النزوح من "الخاص" الى "الرسمي" ينعكس على سوق الكتب

Friday, 20 September 2013 - 12:00am
يبدو ان سوق الكتاب المدرسي في مدينة صيدا تأثر بدوره بالأوضاع الأمنية والاقتصادية التي يعيشها لبنان. فالنزوح من المدارس الخاصة الى الرسمية بسبب الوضع المعيشي الضاغط من جهة، والأوضاع الأمنية من جهة ثانية، هما اللذان يتحكمان بحركة الاقبال على شراء الكتاب المدرسي في المدينة.
أصحاب المكتبات الذين يعولون عادة على مبيع كتب المدارس الخاصة، لأن الكتاب في المدارس الرسمية يتم تأمينه للطلاب عن طريق هذه المدارس، ينتظرون انتظام السنة الدراسية في مختلف المدارس ليقيموا نشاط مكتباتهم لهذا العام وان كان بعضهم قد انجز تسليم الكتب للمدارس الخاصة التي تتولى هي تأمينها لطلابها أو تعتمد مكتبات محددة توجه طلابها اليها. لكن على الأقل القاسم المشترك بين اصحاب معظم المكتبات هو التراجع في حركة مكتباتهم حتى الآن مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، وان كان هذا التراجع يتفاوت نسبيا بين مكتبة واخرى وفقا لموقعها وحركة زبائنها ودور النشر والمدارس التي تتعامل معها!.
ويبقى لاكتمال مشهد حركة المكتبات بالنسبة لبدء العام الدراسي، تحديد حجم وآلية تأمين الكتب للطلاب النازحين من سوريا الى المدينة ومنطقتها والذين تضاعف عددهم هذا العام، وذلك بانتظار وضع التصور النهائي لإستيعابهم سواء في مدارس المدينة الخاصة والرسمية او في مدارس تستحدث لهم خصيصاًعلما ان العام الماضي تم تأمين الكتب للطلاب السوريين بالتعاون بين اصحاب المكتبات ودور النشر والمدارس تجاوبا مع المبادرة التي اطلقتها النائب بهية الحريري والشبكة المدرسية لصيدا والجوار لمساعدة هؤلاء الطلاب على الانتظام في الدراسة وحتى لا يبقى طالب واحد من دون مقعد دراسي.
يقول ايمن نصار (مكتبة نصار)، ان حركة المكتبات سجلت هذا العام تراجعا مقارنة معها في بداية العام الدراسي الماضي، والسبب في ذلك انتقال قسم كبير من الطلاب من المدارس الخاصة الى الرسمية نظرا للأعباء الاقتصادية التي تلقي بثقلها على كاهل المواطن هذه الأيام، الى جانب غلاء اسعار الكتب من المصدر. لكنه يرى ان ذلك لا يمنع ان هناك اقبالا على شراء الكتب والقرطاسية بشكل عام وان بنسبة اقل، مشيرا الى ان اكتمال هذه الحركة لا يزال ينتظر القرار النهائي من المعنيين بالنسبة لكتب المدارس الرسمية، والآلية التي ستعتمد لتأمينها من المكتبات سواء من قبل ادارات المدارس او من الطلاب مباشرة.
ولا يرى زياد كالو (صاحب مكتبة زياد) ان التراجع في حركة المكتبات هذا العام كبيرا مقارنة مع العام الماضي. ويقول: "الوضع مقبول، لكن الاقبال على شراء الكتب ليس بنفس الزخم المعتاد، نستطيع القول ان هناك تراجعا بنسبة 5%، ولكن لا نستطيع القول ان هناك سببا واحدا او محددا لذلك".
من جهة ثانية، يرى بعض اصحاب المكتبات أن الوضع الأمني والتدابير التي كانت اتخذت في المدينة واثرت على حركة الوافدين اليها، انعكست بدورها تراجعا في الاقبال على بعض هذه المكتبات، وحصرت الحركة بالنسبة لأخرى بالبيع بالجملة لمكتبات خارج المدينة.
وكما مع بداية كل عام دراسي، يسعى رب العائلة الى كل ما يمكن ان يخفف من عبء المدارس عليه (من اقساط وكتب وقرطاسية)، سواء كان في الخاص او في الرسمي. فكل واحد "همو على قدو" يقول حسين الحريري. وكل واحد "على قد بساطو بيمد اجريه".
فالوضع المعيشي الضاغط دفع الكثيرين من اهالي الطلاب الى التحول بأولادهم من المدارس الخاصة الى المدارس الرسمية. ولكن زاد على هذا العبء لهذه السنة همّ اضافي هو همّ الوضع الأمني الذي يتقدم لدى الأهل على ما عداه. و"في ظل هذا الهاجس، يصبح موضوع شراء وتأمين الكتب والقرطاسية وحتى الأقساط اذا زادت، تحصيل حاصل"، يقول محمد السوسي. فبعض الأهالي الذين كانوا يسجلون اولادهم في مدارس خاصة خارج صيدا، سجلوهم هذا العام في المدارس الرسمية وحرصوا على ان تكون المدارس القريبة من اماكن سكنهم، بسبب الأوضاع وحرصا على عودة ابنائهم سريعا الى بيوتهم عند حدوث اي طارئ.
في ظل هذه الأجواء مجتمعة، يجد العديد من المواطنين متنفسا اقتصاديا لأعباء تعليم اولادهم مع بدء السنة الدراسية في بعض المبادرات الفردية او الأهلية لمساعدة الفقراء وذوي الدخل المحدود سواء بتأمين الكتب والقرطاسية او استبدال القديم بجديد، او حتى بالأقساط المدرسية، حيث يبرز دور كبير ولافت في هذا السياق للمدارس شبه المجانية التابعة لمؤسسات تكافلية ورعائية واهلية.

اجتماعيات المستقبل تربية وتعليم