ازدياد تعاطي المخدرات في المخيمات: خلاف بين «نبع» واللجان الشعبية

Wednesday, 25 September 2013 - 12:49pm

فاجأت نتائج الدراسة التي أعدتها «جمعية عمل تنموي بلا حدود - نبع»، بتمويل من الاتحاد الأوروبي، «عن المشكلات التي تواجه الشباب الفلسطيني في المخيمات»، الأوساط السياسية والأهلية والشعبية في مخيمات منطقة صور. ورأت فيها مؤامرة وإساءة للشعب الفلسطيني.
دراسة الجمعية، التي اعتمدت في ثلاثة مخيمات فلسطينية، هي، الرشيدية، وبرج البراجنة وشاتيلا. وشملت 1050 شاباً وشابة في المخيمات الثلاثة، تراوحت أعمارهم بين 16 و26 عاماً، توصلت إلى أرقام مخيفة، لناحية تعاطي المخدرات والإدمان عليها. وتجاوزت النسبة الستين في المئة من المشمولين بالدراسة، التي نفذها عشرات من الشبان والشابات، الذين اعتمدوا في دراستهم على منهجية جمع البيانات. واشتملت على ست مراحل أولها المقابلات الفردية لمن شملهم البحث وتحليل البيانات.
وأشارت الدراسة التي كانت عرضت في «مركز باسل الأسد الثقافي» في صور، بحضور ممثلين عن الجمعية والاتحاد الأوروبي، وممثلين عن الفصائل الفلسطينية، واللجان الشعبية، إلى الأسباب التي تدفع بالشباب إلى إدمان المخدرات. وبينت الدراسة التي شملت 350 شاباً وشابة في مخيم الرشيدية للاجئين في منطقة صور، الذي يتعدى عدد سكانه 22 ألف لاجئ أن 87 في المئة من الشباب، يرون أن الطغط النفسي داخل المخيم دافعٌ إلى تعاطيهم المخدرات، و57 في المئة ممن شملهم البحث يرون السبب في تجاهل المجتمع لدور الشباب، و70 في المئة يعيدون ذلك إلى الأسباب الأمنية، و55 في المئة يظنون أن المشكلة تعود إلى سوء المعاملة في المدارس وأماكن العمل، فيما يرى 65 في المئة أن المشكلة تكمن في غياب المرجعية والمثل الأعلى في حياة الشباب.
والخطير في الدراسة، أن 60 في المئة ممن شملتهم، صرحوا أن المصدر الأساسي للمخدرات هو الأشخاص المدمنون أنفسهم في الطرق، بينما أشار 30 في المئة من الشباب أن مصدرهم الأساسي هو من الصيدليات. وأعلن 20 في المئة أن المصدر هو الأحزاب السياسية. وتخلص الدراسة، التي تظهر ارتفاع نسبة تعاطي المخدرات في مخيم الرشيدية، قياساً بمخيمي برج البراجنة وشاتيلا، إلى توصيات تدعو إلى العمل على تغيير تصرفات المجتمع ومواقفه تجاه الشباب، وبالأخص تجاه المدمنين. وتشجيع الشباب على المشاركة في الأعمال المجتمعية ورفع مستوى اللجان الشعبية وغيرها من الأمور التي تساعد في خروج الشباب من أزماتهم.
وخلّف عرض الدراسة حالاً من الاستياء الشديد في صفوف الحاضرين، لا سيما بين ممثلي اللجان الشعبية في مخيمات المنطقة، الذين اتهموا المشرفين على الدراسة بالتسييس، وإيذاء الشعب الفلسطيني، مؤكدين أن الذين يتعاطون المخدرات في المخيم هم مجموعة قليلة من الشبان. وقد جرى تسليم بعضهم في أوقات مختلفة إلى السلطات اللبنانية، التي أفرجت عنهم.
ويوضح عضو اللجنة الشعبية محمد بقاعي أن «الدراسة مسيسة، ولا تساعد الشباب الفلسطيني في تخطي صعوبات الحياة التي يعيشها اللاجئون». وقال: «هدف الدراسة تشوية صورة الشعب الفلسطيني، لا سيما الشباب، الذين يعتبرون الخزان الاجتماعي في المخيمات»، متمنياً «على اصحاب الدراسة، أن يساهموا في توفير فرص العمل للشباب، وخصوصا من متخرجي الجامعات والمعاهد».
ورأى بقاعي «أن الأمر الأخطر في الدراسة، هو وضع الفصائل الفلسطينية في موقع المروج للمخدرات».

لبنان
السغير
مجتمع مدني