Wednesday, 23 October 2013 - 10:49am
يبدو أن بعض القوى السياسة نجحت في ضرب حراك طلاب الماستر في كلية إدارة الأعمال والعلوم الاقتصادية فاستؤنفت الدروس أمس بصورة طبيعية، وتحاول بطريقة أو بأخرى ضربه في كلية الآداب والعلوم الإنسانية التي تواصل إضرابها بخروق كثيرة، في وقت لا يبدي الطلاب حماسة للتحركات التي تعلنها مجالسهم وهيئاتهم إما لأنهم غير مطلعين على مطالبها لفقدان التواصل مع القواعد أو لأنّهم لا يثقون بفاعلية أدواتهم النقابية.
الحراك في كلتا الكليتين انطلق السنة الماضية. ففي كلية إدارة الأعمال تحققت المطالب المرفوعة سابقاً وألغي الحاجز غير القانوني بين مرحلتي الإجازة والماستر، لكن بقيت معركة إلغاء الحواجز المتبقية مؤجلة إلى السنة الحالية. أما في كلية الآداب فقد توحد الطلاب في العام الفائت ضد سياسة توحيد الماسترات فيما تشهد القضية هذا العام دخول الأحزاب على خط تنظيم الاحتجاج والإضراب حيناً، والوقوف في وجهه حيناً آخر، ويلعب انتماء العميدين السياسي دوراً مؤثرا في هذا المجال.
أمس، حضر طلاب إدارة الأعمال إلى صفوفهم، إذ لم يدم توحد الفروع حول المطالب طويلاً. ويبدو أن ما حُكيَ عن عدم حضور طلاب الفرع الثاني للاعتصام الذي نفّذ أول من أمس مرده إلى انشغالهم بحضور اجتماع مع عميد الكلية بالتكليف د.غسان شلوق صحيح، وإن حاول الأخير نفي الموضوع في حينها. وقد أسفر الاجتماع عن تمايز الفرع والانقلاب على بعض ما سبق التوافق عليه باسم الهيئات الطلابية والموقع من جميع الفروع. رفض بيان الفرع الثاني توحيد الفروع، وتوحيد الامتحانات، كما رفض تعيين منسقين للماسترات «كونه يعطي الأرجحية للفروع الصغيرة» وفي اتصال مع «الأخبار»، يوضح رئيس الهيئة الطلابية في الفرع الثاني جورج كورية أنهم «لم يكونوا على دراية بالمطالب التي أعلنها الفرع الأول، على لسان ممثل مجلس فرع الطلاب خضر طراد، وما قاله لجهة أنّه «تثّبت لدينا بأن العميد يعمل في السياسة وليس الأكاديميا». واستغرب طراد كيف يرفض الفرع الثاني منطق توحيد المناهج في مختلف الفروع. أما اللافت فهو تطرق بيان الهيئة الطلابية في الفرع الثاني إلى نقطة هي خارجة عن إطار ما يجري في الأساس، والمتعلقة برفض إعادة إحياء الاتحاد الوطني لطلاب الجامعة اللبنانية قبل إيجاد صيغة تضمن التنوع، كما ذكّروا بمطلب إنشاء المجمع الجامعي الموحد في الفرع الثاني، وقد غابت المطالب الأساسية المتفق عليها أو المشتركة عن البيان.
وعلى صعيد الماستر في كلية الآداب، اختلفت معالم اللعبة السياسية، فالفرع الثاني يلتزم بالاضراب المفتوح فيما يشهد الفرع الأول أياماً دراسية عادية في قسم علم النفس، ومقاطعة خجولة للصفوف في باقي الكليات.
لا يعود هذا التباين إلى تفكك الوحدة بين الهيئات الطلابية، كما في ماستر الإدارة، بل إلى التباين بين الحليفين في الفرع الأول حركة أمل وحزب الله، في حين يسيطر كل منهم على كليات معينة، ولكل منهم هيئته الطلابية التي تدعي تمثيل جميع الطلاب. أما الأقسام المتبقية المحسوبة على حزب الله فتلتزم بطريقة خجولة بالاضراب، مع تقاطع تأثير القوى السياسية على الطلاب، في حين تتولى حركة أمل مهمة التواصل اليومية مع الطلاب في ظل ابتعاد المجلس التابع لحزب الله بشكل مباشر عن الطلاب لاعتبارات تتعلق بالحفاظ على «وحدة البيت الواحد»، لكن الأخير قد مثّل الفرع الأول في كل الاجتماعات التي نظّمت للاضراب. أما الهيئة الطلابية التابعة لحركة أمل فلا تقوم بأي مجهود في هذا الإطار، كما يؤكد طلاب الماستر ، أما محمد بدرا، ممثل الهيئة فصرّح بأننا ملتزمون الإضراب، لكن «لا نستطيع إجبار أحد على مقاطعة الصفوف». أما في العمادة، فكانت نسبة الالتزام بالإضراب شاملة.
المشهد اختلف عما حصل العام الماضي في كلتا الكليتيين، فالحراك العام الفائت في الآداب الذي قاده طلاب من مختلف الفروع، استطاع أن يدخل في مرحلة التفاوض مع العمادة، لكن هذه السنة يبدو أن جميع قنوات الاتصال مغلقة مع عميدة الكلية د. وفاء بري التي سبقت وصرّحت بأن هناك خلفية سياسية وراء الإضراب تحديداً في الفرع الثاني، وقد أكدت أنها غير مستعدة للتراجع عن أي من قراراتها.
خفت الحراك ويشهد اليوم عقد سلسلة اجتماعات في كلتا الكليتين، ولكن لا يبدو أن هناك أي بوادر للارتقاء بالمطالب وتحييدها عن الصراع السياسي في إدارة الأعمال، ما يصعب إنعاش الطلاب، وخصوصاً أنه عوضاً عن السقف المنخفض للمطالب، ظهر أمس تباين بين مطالب الفروع وتسييس للقضية. أما في كلية الآداب، فالآمال متوقفة على مدى قدرة الفرع الثاني على الثبات في إضرابه، ومدى قدرة الفرع الأول وباقي الفروع على بناء وعي طلابي يستطيع إقناع الطلاب بحقوقهم.
لبنان ACGEN الأخبار تربية وتعليم