Friday, 25 October 2013 - 11:08am
بعد قرار وزير التربية السابق حسن منيمنة، في العام 2010، اقفال عدد من المدارس الابتدائية الرسمية في لبنان، والتي كان من بينها 5 مدارس في بنت جبيل، نشطت حركة لافتة من اتحاد بلديات جبل عامل وبعض المجالس البلدية ومديري المدارس الابتدائية في بنت جبيل ومرجعيون بهدف تفعيل نشاط المدارس الرسمية في المنطقة، وتجنّب اقفالها لاحقاً.
وكان لافتاً جداً تراجع أعداد طلاب المدارس الابتدائية ليصل بعضها الى نحو 20 طالباً، وهو عدد يوازي تقريباً عدد المعلمين في هذه المدارس، بعكس أعداد طلاب الثانويات الرسمية في المنطقة، التي استطاعت بحسب رئيس اتحاد بلديات جبل عامل علي الزين أن «تحصل على نتائج لافتة في الامتحانات الرسمية خلال السنوات الماضية، وحصل بعضها على نتائج 100% في بعض الفروع».
واعتبر الزين أن «مشكلة الأداء التربوي وتراجع أعداد طلاب تواجهه، بشكل لافت، المدارس الابتدائية الرسمية التي تعلم اللغة الفرنسية، لذلك نعمل على مساعدة هذه المدارس على تأسيس فروع للغة الإنكليزية، اضافة الى افتتاح صفوف للروضة الأولى، وتجهيزها بما يلزم من المعلمين والأدوات المدرسية، وهذا من شأنه أن يساعد على زيادة أعداد الطلاب لاحقاً في الصفوف الأخرى».
المدارس التي كان قرار الاقفال قد شملها شيّدت معظم أبنيتها حديثاً، لا سيما في التسعينيات، من بينها مدرسة مارون الرّاس الابتدائية الحديثة التي يتسع مبناها لنحو 500 تلميذ، والسبب هو «سوء الرعاية التربوية وعدم إقدام الأهالي على تسجيل طلابهم فيها». وهذا ما حصل أيضاً في بلدة رشاف التي شيّد لطلابها الذين لا يزيدون على الثلاثين، بناء رسمي ضخم من ثلاث طبقات، يتّسع لما يزيد على 1000 طالب، فالمدرسة أقفلت أيضاً وانتقل طلابها إلى مدارس أخرى في بنت جبيل، كما حدث بالنسبة لمدرسة كونين الكبيرة التي تتسع لنحو 1000 طالب، والتي أعيد بناؤها عام 2008 بعد تهدمها في حرب تموز، وكذلك الأمر بالنسبة لمدرسة بنت جبيل الابتدائية الرسمية الأولى التي أعادت الحكومة القطرية تشييدها.
ملايين الدولارات أنفقت على بناء المدارس المقفلة، والمشكلة في مكان آخر، وهذا ما يقوله أبناء المنطقة، «لسنا نحن مصدر الخلل بل ضعف الرقابة والأداء التربوي والدعم الرسمي للمدارس الرسمية الابتدائية والمتوسطة هو السبب المباشر لذلك، فالأجدى إنفاق هذه المبالغ على تأهيل الأساتذة والدعم التربوي الأكاديمي». يقول علي علوية، أحد أولياء أمور الطلاب، من بلدة مارون الرّاس، مشيراً الى أن «إقفال المدرسة الرسمية الوحيدة في بلدته سيتذكّره الأهالي بعد عشرات السنين، فهم لطالما كانوا يحلمون بوجود مدرسة رسمية في بلدتهم تؤمّن حاجات أبنائهم التربوية المميزة، وهم يتكبّدون مصاريف طائلة على تعليم أولادهم في المدارس البعيدة، فإعادة فتح المدرسة لن يكون سهلاً في المستقبل». ولذلك عمد اتحاد بلديات جبل عامل إلى عقد اللقاءات التربوية، التي جمعت مديري المدارس وممثلين عن وزارة التربية مع رؤساء البلديات، بهدف «الاطلاع على المشكلات التربوية الحقيقية التي تعاني منها المدارس الراكدة والعمل على معالجتها قدر المستطاع». ومن المشكلات التي أثيرت «عدم تأهيل المدارس وتجهيزها بالمعدات اللازمة، وعدم الموافقة على التعاقد مع معلمين من أصحاب الكفاءة والخبرة»، وبين مدير مدرسة تولين حسن عوالة أن «طريق المدرسة وعرة جداً وتحتاج الى ترميم، والمدرسة بحاجة إلى مدرّسين نوعيين، لا سيما لصفوف الروضة الأولى».
مسؤول المنطقة التربوية علي فايق طلب «تعاون البلديات مع مديري المدارس لتفعيل المدارس الرسمية، والاهتمام بالنشاطات التربوية المختلفة»، معتبراً أن «قيام رؤساء البلديات ومديري المدارس بتسجيل أولادهم في المدارس الرسمية له أثر إيجابي جداً على منح الثقة والاهتمام بهذه المدارس». مشيداً برئيس بلدية بنت جبيل عفيف بزي الذي «نقل أولاده من احدى المدارس الخاصة الى مدارس البلدة الرسمية». وبالنسبة للطلاب السوريين، اعتبر فايق أن «لا مشلكة تربوية في استيعاب المدارس الابتدائية الرسمية للطلاب السوريين في الحلقة الأولى والثانية اذا لم يزد عدد هؤلاء على ربع عدد الطلاب اللبنانيين، والّا علينا أن نقوم بتدريسهم في أوقات أو مدارس أخرى».
وأشاد النائب علي فياض بهذه اللقاءات التربوية معتبراً أنها «فرصة لتعاون المدارس مع البلديات بشكل يحقق الفائدة للجميع»، وأشار الى أن «وزارة التربية تعاني، كغيرها من الوزارات من عجز مالي يقف حائلاً دون تقديم مساعدات مالية للمدارس».
لبنان ACGEN الأخبار تربية وتعليم