Friday, 18 October 2013 - 12:00am
بينما تتجه الانظار صوب السواحل اللبنانية الغنية بخزان نفطي ضخم وكميات من البترول في حوض البحر الأبيض المتوسط، إلى جانب الاحتياط الجيّد من الغاز في المناطق المحيطة بشواطئ قبرص، سوريا ولبنان، تشجّعت جامعة بيروت العربية على متابعة هذا الموضوع بهدف استغلال الثروة عبر استحداث تخصص جديد يكفل لطلابها دخول سوق العمل اللبنانية والخليجية في السنوات الست المقبلة، مع حركة إنتاجية وطلب شركات البترول إلى موظفين ... فما هو هذا التخصص؟ وكيف يُوفّر فرص العمل للطلاب المتخرجين؟
ذكّر عميد كلية الهندسة في جامعة بيروت العربية الدكتور عادل أحمد الكردي بالدراسات الجيولوجية التي أجرتها بعض الشركات البريطانية على السواحل اللبنانية في عام 2002، للتأكد من إمكان وجود نفط في لبنان، كما سارعت شركات أخرى في عامي 2006 و2007 الى إجراء دراسات مجانية أيضاً بشأن سواحل المياه الإقليمية والمياه الاقتصادية اللبنانية وإمكان توافر "هايدرو كاربون".
وقد شجّعت هذه الاكتشافات كلية الهندسة - حرم الدبيّة، في جامعة بيروت العربية على استحداث التخصص الجديد: "هندسة البترول"، وفق ما يقول الكردي الذي يتوقع حاجة سوق العمل في 2017 إلى مهندسي بترول، وتالياً "تنفّذ الجامعة سياستها بشأن تلبية سوق العمل من خلال إعادة هيكلة البرامج الأكاديمية وتطويرها، فضلاً عن إعداد كادرات علمية متخصصة لعمليات استخراج النفط والغاز ويقوم بهذه العملية مهندس بترولي، وهو ليس مهندساً كيميائياً أو اختصاصي علوم". ولتحقيق هذا الأمر، قامت لجنة متخصصة من أساتذة في كليتي الهندسة والعلوم في الجامعة وبالتعاون مع خبراء أجانب، بوضع هيكلة للبرنامج الأكاديمي لهندسة البترول. وفي هذا البرنامج، "يتم طرح مجموعة من المواد الدراسية التي تصب في إعداد مهندسين يتعاملون مع مجالي الحفر والتنقيب لاستخراج النفط والغاز وإنتاجهما".
هكذا شرّعت كلية الهندسة، في حرم الدبيّة لهذه السنة الجامعية تدريس تخصص "هندسة البترول"، وتستمر دراسة هذا البرنامج خمس سنوات. ويشرح الكردي أن "مواد هذا البرنامج تُدرّس باللغة الإنكليزية، وهو عبارة عن 150 وحدة (Credits). فخلال خمس سنوات يدرس الطلاب مجموعة من المقررات الهندسية الأساسية مشتركة مع التخصصات الستة الأخرى ذات الصلة بالهندسة في الكلية، على أن يستكمل الطلاب دراسة المقررات التخصصية في مجال هندسة البترول في السنة الثالثة".
واللافت في هذا التخصص أن نسبة 10 % ستضاف على تكلفة الـCredits مقارنة بالتخصصات الهندسية الأخرى، ومرد ذلك، وفق الكردي، تكلفة المعامل المجهّزة على المستوى المطلوب، خصوصاً تكلفة البرنامج الخاص الذي يستخدمه كل طالب على الكومبيوتر الخاص به.
ويستوعب هذا البرنامج 50 طالباً في السنة كحد أقصى، "وقد اعتمدنا معايير محدّدة لاختيار الطلاب"، يقول الكردي، "وعلى أساسها اخترنا 47 طالباً للسنة الأولى تبعاً لإمكانات المعامل بما فيها الأعمال التطبيقية والمختبرات التدريسية المتوافرة في الكلية – حرم الدبيّة".
تخصص يكفل العمل للمهندسين
ما هي ضمانات الجامعة حيال طلابها لتأمين فرص عمل بعد نيلهم إجازة مهندس بترول؟
يشير الكردي إلى المؤتمر الدولي الذي عقد العام الفائت في بيروت، وجمع شركات بترول من دول العالم بهدف تحفيزها وتنشيط أعمالها لناحية التنقيب واستخراج النفط للعمل في لبنان، "فقد تواصلنا مع بعض هذه الشركات التي ستعطينا الأولوية في فرص العمل إذا تم تشغيلها في البلد"، متوقعاً أن تتجه بعض الشركات إلى لبنان خلال السنتين المقبلتين ومن خلالها سيتم تدريب طلابنا أيضاً، لا سيما وأننا درسنا حاجة سوق العمل في دول الخليج والتي تفتح شركاتها مجالات عمل عدّة أمام طلابنا أيضاً".
في أوائل شباط المقبل، سيتولى أحد الخبراء اللبنانيين المتميّزين في حقل البترول مسؤولية المنسق الأكاديمي لبرنامج هندسة البترول في الكلية. ووفق الكردي، "يتمتع هذا الخبير بخبرات أكاديمية وعمليةً في إحدى شركات البترول الكبرى في أميركا".
وتتطلع الجامعة إلى تطوير البرنامج الأكاديمي لتخصص "هندسة البترول" الجديد، على أن تستحدث شهادات عليا في هذا المجال.
ACGEN اجتماعيات النهار تربية وتعليم