Thursday, 12 September 2013 - 12:00am
يقف عشرات الطلاب والمتدربين من البقاع والجنوب اليوم، إلى جانب أساتذتهم ومدربيهم، في «قصر الأونيسكو» في بيروت، ليتسلموا شهادات تخرجهم في الحفل المركزي الثاني الذي ينظمه «اتحاد المقعدين اللبنانيين» خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة.
آية اللهيب، وبولين خزاقة، وثريا علوه، ومحمود فاعور، إلى جانب 227 طالباً وطالبة آخرين فلسطينيين ولبنانيين، أنهوا دورات تدريبية، يعبرون عن سعادتهم بالحصول على فرصة لإظهار مهاراتهم بعد دورات مهنية على أيدي متخصصين. إلا ان الدورات لا تشكل إلا حيزاً بسيطاً من اهتمامات «مشروع التعليم والتدريب المهني والتقني الدامج في لبنان»، الذي يحتفل الاتحاد و«حركة من أجل السلام» بمرحلته النهائية اليوم، إلى جانب تكريم عدد كبير من ممثلي الوزارات والإدارات العامة، والمعاهد، والمنظمات الدولية، والبلديات، والجهات، التي ساهمت مع الاتحاد خلال السنوات الأخيرة في فتح ثغرة في جدار التعليم المهني أمام المتعلمين المعوقين.
جسر تواصل
"مبادرات متكاملة نحو مجتمع دامج»، شعار رفعه المشروع خلال العمل مع القطاعين العام والخاص، لمدّ جسر تواصل كان مفقوداً بين الأشخاص المعوقين من جهة، ومؤسسات التعليم المهني والتقني من جهة أخرى. من خلال المشروع، تم التدخل مع ثمانية معاهد ومراكز للتدريب المهني في المحافظتين، وفق المديرة العامة للبرامج في «اتحاد المقعدين اللبنانيين» سيلفانا اللقيس. في الجنوب، اختار المشروع «معهد صيدا الفني»، و«كلية سبلين التقنية»، و«مركز البرامج النسائية»، و«معهد اللغات والعلوم التطبيقية»، و«مركز النجدة الاجتماعية». وفي البقاع عمل مع «معهد بعلبك الفني»، و«مركز النجدة الاجتماعية»، و«مركز شعاع النور»، و«معهد البقاع الفني الحديث»، إضافة إلى «معهد الأبرار» و«معهد السيد عباس الموسوي». وقد تمّ تحضير تقييم هندسي وتقني مفصل لكل معهد، ووضعت خطط تردّ على حاجات كل مركز على حدة. واستهدف الاتحاد طلاب المعاهد الثمانية، بورش عمل (443 طالبا)، أما النشاطات التوعوية المفتوحة فوصل عدد طلابها إلى ألف. كما تمكن فريق العمل من استهداف 252 شخصا من الجسم التعليمي في تلك المعاهد وغيرها.
على صعيد المعلومات، تمكن المشروع، وفق اللقيس، من تحضير دراسات حديثة عن واقع العمل في لبنان، وتحديداً في منطقتي البقاع والجنوب. وذلك يؤثّر في إمكان المتابعة في تحضير مشاريع متخصصة بالتأهيل المهني والعمل في المناطق المذكورة. وأصدر دليلاً تدريبياً متخصصاً للتدخّل مع فريق عمل المعاهد والأساتذة، بشكل عام، وأساتذة التعليم المهني بشكل خاص. ويعتبر الدليل مادة تدريبية نموذجية في العالم العربي.
وقد ساهمت الدراسات في البدء بتنفيذ التجهيز الهندسي الملائم لحاجات الأساتذة والطلاب المعوقين في أربعة معاهد. وينطلق التجهيز الهندسي حالياً في «كلية سبلين التقنية».
كما عمل المشروع على صعيد أصحاب الحقوق. وتشير منسقة المشروع سمر الطفيلي إلى أن فريق العمل تمكّن من الوصول والرد على حاجات عدد كبير من الأشخاص المعوّقين، ومن الدخول بقوّة إلى المخيمات الفلسطينية، في محافظتي البقاع والجنوب. وكذلك الوصول إلى عدد من النازحين السوريين المعوّقين في المنطقتين. ويعتبر التدريب على المهن المختارة (السكريتاريا، والمحاسبة، والكومبيوتر، صيانة الخلوي، وتزيين الشوكولا، وصناعة الاكسسوارات) باباً لتنويع جديد في التدريب، الذي توفّره مراكز ومشاريع الاتحاد. وأضاف الاتحاد كذلك، التدريب على إدارة المشاريع الصغيرة، الذي شكل تجربة نوعية للوصول بالمتدرب إلى تحضير دراسة الجدوى الاقتصادية الخاصة بمشروعه المقترح. وعمل في الوقت نفسه، على حصول المتدربين على قروض ومنح للتأسيس للتجربة الإيجابية لأهمية التشغيل الذاتي في المناطق المذكورة، وفق الطفيلي.
يذكر أن خمس مؤسسات قروض، وافقت على التعاون والشراكة مع المشروع، حيث وقع الاتحاد اتفاقيات معها بشأن أشكال التعاون ومسؤوليات كل طرف في عملية دعم الأشخاص المعوّقين بقروض. وقد أطلقت «المجموعة» (الجمعية اللبنانية للتنمية) منتجا خاصاً بتأمين قروض للأشخاص المعوّقين بشروط ميسرة، بحسب أنواع الإعاقات. كما وضعت وكالة «الأونروا» ضمن برنامج القروض الميسّرة نسبة ثابتة لقروض للأشخاص المعوّقين.
الحق في التعلم والعمل
يأتي المشروع، وفق اللقيس، انطلاقاً من حقّ الشخص المعوّق في التعلّم في جميع المؤسسات التربوية التعليمية، وحقّه في الحصول على العمل الذي يتناسب وقدراته، وتأكيداً على إعطائه الفرص التي يستحقّها ليصبح فرداً منتجاً وفاعلاً في المجتمع. فلكل شخص معوّق الحق بالتعليم، وفق القانون 220/2000 (القسم السابع)، بمعنى أنّ القانون يضمن فرصا متكافئة للتربية والتعليم لجميع الأشخاص المعوقين من أطفال وراشدين ضمن جميع المؤسسات التربوية أو التعليمية من أي نوع كانت، وذلك في صفوفها النظامية وفي صفوف خاصة إذا ما استدعى الأمر.
وقد لحظ الاتحاد أهمية التعليم المهني والتقني للأشخاص المعوقين، كونه يمنحهم ممارسة المهن التي يختارونها في وقت قصير نسبياً، ويؤهلهم لاستثمار طاقاتهم والاستقلال مادياً والانخراط في سوق العمل. إلا إن الطريق إلى الدمج ليست معبدة أمام الأشخاص المعوقين، فكان العمل على الدراسات المتلاحقة منذ العام 2004 إلى اليوم. واقتضى الأمر العمل على عدة مستويات، منها التدخل المباشر مع الأشخاص المعوقين، وذويهم، والمجتمع المحيط، والجمعيات الأهلية والمدنية، في عدد من المشاريع، ومنها «فتح آفاق فرص العمل أمام الأشخاص المعوقين»، و«مشروع الدمج الاقتصادي والاجتماعي»، وغيرهما. وذلك وصولاً إلى المعاهد المهنية والتقنية الرسمية والخاصة، والتدخل مع جسمها التعليمي والطلاب بالتوعية من جهة، وتجهيز وتكييف البيئة المبنية للتلاؤم مع حاجات الأشخاص المعوقين. وتلك خطوات في مسار طويل يوصل إلى تكييف المناهج للأشخاص المعوقين سمعياً، وبصرياً، وذهنيا، وحركياً، يسعى الاتحاد مع الجهات المعنية إلى أن يتحول إلى واقع.
لبنان
ACGEN
السغير
حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة