Monday, 16 September 2013 - 12:00am
لن تتوجه طالبات مدينة الميناء هذه السنة كالمعتاد إلى ثانويتهن الرسمية الوحيدة في مدينة الموج والأفق، وهي ثانوية أندريه نحاس الرسمية للبنات، لأنهن سيجدن أبواب الثانوية مقفلة بسبب ما أظهرته تقارير رسمية أنها تحتاج إلى أعمال ترميم وتأهيل نتيجة تصدّع ظهر في بعض جدرانها، الأمر الذي يجعلها تشكل خطورة على سلامة الطالبات.
لكن إقفال ثانوية نحاس أبوابها أمام نحو 700 طالبة من الميناء كان له وقع الصدمة على أهالي الطلاب وفاعليات المدينة التربوية والاجتماعية؛ لأن أي بديل لها لإيواء الطالبات لم يتوافر بعد، برغم أن العام الدراسي لا يبعد سوى أيام على انطلاقته.
قصة ثانوية نحاس بدأت قبل 5 أشهر تقريباً، عندما عاين وفد من بلدية الميناء مبنى المدرسة، برئاسة عضو البلدية المهندس عامر حداد، الذي رفع بعد كشفه على المبنى تقريراً أفاد فيه بأنه «يحتاج إلى أعمال ترميم روتينية وعادية، وخصوصاً بما يتعلق بالملعب»، وفق ما أوضح حداد لـ«الأخبار».
ويكشف حداد أن وزارة التربية «أرسلت وفداً هندسياً لمعاينة المبنى، ورفع تقريراً لا يختلف عن تقريرنا، لكنه أشار فيه إلى أنه يوجد في عينة أخذها من المبنى أن نسبة الباطون فيها لا تزيد على 50%، الأمر الذي أثار المخاوف لدى إدارة المدرسة، التي رأت وجوب تأهيل المبنى قبل استعماله».
لكن حداد يلفت إلى أن «التقريرين يشيران بوضوح إلى أن المبنى يحتاج إلى ترميم وإعادة تأهيل، وأن أيّاً من التقريرين لم يطالب بإخلائه، وأن أعمال التأهيل هذه يمكن توفير الأموال اللازمة لها على حساب صندوق الأهل في الثانوية أو وزارة التربية، أو على حساب مالك المبنى لكونه مستأجراً وليس مملوكاً من الدولة».
ثانوية نحاس في الميناء يُعدّ مبناها بنظر حداد وسواه من أفضل المباني المدرسية الرسمية الموجودة في المدينة، قياساً بسواه من أبنية المدارس الرسمية الأخرى، لجهة سعة قاعات الصفوف فيها، كذلك إن المستوى التعليمي لمدارس وثانويات الميناء هو أفضل من مثيلاته في طرابلس، فضلاً عن أنّ الاستقرار الأمني الذي تنعم به الميناء جعل وزارة التربية، وتحديداً في السنوات الأخيرة، تختار مدارسها وثانوياتها مراكز لتقديم امتحانات الشهادات الرسمية، المتوسطة والثانوية العامة.
إزاء هذا التناقض في المواقف والآراء من مبنى ثانوية نحاس، وصلاحيته أو عدمها، يلمح حداد إلى وجود «قطبة خفية»، وخصوصاً بعدما أوضح أعضاء في بلدية الميناء لـ«الأخبار» أن «أعمال تأهيل مبنى ثانوية نحاس لا تتجاوز كلفتها التقديرية 10 آلاف دولار، وأن هذا المبلغ يمكن توفيره بسهولة، ولا يسبب مشكلة تستوجب إغلاق الثانوية في وجه طالباتها على أبواب العام الدراسي الحالي».
يخشى أعضاء في بلدية الميناء أن تكون «محاولة من مالكي العقار لإخلاء الثانوية تمهيداً لهدمها وبناء مُجمّع سكني كبير مكانها، ولو كان ذلك على حساب مستقبل تعليم طالبات الميناء، واحتمال تشريدهن في الشوارع».
وهنا يتساءل هؤلاء الأعضاء: «لماذا لم تبدأ عملية التأهيل في الصيف أثناء العطلة المدرسية، بعد الكشف على المبنى ورفع التقريرين، بدلاً من القيام بها في مستهل العام الدراسي، ما أحدث حالة من الإرباك، ووضع المعنيين من طلاب ومسؤولين أمام أمر واقع لا يملكون حياله خيارات واسعة؟».
من هذه الخيارات التي بدأ يجري الحديث عنها نقل طالبات الصفوف من السادس إلى التاسع إلى مدارس أخرى في الميناء، ونقل طالبات المرحلة الثانوية إلى المعهد الفندقي الذي يمكنه أن يتسع لهنّ، لكن بلا حسم أي من هذه الخيارات، برغم أن وفداً من مجلس الأهل في ثانوية نحاس زار الرئيس نجيب ميقاتي ووضعه في الأجواء، ونقل عنه وعده بتحمّله كل نفقات تأهيل المبنى، بعدما طلب منه الوفد «إنجاز التأهيل بسرعة وتأخير انطلاقة العام الدراسي في الثانوية، ولو شهراً، لأن ذلك يكون أفضل من إغلاق الثانوية وتشريد الطالبات».
لبنان ACGEN الأخبار تربية وتعليم