Thursday, 3 October 2013 - 11:51am
جاء قرار وزير التربية والتعليم العالي حسان دياب، قبل أيام، لتأمين مبانٍ مدرسية ملائمة بديلا من المباني المدرســـــية المتهالكة في طرابلس، بعــــدما «ضاقت» الســـــبل لتأمين الأمـــــوال اللازمة.
فقد قرر استخدام الأبنية الجديدة في «مجمع التل للمدارس الرسمية» والذي يضم مدرستين، هما «الجديدة للصبيان» و«فرح أنطون للصبيان»، وتم دمج ثلاث مدارس أخرى بهذا المجمع، وهي: «الأمير فخر الدين، والتقدم للصبيان، والنشء الجديد للصبيان»، ولاسيما أن هذا المجمع يتسع لنحو ألف وخمسمئة تلميذ وأن إدارات المدارس فيه مستمرة في استقبال التلامذة وتسجيلهم .
أما في ما يتعلق بمتابعة أشغال البناء في المبنى الرقم 2 (يستوعب 1116 طالبا) والمبنى الرقم 3 (يستوعب 1332 طالباً) في التبانة، فتسعى الوزارة إلى تنشيط الأشغال وتسريع وتيرتها بحيث يصار إلى نقل تلامذة مدارس «الهدى» و«لقمان» إلى هذه المباني فور إنجازها، وهي تتمتع بالقدرة على الاستيعاب.
وفي موضوع «ثانوية أندريه نحاس» فقد تم نقل تلامذتها إلى مبنى «مهنية الميناء» القريب، منعاً لتعريض التلامذة للخطر، خصوصاً أن مبني «ثانوية أندريه نحاس» يعاني من انتفاخ الحديد نتيجة للرطوبة والنش.
وكان دياب دق في آذار الماضي ناقوس الخطر مطالبا بضرورة تأمين الأموال للمدارس المعرّضة لخطر الانهيار، أو التي تحتاج إلى التدعيم والترميم بصورة ملحّة. وحمّل وزارة المال أي حادث يصيب التلامذة جراء انهيار أي جزء من المدارس. لكن هذه الصرخة لم تلق آذاناً صائغة لدى وزارة المال، ولم تؤمّن الأموال اللازمة.
وقال دياب لـ«السفير»: «مضى على الموضوع أكثر من عام ونصف العام، وأرسلت نحو خمسة كتب إلى مجلس الوزراء، لتكون النتيجة الموافقة على ترميم 35 مدرسة فقط، من التي تم إخلاؤها تحسبا لانهيارها، وأقر صرف خمسة ملايين دولار، وكلفت وزارة الأشغال القيام بالأعمال، وقبل الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء (قبل استقالة الحكومة في 12 آذار الماضي)، أبلغت بأن الاعتماد قد سقط».
وقتها كان عدد المدارس المهددة بخطر الانهيار 76 مدرسة، وفـــــق كتاب الوزير إلى مجلس الوزراء في 28 نيسان 2012، (الرقم 2873/11)، وجاء أتفاق التعاون من اجل صيانة المباني المدرسية في إطار مشروع دعم وتأهيـــــل وتطوير المدارس الرسمية وتحسين شؤون المعلمين، «دراستي»، الممول من «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية»، ليساهم في ترميم 183 مدرسة رسمية، وبقيت على لائحة المدرسة الخطــــيرة 43 تبعاً لتقرير الوحـــدة الهنــــدسية في وزارة التربيــــة والتعــــليم العــــالي، ووزارة الشغال العامة.
سير المراسلات
المفاجأة أنه نتيجة مراسلات دياب (بلغ عددها عشر مراسلات، من بينها كتب إلى رئيسي الجمهورية والحكومة ووزارة المال)، ورد كتاب من رئاسة مجلس الوزراء حمل الرقم 1777/م ص، تاريخ 16 أيار 2012، يتضمن استعداد «مجلس الإنماء والإعمار» القيام بما يلزم، في حال تكليفه من قبل مجلس الوزراء، أما جواب وزارة المال، فكان «إن وضع الاحتياطي لا يسمح بتأمين المبلغ المطلوب، لذلك تم اقتراح اللجوء إلى مصادر تمويل أخرى خارجية كانت أم داخلية». وبتاريخ 13 حزيران 2012 ورد كتاب من رئاسة مجلس الوزراء مرفقا بكتاب وزارة المالية مؤكدا على مضمون كتابه السابق.
وفي 16 تموز 2012، عاد وزير التربية، وأرسل كتاباً إلى مجلس الوزراء حمل الرقم 6504/11 عنوانه «الإصرار والتأكيد على تأمين الاعتمادات لمجلس الإنماء والإعمار للمعالجة الفورية لجميع المدارس الرسمية التي تهدد السلامة العامة.
وفي 12 أيلول 2012 صدر قرار مجلس الوزراء الرقم 51، وتضمن الموافقة على تكليف مديرية المباني في وزارة الأشغال العامة والنقل، بترميم وتأهيل الأبنية المدرسية الرسمية، التي تهدد السلامة العامة، عن طريق استدراج عروض، وعلى نقل مبلغ سبعة مليارات و537 مليون و500 ألف ليرة، من احتياطي سلفة الخزينة المعطاة إلى وزارة المالية، بموجب المرسوم الرقم 8345 تاريخ 16 حزيران 2012 إلى موازنة وزارة الأشغال ـ المديرية العامة للطرق والمباني لعام 2012 لهذه الغاية.
وعلى الرغم من صدور قرار مجلس الوزراء لم يتم تحويل المبلغ المطلوب، وبعد مراجعات عدة من قبل دياب، وإصراره على تأمين المبلغ المرصود بموجب قرار مجلس الوزراء، تبين في أخر جلسة لمجلس الوزراء في 20 آذار 2013، أن هذا المبلغ قد أسقط ويتوجب العمل على إصدار قرار جديد من مجلس الوزراء. إزاء هذا الوضع دعا دياب إلى عقد مؤتمر صحافي في 21 آذار خصص لشرح وضع المباني المدرسية التي تهدد السلامة العامة. وأتبع ذلك، بعد يوم، بكتاب جديد إلى مجلس الوزراء لتأمين الخمسة ملايين دولار رفعاً للمسؤولية.
ونتيجة لرفض وزارة المال تحويل الأموال، عمد دياب إلى كتابين، الأول إلى رئيس الجمهورية في 20 حزيران 2013، والثاني إلى رئيس الحكومة في 29 حزيران، يبلغهما فيهما حقيقة الوضع، ويذكّر بما تم التوافق عليه في اجتماع اللجنة الوزارية المنعقد في القصر الجمهوري، في 21 أيار الماضي، لمناقشة أوضاع النازحين السوريين، وطلب ميقاتي من الصفدي هاتفياً تأمين اعتماد بقيمة مليار ونصف المليار ليرة من احتياطي الموازنة للعام 2013، وعلى ثلاث دفعات، بغية ترميم المدارس الخطرة على أرواح التلامذة. وحتى تاريخه لم تحصل وزارة التربية على قرش واحد. ما دفع دياب إلى إجراء مناقلات في بعض المدارس إلى مبان أكثر أمنا.
توزع المدارس الخطرة
تتوزع المدارس الرسمية التي تهدد السلامة العامة على مختلف المناطق: محافظة الشمال 13، جبل لبنان 13، البقاع 6، النبطية 5، بيروت 4، وصيدا وصور مدرسة واحدة في كل منهما.
وقد أجرت وحدة الهندسة في وزارة التربية الكشوف اللازمة على هذه المدارس، في بداية فصل الصيف وطلبت إخلاءها، ونبهت من خطر انهيارها وتعريض سلامة التلامذة للخطر. وبعد كشف الاستشاري في وزارة الشغال العامة على هذه المدارس، جاء القرار بضرورة إخلاء 11 مدرسة لأنها تشكل خطراً على حياة التلامذة والمعلمين. وقد أجرت الوحدة بالتنسيق مع وزارة الأشغال الدراسات اللازمة، وأصبحت جاهزة للتلزيم في انتظار تأمين الأموال اللازمة.
المدارس التي تحتاج إلى ترميم وتهدد السلامة العامة هي:
- متوسطة البقاع ومتوسطة الهرمل (الهرمل).
- متوسطة نيحا، ابتدائية عرسال الأولى، متوسطة راس بعلبك، ومتوسطة يونين (بعلبك).
- مدرسة الشهيد محمد زعرور المختلطة ـ صريفا (صور).
- مدرسة صيدا الحديثة (صيدا).
- معهد دوما الفني (البترون).
- روضة البداوي الأولى المختلطة (المنية).
- متوسطة سير المختلطة، ومدرسة بخعون ـ إنكليزي (المنية ـ الضنية).
- ثانوية أندريه نحاس للبنات، مدرسة لقمان للبنات، مدرسة الأرز للصبيان ـ أبي سمرا، الهدى للصبيان، المستقبل للصبيان، التهذيبية للصبيان، أبي فراس الحمداني، مدرسة كفرنون، وفنيدق (طرابلس).
- حسن حمد غندور المتوسطة، ثانوية جبشيت، متوسطة كفررمان الثانية، وجباع الابتدائية (النبطية).
- مدرسة عين قنيا (حاصبيا).
- روضة برج أبي حيدر المختلطة، مدرسة الرميل، ثانوية حوض الولاية، وسلمى الصايغ للبنات (بيروت).
- مدرسة الرميلة، متوسطة كفرفاقود، ثانوية بتلون، متوسطة كفرحيم، عانوت المتوسطة المختلطة، وثانوية برجا (جبل لبنان ـ الشوف).
- عبد الكريم الخليل، مدرسة فرن الشباك المتوسطة المختلطة، ومتوسطة الغبيري الثانية .
- ثانوية عرمون ـ المبنى الجديد، مدرسة الشهيد رفيق الحريري لدوحة الشويفات، ثانوية عرمون فرع الشهيد رفيق الحريري (عاليه).
- متوسطة الياس أبو شبكة المختلطة، ومدرسة ساحل علما الرسمية (كسروان).
لبنان ACGEN السغير تربية وتعليم