Tuesday, 17 September 2013 - 10:33am
ماذا يحصل في رئاسة الجامعة اللبنانية؟ ما هي الطبخة التي شرذمت الطبّاخين وجعلتهم يتواجهون بالرسائل الملغومة؟ فبعد تسريب المعلومات عن وجود نيات لزيادة رسوم التسجيل، ظهرت «تسريبة» أخرى مهمّة في أقل من أسبوع؛ إذ هناك من ينوي إضافة خانة على طلب التسجيل في الجامعة تتضمن ذكر «المذهب»، وهذا إجراء خطير ومشين لم تصدر في شأنه أي مذكرة رسمية من رئاسة الجامعة حتى الآن.
فقد انتشرت نهار الجمعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة لبطاقة تسديد رسوم التسجيل عن العام الدراسي 2013-2014، تظهر في هذه الصورة خانة «المذهب» قبل الخانة المخصصة لتحديد جنسية الطالب، اضافة الى المعلومات الأخرى التي تطلبها الإدارة من الطالب للموافقة على طلب تسجيله في الكلية المراد الانتساب اليها. وقد أظهرت ردود الفعل اعتراض الطلاب على مثل هذا القرار، واتهموا رئيس الجامعة بتعزيز الطائفية وتكريسها في الجامعة عوضاً عن السعي إلى الحد منها، ولكن المصدر الفعلي لهذه الصورة بقي مجهولاً، ما أرخى ظلالاً من الشك على اعتماد هذا النموذج، من دون أن يعني ذلك عدم وجود النية لاعتماده عندما تتوافر الشروط لذلك.
الجدير بالإشارة أن التسجيل لم يبدأ بعد في معظم الكليات؛ فامتحانات الدخول لم تنته في بعضها ولم تصدر نتيجتها في كليات أخرى، حتى إن امتحانات الدورة الثانية لم تنته لدى معظم الكليات، وبالتالي فإن باب التسجيل في كليات الجامعة اللبنانية لم يُفتح. أما في الكليات التي لا يحتاج الطالب فيها الى امتحان دخول، فسيبدأ التسجيل فيها هذا الأسبوع.
إذاً، هذه ليست صورة اطلقتها طالب/ة في الجامعة، بل يرجّح البعض أن تكون مسرّبة من إدارة إحدى الكليات التي اتخذ فيها أحد المديرين قراراً منفصلاً بزيادة الخانة. لكن كيف لمدير كلية أن يصدر قراراً من عندياته بإضافة خانة «المذهب» دون إعلام رئاسة الجامعة بذلك، ولا سيما أن النموذج موحد لجميع الكليات؟ ومن هي الكلية التي تريد اعتماد هذا النموذج الطائفي؟
يبدو أن الصورة غير مفبركة؛ إذ إن رئيس الجامعة لم ينف الموضوع، بل قال إن هذا خطأ غير مقصود وتعهد بسحب الإيصالات وتغييرها وتصحيح الخطأ، بحسب ما نُسب إليه من عدد من المواقع الإخبارية التي تناولت الخبر.
ماذا يحدث إذاً؟ اللافت هو مسارعة المجالس الطلابية التي تسيطر عليها حركة أمل في انتقاد هذه الخطوة، بل إن المجموعات التابعة للحركة على «فايسبوك» كان لها الدور الملحوظ في نشر الصورة، كذلك إن مكتب الشباب والرياضة في أمل أصدر بياناً يبدي «استغرابه» إضافة هذه الخانة، ودعا المكتب الطلاب إلى عدم تعبئة خانة المذهب إلى حين تغيير الإيصالات وتصحيح الخطأ.
رئيس الجامعة لم يستطع إخفاء انزعاجه وغضبه بسبب الهجمة التي يتعرض لها، وفضّل في اتصال مع الأخبار عدم التحدث عن الموضوع وحوّله إلى مستشاره العميد جورج كلاس. أما الأخير، فقد أكّد أن التسجيل لم يبدأ في معظم الكليات، ووضع القضية في إطار «تساؤلات» الهيئات الطلابية، ومحاولات بسط سيطرتها.
بعد تسريبة زيادة الرسوم، وتسريبة إضافة خانة المذهب على طلبات التسجيل، وما بينهما من قرار تفريع امتحانات الدخول إلى كلية الإعلام ثم توحيدها، ثم تأجيلها بهدف إعادة تفريعها، يبدو أن هناك ما «يُطبخ» في الجامعة اللبنانية، لكن آليات اتخاذ القرارات غير واضحة، وخصوصاً في ظل غياب مجلس الجامعة وعدم تشكيل حكومة. أما المراسيم التي يملك الرئيس سلطة إصدارها، فهي لا تمر دون الاطلاع والموافقة عليها من قبل القوى التي تسيطر على الجامعة وكليتها بتنوعها، وتحديداً تلك التي سهّلت وصول الرئيس إلى منصبه، وحركة أمل أحد أقطابها الأساسيين. لذا، «الطبخة مش جاهزة»، وقد لا تجهز أساساً في حال حصول البعض على ما يسعى إلى تحصيله من رئاسة الجامعة ومختلف مناصبها وإداراتها وكلياتها وفروعها.
إضافة خانة المذهب إلى طلب التسجيل ليس خطأً مطبعياً حكماً، كذلك فإنه ليس خطأً مقبولاً بتاتاً، فهناك قناعة بأن الجامعة تشهد تصفية حسابات، وهناك من يسرّب مشاريع قرارات قد تجد طريقها إلى التنفيذ. فهل يبوح رئيس الجامعة اللبنانية للرأي العام ولطلاب الجامعة خصوصاً بحقيقة ما يدور في أروقتها في سبيل حمايتها من الانحدار أكثر؟
لبنان ACGEN الأخبار تربية وتعليم