العام الدراسي ينطلق في «الرسمي» والصناديق فارغة

Tuesday, 3 September 2013 - 12:29pm
في ظل توترات أمنية وسياسية داخلية، افتتحت المدارس الرسمية أبوابها أمس، أمام أفراد الهيئة التعليمية، للبدء في أعمال التحضير للعام الدراسي 2013/2014، وتوزيع المهمات وساعات التدريس، على أن يكون اليوم (الثلاثاء) متاحاً أمام المواطنين لاستقبال طلبات تسجيل أولادهم، بعدما كان الإقبال أمس ضعيفاً للغاية، على أن تنتهي أعمال تسجيل التلامذة في التاسع عشر من الجاري، ليبدأ التدريس في جميع السنوات المنهجية صباح الاثنين في الثالث والعشرين من أيلول الجاري.
وعقد قبل ظهر أمس في وزارة التربية اجتماع لرؤساء المناطق التربوية، ترأسه المدير العام للتربية فادي يرق خصص للبحث في كل منطقة تربوية أوضاع الأبنية المدرسية غير الملائمة للتعليم أو التي تشكل خطراً على التلامذة، وإمكانات إيجاد البدائل عنها.
ومواكبة لبدء العام الدراسي، عقدت الجمعيات العامة للأساتذة والمعلمين في عدد من المدارس تلبية لدعوة «هيئة التنسيق النقابية» للضغط من أجل تأليف حكومة قادرة على حماية السلم الأهلي والوحدة الوطنية وتلبية المطالب المعيشية وفي مقدّمها سلسلة الرتب والرواتب للخروج من حال الفراغ والجمود الذي نعيشه، وتحضيرا لتنفيذ اعتصامات عند الساعة العاشرة من قبل ظهر غد أمام وزارة التربية والتعليم العالي، وأمام السرايا الحكومية في كل من طرابلس وزحله وبعبدا وصيدا.
ومع انطلاقة العام الدراسي رسمياً، بدأت بعض المشاكل الإدارية تطفو على السطح، وأهمها تأمين الأموال اللازمة لهذه المدارس، لبداية عام دراسي سليم، في ترحيب بذلك من قبل أفراد الهيئة التعليمية، وتأكيدات من روابط الأساتذة والمعلمين، وتحديدا من قبل «رابطة التعليم الأساسي الرسمي»، التي طالبت المسؤولين الرسميين، والمسؤولين في وزارة التربية والتعليم العالي، بـ«إطلاق حملة إعلامية واسعة لتأكيد الثقة بالمدرسة الرسمية، وأنها لا تقل قدرة عن زميلتها المدرسة الخاصة. وتأمين العدد اللازم من المعلمين لجميع المدارس قبل انطلاق الدراسة، لاسيما اساتذة المواد الإجرائية. ودفع مستحقات صناديق المدارس، وعدم تحميل هذه الصناديق مسؤولية شراء الكتب المدرسية للطلاب».

إرباك
نقص الأموال أربك مديري المدارس الرسمية، وعلق أحد المديرين على الطلب الأخير للرابطة، بأنه لا يكفي التمني، «إذ كيف ستواجه المدارس الرسمية الإقبال هذا العام وتحديداً من التلامذة السوريين، وتأمين الكتب المدرسية للتلامذة اللبنانيين والصناديق فارغة، والمدارس لم تحصل على قرش واحد لا من وزارة التربية، ولا من وزارة الشؤون الاجتماعية التي تبنت دعم الأسر الأكثر فقراً!».
وسأل مدير أخر: «أين ثمن الكتب لصناديق المدارس الرسمية عن العام الدراسي 2012/2013 تبعا للتعميم الرقم 32/2012 الصادر عن وزير التربية والتعليم العالي حسان دياب، ويتعلق بتوزيع الكتب المدرسية مجاناً على تلامذة مرحلتي رياض الأطفال والتعليم الأساسي في المدارس الرسمية، في إطار تحقيق مجانية التعليم وتطبيقاً للقانون 211 تاريخ 31 آذار 2012؟».
تجدر الإشارة إلى أن الفقرة الخامسة من التعميم نصت على الآتي: «تقوم وزارة التربية لاحقا بإعادة الأموال إلى صناديق المدارس من الاعتمادات المرصودة لهذه الغاية في الموازنة العامة»، وحتى تاريخه لم يتم إعادة الأموال المستحقة لصناديق المدارس.
يتابع المدير: «سبق لوزير التربية أن أصدر تعميماً أخر حمل الرقم 31 تاريخ 14 أيلول 2012، نص على تقديم التسهيلات والتقديمات للتلامذة المسجلين لديها من حاملي البطاقة الخاصة بالبرنامج الوطني لدعم الأسر الأكثر فقرا وهي تشمل: «رسوم الخزينة، مساهمة أولياء الأمر عن التسجيل، مساهمة الأهلي من مجلس الأهل، وثمن الكتب المدرسية الوطنية». وقال: «بناء عليه، لم يتم استيفاء أي مبلغ عن هؤلاء التلامذة، على الرغم من أنه تم إعداد لوائح بالتلامذة حاملي البطاقة الخاصة بالبرنامج وإيداعها مديرية التعليم الإبتدائي، بواسطة المناطق التربوية، في ما خص المدارس الرسمية، ومديرية التعليم الثانوي في ما خص الثانويات الرسمية في شهر تشرين الثاني من العام الماضي».
وأستغرب مدير مدرسة ابتدائية رسمية، كيف سيتم استعادة الكتب المدرسية المجانية التي تم توزيعها على التلامذة غير اللبنانيين (وتحديدا الفلسطينيين والسوريين) في مرحلتي رياض الأطفال والتعليم الأساسي. وسأل: «هل يعقل أن نطالب أهل هؤلاء التلامذة بإعادة الكتب والتي لا يساوي مجموعها في الحلقة الأولى أو الثانية أكثر من عشرين ألف ليرة؟ كون جميع الكتب صادرة عن «المركز التربوي للبحوث والإنماء»، وأن أغلى كتاب يبلغ ثمنه 3250 ليرة (القواعد العربية للصف السادس أساسي).

الثانوي اليوم والمتوسطة غدا
وتسلم الوزير دياب بعد ظهر أمس، من يرق تقريراً عن الاجتماع الإداري التربوي الذي عقده قبل الظهر، وتناول مواضيع عديدة أولها تقييم الامتحانات الرسمية لجهة اللوجستية في كل منطقة تربوية على حدة وقدم التوصيات الممكن اتخاذها من أجل المزيد من ضبط عملية المراقبة وزيادة المراقبين لامتحانات العام المقبل. وأكد دياب مواعيد صدور نتائج الامتحانات الرسمية في دورتها الاستثنائية اليوم لـ«الثانوية العامة» ويوم غد الأربعاء لـ«المتوسطة».
وتابع الوزير تحويل الدفعة الأولى من رسوم التسجيل لصناديق المدارس الرسمية في أسرع وقت لكي تتمكن المدارس من بدء العام الدراسي من دون عجز، ولاسيما أنها المرة الأولى التي يتم فيها تحويل هذه المبالغ قبل بدء العام الدراسي.
وتناول التقرير كذلك موضوع تبادل الكتب المدرسية ووضع آلية لتوزيع الكتب الجديدة. وأكد دياب قدرة المدارس على استيعاب التلامذة النازحين من سوريا وأن يتم توجيه الوافدين الجدد بعد امتلاء المدارس المتاحة إلى مدارس أخرى قريبة توجد فيها مقاعد متوفرة، على أن يكون اعتماد دوام بعد الظهر في الحالات القصوى التي تستدعي ذلك فقط. وبقي هذا الأمر قيد البحث نتيجة لتطور أعداد التلامذة في خلال فترة التسجيل.

لبنان ACGEN السغير تربية وتعليم