقسمه الأكبر من أشخاص في الجالية اللبنانية الموجودة في أميركا والبرازيل، آمنوا بفكرة برنامجنا لخدمة الأجيال اللبنانية الصاعدة.
للمزيد من المعلومات أو تعبئة طلب الاستمارة، يمكن زيارة الموقع الإلكتروني:www.teachforlebanon.org
او الاتصال على الرقم:01/743754
لبنان ACGEN النهار تربية وتعليم