Thursday, 24 October 2013 - 11:22am
الاعتداء على الممرض (خ. أ. ع.) وهو يهمّ بالخروج من عمله في المستشفى الحكومي في القبة ـــ طرابلس ليل أول من أمس استنفر نقابة الممرضات والممرضين، فسارعت الى عقد مؤتمر صحافي تزامن مع توقف الجسم التمريضي عن العمل لمدة خمس دقائق في المستشفيات اللبنانية، تضامناً واستنكاراً للاعتداءات المتكررة على الممرضات والممرضين.
وبينما رفضت النقابة التطرق إلى حيثيات الحادث، مشيرة إلى أنّ مؤتمرها يتناول القضية الأساسية، أي الاعتداء على الممرض. ذكرت معلومات أنّ المعتدى عليه تعرض لطعنة سكين في رأسه على يد مواطن كان يرافق جريحاً في قسم الطوارئ بالمستشفى. وفي التفاصيل، أن هذا الجريح أدخل إلى طوارئ المستشفى الحكومي برفقة شخص مسلح ملقب بـ«أبو مجاهد»، وعند مطالبتهما بدفع المبلغ المالي المتوجب للمستشفى، امتعض «أبو مجاهد» ودخل في مشادة كلامية مع الموظف في قسم المحاسبة، ما استدعى تدخل الممرض لمؤازرة زميله في المستشفى، فما كان من المدعو «أبو مجاهد» إلا أن ضرب الممرض فأصابه إصابة بليغة استدعت إدخاله إلى غرفة العناية الفائقة.
وحيال هذا الأمر، تجمّع عدد من الممرضين والعاملين بشكل تلقائي أمام قسم الطوارئ، ممتنعين عن العمل احتجاجاً على الحادث، لكن سرعان ما تم تطويق الإشكال وجرى إعادة فتح القسم لاستقبال وإسعاف المرضى والجرحى.
ما حصل في مستشفى الشمال ليس سوى حلقة من حوادث تتنقل في كل المناطق اللبنانية وتتزايد بصورة لافتة، تقول نائبة النقيبة إليانا حمصية.
النقابة لم تلجأ، بحسب حمصية، إلى الإضراب، بل اكتفت بوقفة تضامنية اعتراضية «حرصاً على عدم تعطيل المِرفَق الصحي وتعريض حياة الناس لأي سوء أو مكروه». لكنها تسجّل رفضها القاطع لكل أنواع العنف والاعتداء مهما كانت الأسباب والذرائع، وتطالب المؤسسات الصحية ببذل ما يمكن من جهود لتدارك أي إشكال محتم.
وناشدت حمصية وزارة الصحة العامة والأجهزة الأمنية والقضائية التحرك لحماية العاملين في المهنة والقطاع الصحي عموماً.
ورأى محامي النقابة روجيه أبي راشد أن «العنف المتزايد سببه غياب الاستقرار الأمني وعدم توفير التغطية الاستشفائية المجانية لكل شرائح المجتمع، رافضاً زجّ الممرضات والممرضين بأي صراع أو نزاع.
وقال لـ«الأخبار» إنّ النقابة بصدد أخذ موعد من وزيري الصحة والداخلية بعد عودة النقيبة من الخارج، وذلك لبحث خطة استراتيجية وطنية للحدّ من العنف والاعتداءات، على أن تتولى السلطات المختصة التنسيق في ما بينها لمعالجة الظاهرة تحت عنوان التنظيم والأمن والتوعية الاجتماعية. وفيما تدرس النقابة الخطوات القضائية التي يمكن اللجوء إليها، تدعو الأجهزة الأمنية والقضائية إلى التحرك وإجراء التحقيقات اللازمة والحزم في محاسبة الفاعلين. أما ممرضو وممرضات طرابلس فقد نفذوا وقفة احتجاجية بعد تعرض زميلهم للطعن.
أما وزير الصحة العامة علي حسن خليل فدان «التعرض للممرض في المستشفى الحكومي في طرابلس من عناصر مسلحة»، مشدداً على «وجوب تحييد الجسم التمريضي والطبي عن أي صراع، ومن الممنوع المس به بأي شكل من الأشكال». وفي بيان أصدره، ناشد الأجهزة الأمنية «توفير حماية خاصة لهذا الجسم وللمستشفيات كافة، كي يتسنى لهما الاستمرار في عملهما الإنساني في خدمة جميع المصابين».
وكانت دراسة للجامعة الأميركية في بيروت قد تحدثت عن بيئة غير آمنة وغير مؤاتية للعمل في مهنة التمريض، ما ينعكس سلباً على جودة العناية التمريضية. الدراسة أجريت بين حزيران 2011 وحزيران 2012، وأظهرت أن «62% من الممرضين والممرضات في لبنان يتعرضون للإساءة اللفظية، وأن 10% منهم يتعرضون للعنف الجسدي في أماكن عملهم». وقد تبين أن 31.7 من الممرضين والممرضات أشاروا إلى احتمال تركهم العمل، فيما قال 22.3 منهم إنهم مترددون». وفي السياق، تلفت النقابة إلى أن عدداً لا يستهان به من الممرضات تركن مهنتهن أو هن على وشك القيام بذلك بسبب المعاملة السيئة التي يلاقينها في مركز عملهن من أطراف عدة، بينها الطبيب والزميل والمسؤول الإداري والمريض وأهله.
الدراسة تخلص إلى أن تعرض أفراد الجسم التمريضي بكثرة للعنف هو مدعاة للقلق الشديد، وأن تأثيره العاطفي لا يقتصر على تدهور وضعهم الصحي فحسب، بل يعيق قدرتهم على العناية بمرضاهم أو القيام بواجباتهم الأخرى. وتوصي بجمع صناع القرار لمناقشة النتائج وما يترتب عليها، وأي خطوات ينبغي اعتمادها لخفض نسبة الإساءات والعنف. وأن تفرض المستشفيات سياسات لمنع العنف تسمح للممرضين والممرضات بالإبلاغ عن أي حادث أو إساءة، فضلاً عن تدريب موظفي المستشفيات على التواصل، إذ إنّ معظم الإساءات اللفظية هي بين أعضاء الكادر الطبي أنفسهم.
لبنان ACGEN اجتماعيات استشفاء الأخبار