للأجانب حقوق سياسية في جامعات لبنان؟

Thursday, 31 October 2013 - 11:57am
لا شك في ان الانتخابات الطالبية في الجامعات في لبنان اصبحت صورة للتنافس السياسي على ساحته السياسية، لكن بفارق وحيد ان الطلاب غير اللبنانيين يصوتون في الجامعات، ويعطون اصواتهم لهذا الفريق السياسي او ذاك، مما يؤثر في نتيجة الانتخابات. فهل هذا جائز؟

يصوّت الطلاب غير اللبنانيين في الانتخابات الطالبية في الجامعات الخاصة الامر، في منطقه الاول، طبيعي، اذ انه لكل طالب مسجّل الحق في التمتع بحق الانتخاب، باعتبار ان الانتخابات محصورة في القضايا الطالبية والاكاديمية. هذا ما يفترض ان تكون عليه هذه الانتخابات في الجامعات، لكن في ظل واقع مختلف يحوّل هذه الانتخابات عملية تنافس ما بين ممثلي القوى السياسية اللبنانية داخل الجامعات، الى اي حدّ تصبح مشاركة غير اللبنانيين في انتخابات تقوم على خلافات سياسية بين اللبنانيين امرا مقبولا؟
الثقل الاساسي للطلاب غير اللبنانيين في الجامعات الخاصة التي تجري انتخابات طالبية، يتركز في الجامعة الاميركية في بيروت، والجامعة اللبنانية الاميركية (LAU)، حيث يشكل هؤلاء نوادي خاصة بهم ويصوتون في الانتخابات.
يقول، عميد الطلاب في الجامعة اللبنانية الاميركية، رائد محسن "يحق لكل طالب في الجامعة المشاركة في الانتخابات الطالبية التي تجرى فيها، لانها تتمحور حول مسائل الجامعة الاكاديمية وانظمتها الداخلية، وليست انتخابات وطنية، لذلك يحق لكل طالب مسجّل الانتخاب".
لكن الانتخابات في الجامعات لا تحدث وفق الصورة الرسمية الاكاديمية التي ترسمها لها اداراتها "صحيح ان الاحزاب السياسية تحاول تسييس الانتخابات، لكن هناك كثراً يترشحون وفق برامج اكاديمية صافية، اضف الى كل ذلك ان جزءاً كبيراً من غير اللبنانيين يفضلون عدم احذ جانب طرف".
بدورها ترى مهى عازار من الجامعة الاميركية ان الانتخابات الطالبية ليست من اجل التنافس السياسي "هي تهدف قبل كل شيء الى ايصال ممثلين عن الطلاب الى المجلس الطلابي الذي لا يعمل في السياسة، بل من اجل خدمة مصالح الطلاب الاكاديمية والدفاع عن حقوقهم داخل الحرم الجامعي".
من هنا تنطلق عازار للقول ان "قانون الجامعة يعطي الحق لجميع الطلاب بغض النظر عن جنسيتهم بالانتخاب، اذ ان الجامعة معنية بتشجيع الحياة الديموقراطية ورعايتها، ولو كانت لا تجري بطريقة مثالية لاسباب تتعلق بتسييسها".
وتؤكد عازار ان "الطلاب غير اللبنانيين يجدون انهم مظلومين في تمثيلهم، وهم احيانا كثيرة يتكتلون بنواد تجمعهم".
يتحدث مسؤول منطقة لبيروت في قطاع الشباب في تيار "المستقبل" وليد مملوك، عن حقوق الطلاب، مشيرا ال انه "من حق الطلاب المنتسبين الى اي جامعة التصويت في انتخاباتها، ومن ضمن هؤلاء الطلاب غير اللبنانيين، اذ ان هؤلاء جزء من المجتمع الجامعي ولا يجوز عزلهم عن الجانب التمثيلي".
ويعتبر ان "الاجانب لا يؤثرون الا بنسبة رمزية على نتائج الانتخابات، ان اعدادهم ليست كبيرة الى حدّ تغيير نتائج الانتخابات كذلك فانهم يصوتون الى اكثر من طرف من الاطراف، واحيانا كثيرة تلعب الصداقات دورها في استقطاب اصواتهم".
ويشير: “صحيح ان الانتخابات تسييس الى حد ما، لكن مع ذلك البرامج هي برامج اكاديمية في الجامعات، وان المجالس الطالبية المنتخبة لا تعمل في السياسة، بل على العكس من ذلك، تسعى الى تحقيق مصالح الطلاب، وتاليا من حق الطلاب الاجانب انتخاب من يدافع عن حقوقهم كطلاب، وحتى يحق لها الترشح".
بدوره يؤكد مسؤول جامعات بيروت في قطاع الشباب لـ"التيار الوطني الحر" اميل ضاهر انه عند الحديث في العموم "لا يمكننا القول الا انه من حق اي طالب مسجّل في الجامعة ان يصوت في انتخاباتها. فهو منتسب الى احدى كلياتها، ونحن طبعا نشجع مشاركتهم في الانتخابات في حال كانت الانتخابات قائمة على برامج اكاديمية، وعلى تنافس من اجل الحماية والمدافعة عن حقوق الطلاب، لكن الامر يختلف الآن لان الانتخابات هي سياسية، قائمة على مشاريع سياسية يتنافس عليها ممثلو الاحزاب السياسية".
ويؤكد ضاهر: "هناك اعداد لا بأس فيها من الاجانب في بعض الجامعات، وهم يشاركون في الانتخابات، ويصوتون لفريق دون آخر. لكن بغض النظر عن وجهة اصواتهم، ان كانت تصب في مصلحة فريقنا السياسي ام ضده، فاننا نعتبر ان هذه الاصوات تؤثر في قرار الطلاب اللبنانيين الذين يصوتون وفق اقتناعاتهم الوطنية والسياسية".
ويرى ضاهر ان "في هذه السنة الدراسية، وبعد تفاقم الازمة السورية، تزايد عدد الطلاب السوريين خصوصاً في الجامعات، وعلى الأخص في جامعة الـ LAU، وهي طبعا اعداد ستؤثر الى حد ما في القرار الوطني للطلاب اللبنانيين".

لبنان ACGEN النهار تربية وتعليم حقوق