Tuesday, 10 September 2013 - 12:00am
ما زال الغموض يحيط بالعلاقة بين أكثرية المدارس الخاصة في الشمال، وبين لجان الأهل وأولياء الأمور، ولا سيما على صعيد الزيادات المتوقعة التي قد تطرأ على الأقساط تبعاً لما سيكون عليه القرار حيال سلسلة الرتب والرواتب وفروق غلاء المعيشة.
الثابت في الشمال أن معلمي المدارس الخاصة لم يحصلوا على أي زيادات على رواتبهم، والكل في انتظار ما ستؤول إليه سلسلة الرتب والرواتب. لكن ذلك لم ينعكس ثباتاً على الأقساط التي يبدو أن سلمها المتحرك لن يقف عند حدود معينة، ولن يكون متناغماً بين المدارس التي تتجه كل منها نحو زيادات خاصة بها تتراوح ما بين 400 ألف الى 600 ألف ليرة لبنانية.
ويمكن القول إن كل المدارس ستصل في النهاية الى الزيادة القصوى وأكثر، خصوصاً أن منها من سارع الى زيادة أسعار المستلزمات المدرسية من قرطاسية ونقل وزي مدرسي، وألبسة رياضية، ونشاطات أخرى، بمعدل 50 ألف ليرة على كل منها، في خطوة تهدف الى رفع إجمالي القسط على التلميذ الواحد، من دون أن يشعر الأهل بعبء ذلك.
أمام هذا الواقع، يبدو واضحاً أن الحركة في المدارس الخاصة في شمال لبنان لا تزال خجولة بالرغم من أن العام الدراسي ينطلق بعد أيام قليلة، حيث تشير إدارات بعض المدارس الى أن الإقبال على التسجيل تراجع عن العام الماضي في مثل هذا الوقت نحو 25 في المئة بشكل عام.
طرابلس
في طرابلس (عمر إبراهيم)، دخلت زيادة الأقساط المدرسية هذا العام حيز التنفيذ، وباتت سيفاً مصلتاً على الأهالي الذين تبلغوا بأمر الزيادة من دون معرفة المزيد من التفاصيل في شأن قيمتها المالية، والتي على ضوئها سيتقرر مصير عدد من الطلاب في حال سيتسمرون في مدارسهم أو يغادرونها إلى مدارس أقل تكلفة أو باتجاه المدارس الرسمية.
وتشير بعض الإدارات إلى أنها تلمس تراجعاً في حركة تسجيل الطلاب مقارنة مع العام الماضي، لافتة الانتباه إلى أن هذا التراجع يعود للأوضاع العامة في البلاد.
ويشير بعض الأهالي إلى أنه «بعد مراجعتهم إدارات مدارس أولادهم تبين أن الاقساط أضيفت إليها مبالغ مالية تراوح بين 20 و25 في المئة عن العام الماضي، وأن أموراً أخرى شملت هذه الزيادة، منها الألبسة المدرسية والقرطاسية التي يتم الحصول عليها من المدارس بشكل إلزامي».
الكورة
تشهد المدارس الخاصة في الكورة (فاديا عبول)، منذ اليوم الاول من انطلاق الأعمال الإدارية التحضيرية، شبه جمود في إقبال الأهالي لتسجيل أبنائهم، مع تسجيل غياب قسم من مديري المدارس وانهماك القسم الآخر في اجتماعات خاصة في مكاتبهم.
ويتبين بعد استطلاع آراء بعض مديري المدارس والأهالي، تراجع في نسب تسجيل الطلاب يقدر بـ15 في المئة، فيما يتريث عدد كبير من الأهالي في تسجيل أبنائهم اما لغلاء الاقساط المدرسية أو تخوفاً من تطورات الوضع الأمني ولجوء البعض الى السفر. وفي حين ان إدارات بعض المدارس تشير الى ان ارتفاع بدل التسجيل والإقساط لا يتعدى المئة دولار أميركي عن كل طالب لهذا العام، يؤكد الأهالي أن النسبة فاقت المليون كزيادة عن كل طالب في أقساط العام الدراسي الفائت عن العام الذي سبقه.
أما سعر القرطاسية في المدارس الخاصة فقد ارتفع من 250 ألف ليرة الى 300 ألف رغم أنها في الأسواق التجارية والمكتبات ما زالت محافظة على أسعارها. علماً بأن الكتب المدرسية الخاصة ارتفعت أسعارها بنسبة راوحت بين سبعة وعشرة في المئة بإيعاز من وزارة الاقتصاد نتيجة ارتفاع الحد الأدنى الرسمي للأجور.
زغرتا
ينطلق العام الدراسي في زغرتا (حسناء سعادة) وسط أسئلة كثيرة يطرحها اهالي الطلاب عن الاقساط المدرسية، وما إذا كانت هناك أي زيادة جديدة عليها، في ظل تسجيل زحمة أهل، منهم من أتى لسداد ما عليه من تراكمات سابقة، ومنهم من أتى بقصد الحصول على إفادة لنقل أبنائه إلى مدرسة أخرى إما شبه مجانية وإما رسمية، بينما يرفض مديرو المدارس الخاصة الإقرار بأن النزوح من الخاص الى الرسمي فاق كل التوقعات في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية. وتؤكد مسؤولة في مدرسة خاصة تراجع عدد الصفوف فيها الى النصف، ان هذا التراجع مرده الى عدم استقبال الطلاب الراسبين والذين لم يسدد أهلهم الاقساط، موضحة أن المدارس الخاصة باتت على ابواب الإفلاس إذا استمرت الأوضاع الاقتصادية على ما هي عليه، وإذا كانت القرارات التي ستصدر بشأن السلسلة مرتفعة ما سينعكس زيادة على أقساط لم يعد يتحملها الأهل.
البترون
بالرغم من الضائقة المعيشية والوضع الاقتصادي المتردي الذي يعيشه اللبنانيون لم يسجل أي تراجع في نسبة الإقبال على المدارس الخاصة في البترون («السفير»)، وفي المقابل لم يرتفع عدد الطلاب عن السنوات السابقة.
وتؤكد رئيسة «ثانوية مار الياس لراهبات العائلة المقدسة المارونيات» في البترون الأم جورج ماري عازار أن «الإقبال على التسجيل يراوح مكانه والعدد ثابت من دون زيادة أو نقصان، إلا أن التخوف هو عنوان المرحلة بالنسبة ألينا كإدارات مدارس خاصة وبالنسبة للأهالي كأولياء طلاب يترقبون القرارات التي ستغير في مجرى الأمور المادية. ففي حال إقرار السلسلة كيف سيكون بإمكاننا تأمين رواتب المعلمين من دون زيادة على الاقساط، والأهالي في حال من الخوف من كيفية تأمين المبالغ التي ستفرضها عليها سلسلة الرتب والرواتب».
المنية ـــ الضنية
وفي المنية ـ الضنية (عمر إبراهيم) حسمت معظم المدارس الخاصة أمرها من مسألة زيادة الأقساط هذا العام بنسب لم يحدد سقفها بشكل نهائي لدى بعض الإدارات. وتشكل المدارس الخاصة في المنطقة ما نسبته 10 في المئة من إجمالي المؤسسات التربوية الموجودة والتي تضم نحو 25 ألف طالب وطالبة يتوزعون على مختلف المراحل التعليمية.
وأكدت مصادر المدارس الخاصة «أن دراسة أعدّت حول الزيادة المفترضة، وهناك من اتخذ قراراً من الإدارات بزيادة 10 في المئة على الأقساط، في حين ان بعض الإدارات لم تقرر بعد نسبة الزيادة».
واشارت مصادر تربوية الى ان عدد طلاب المدارس الخاصة في القضاء يتراوح بين 7 الى 8 آلاف طالب وطالبة، لافتة النظر الى «ان الاقساط في المراحل الابتدائية تتراوح بين مدرسة وأخرى، ويبلغ القسط في حـــــده الأدنى مليون لـــــيرة لبنانية وفي حده الأعلى ثلاثة ملايــين تقريباً».
بشري
لا تختلف بداية العام المدرسي هذه السنة عن السنوات السابقة، في قضاء بشري (حسناء سعادة) الذي ينزح أكثر من نصف سكانه الى العاصمة بيروت، بينما ينزح ربعهم إلى قضاءي الكورة وزغرتا شتاء، كما لا يمكن البناء على بداية أيلول لمعرفة نسبة الإقبال على التسجيل او نسبة الانتقال من المدارس الخاصة الى المدارس الرسمية في القضاء، لأن هذا الشهر مخصص لقطف موسم التفاح.
ويؤكد مدير مدرسة رسمية في القضاء ان النسبة تتغير بين سنة وأخرى بفارق لا يتعدى الاثنين في المئة. وتقول مديرة مدرسة خاصة إن الأهالي يلتزمون دفع الاقساط إنما بعد قطاف المواسم وان هناك مساعدات ترد من بعض الميسورين في البلدات لإبقاء الأهالي في مناطقهم.
عكار
لم تحسم غالبية المدارس الخاصة في عكار (نجلة حمود) قرارها بعد بالنسبة إلى موضوع الزيادة المفترضة على الأقساط المدرسية للعام الدراسي.
وتعمد المدارس الكبرى إلى البدء بتسجيل الطلاب وفقاً للأقساط المعتمدة في العام الدراسي الماضي، بانتظار ما ستؤول إليه الأمور بالنسبة إلى موضوع إقرار سلسلة الرتب والرواتب.
وتراوح قيمة التسجيل في هذه المدارس بين 100 الف و150 ألف ليرة والقرطاسية بين 150 الفا و200 ألف والزي المدرسي بقيمة 200 ألف ليرة، أما بالنسبة للنقل فهو متروك للأهالي، إذ إن غالبية المدارس ترفع عنها مسؤولية تأمين النقل. أما بالنسبة إلى الأقساط فتراوح بين مليونين و600 ألف ليرة بالحد الأدنى في المرحلة الأولى وصولاً إلى خمسة ملايين في صف الشهادة المتوسطة.
ويشير الأهالي في غالبية هذه المدارس إلى أن هناك زيادة سنوية على الأقساط. فالسنة الماضية تمّت زيادة بقيمة 600 ألف ليرة على الأقساط بحجة دفع غلاء المعيشة للأساتذة، أما السنة الحالية فالجميع يؤكد عند التسجيل أن هناك زيادة محتملة على الأقساط في حال أقرت سلسلة الرتب والرواتب.
لبنان ACGEN اجتماعيات السغير تربية وتعليم