Monday, 9 September 2013 - 12:00am
يتخوف النازحون الفلسطينيون الهاربون من جحيم الحرب في سوريا الذين حطت رحالهم في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ومنهم مخيم الجليل في بعلبك ان يتحول نزوحهم الجديد الى نكبة جديدة ثانية تثقل كاهلهم بعد معاناة التنقل بين الاوطان وهم الذين خبروا تلك المعاناة.
اللجان الشعبية في مخيم الجليل بمدينة بعلبك دقت نفير الاستنفار تحسبا لنزوح مئات لا بل الاف العائلات الفلسطينية من مخيمات اليرموك وخان الشيخ وقبر الست وجرمانا وغيره من المخيمات التي توزعت بين حمص وحلب ودرعا لا سيما بعد تأكيد الرئيس الاميركي اوباما ان الضربة العسكرية واقعة لا محالة بانتظار تحديد الوقت.
800 عائلة عند الاقارب
عضو اللجنة الشعبية في المخيم عمر قاسم أوضح لـ "المستقبل" أن "اوضاع العائلات الفلسطينية النازحة من مخيمات سوريا والتي وصل عددها الى اكثر من 800 عائلة يقيم معظمها لدى اقارب لهم يضاف اليها سكان المخيم الاساسيين ويبلغ عددهم حوالي 900 عائلة باتوا يشكلون تهديدا كبيرا بمسألة ايوائهم سيما وان الاونروا حتى الآن لا تتعاطى جديا بمسألة ايواء النازحين الفلسطينيين وتأمين المساكن لهم".
واضاف:" على الرغم من حجم الاعداد التي استقرت مرحليا في المخيم الا ان الخوف الكبير يأتي اذا ما حصلت الضربة العسكرية على سوريا لأن من اولى ارتداداتها نزوح اضافي الى المخيمات الفلسطينية وهذا ما سيشكل عبئا كبيرا في تأمين المساعدات الضرورية والاهم تأمين المأوى لتلك العائلات".
وتابع:" في ظل انعدام المساعدات التي يتم تقديمها من الجمعيات والمنظمات الدولية وحصرها بالهيئة العليا للاغاثة عبر البلديات تبقى العائلة الفلسطينية خارج هذا الاطار باعتبار ان منظمة الاونروا هي المسؤولة عن اللاجئين والنازحين الفلسطينيين. علما ان حجم المساعدة التي تدفعها الاونروا للعائلات النازحة متوسط عدد افرادها الخمسة لا يتجاوز 350 الف ليرة لبنانية".
ويؤكد قاسم ان "اللجان الشعبية استطاعت تأمين عدد لا بأس به من المنازل لعائلات عديدة الا ان المخاوف تبقى في حال شهدنا خلال الايام القادمة نزوحا جديدا عندها المأساة وردودها ستتخطى كل امكاناتنا". وناشد الهيئات والمنظمات الدولية والجمعيات المعنية بشؤون النازحين السوريين "ان تنظر بنفس العين الى النازحين الفلسطينيين الذين هجروا قسرا عن منازلهم ومخيماتهم".
من نكبة الى نكبة
خالد يوسف من مخيم خان الشيخ، رب اسرة مؤلفة من ستة افراد، يشرح معاناته وهو الذي قدم الى المخيم قبل شهرين. يقول: "ما حصل لنا كفلسطينيين مقيمين في سوريا ينطبق على اخوتنا السوريين ايضا. لم نكن يوما نحسب ان التاريخ سيعيد نفسه. فمن نكبة الى نكبة ومن تهجير الى تهجير ومن معاناة الى معاناة. وبات على الفلسطيني ان يسكن في منازل نقالة سيما واننا بتنا لا نعرف في اية دولة سنحط رحالنا في المرحلة القادمة".
واضاف:" لدى وصولنا الى مخيم الجليل استقبلنا اخوتنا في اللجان الشعبية وقدموا لنا بعض المساعدات الاولية وتم تأمين بعض الغرف كي لا نبقى من دون مأوى. اما معاناتنا فقد بدأت لحظة هروبنا من جحيم القصف وبعد ان وصلنا الى الحدود اللبنانية بدأت المعاناة من خلال بقائنا لساعات طويلة بانتظار السماح لنا بدخول الاراضي اللبنانية".
وقال:" نأمل ان تنتهي الازمة في سوريا لكي نعود الى منازلنا التي نزحنا عنها خوفا من تعرضنا للقتل".
خديجة ادريس ام لثلاثة اولاد زوجها قتل اثناء قصف المخيم. نزحت من مخيم اليرموك تحدثت والدموع في عينهيا عن ان انها كانت تسكن مع افراد عائلتها في منزل داخل المخيم الا ان القصف الذي طال المخيم ادى الى تدمير المنزل فما كان منها الا ان رحلت باتجاه لبنان. وقد التجأت الى اقاربها في مخيم الجليل الذين عملوا على تأمين غرفة صغيرة لها ولاولادها، كما قامت اللجان الشعبية بتقديم بعض المساعدات الغذائية والعينية. تأمل ان تنتهي الازمة في سوريا للتمكن من العودة والشروع في اعادة منزلها الذي دمر.
اغاثة المستقبل حقوق الفلسطينيين